بعد رحلة امتدت 12 عاما زكية نصار تحقق حلمها في بكين
غزة- محمد العمصي/ منذ أكثر من ثلاث سنوات كان للسباحة الفلسطينية نصيب المشاركة في اولمبياد أثينا، ووقتها لم يكن يطفو على السطح سوى رمزية المشاركة ورفع علم فلسطين إلى جانب دول العالم، وانفض المولد وأصبح الأمر في طي الكتمان، بحيث بدأ عد الأيام والشهور والسنوات، إلى أن يأتي موعد انطلاقة الدورة الاولمبية المقبلة في بكين دون إعداد، وهذا جزء يتحمل وزره وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية جراء غياب الأفق الواضح في إعداد اللاعبين ولمدة طويلة استعداداً لاستحقاقات هامة وضرورية.
"بال سبورت" تستعرض في هذا التقرير حكاية لاعبة أخرى تحلم برفع علم فلسطين في اولمبياد بكين، بعد أن كشف اتحاد السباحة عن أسمائهم لتمثيل فلسطين في اكبر الدورات الرياضية والهدف اولمبياد بكين.
حلم زكية نصار تحقق زكية نصار هي الفتاة الثالثة التي تمثل فلسطين في الدورات الاولمبية، إلى جانب سمر نصار وسناء بخيت، وهي الأولى التي تمثل فلسطين في السباحة وبلمحة بسيطة عن اللاعبة نصار ابنة مدينة بيت لحم وتنتسب إلى نادي دلاسال بيت لحم وتدرس حاليا طب الأسنان في الجامعة العربية الأمريكية في مدينة جنين، عمرها الرياضي تجاوز الـ12 عاماً، ومتخصصة في سباحة الظهر والحرة والفراشة، حيث ستركز في أولمبياد بكين على السباحة الحرة لمسافة 50م وذلك بناءً على مشاركتها الأخيرة في بطولة العالم للسباحة، التي أقيمت في أستراليا، وبالتالي فإنها ستكون الفتاة الفلسطينية الوحيدة التي يحق لها تمثيل فلسطين في أولمبياد بكين.
وكان لنصار شرف تمثيل فلسطين في العديد من البطولات العربية والدولية في أمريكا وهونج كونج والصين وألمانيا وآسياد الدوحة وبطولة غرب آسيا في قطر والعديد من البطولات العربية. وبدأت نصار تدريباتها مبكراً في حمام السباحة التابع لجمعية الشبان المسيحية بمدينة بيت ساحور، وهي تعاني مشاق السفر ما بين جنين وبيت لحم لمتابعة الدراسة والتدريب، ولكنها عبرت عن سعادتها البالغة باختيارها للمشاركة في اولمبياد بكين، فقالت: هذا حلم كبير لي أن أكون في الأولمبياد، ولقد شاءت الأقدار أن لا أشارك في أولمبياد أثينا بسبب عدم مشاركتي في بطولة العالم التي سبقتها في برشلونة، وقد ولد ذلك عندي تحدي بضرورة أن أكون ضمن فعاليات أولمبياد بكين وأشرف فلسطين في هذا المحفل الكبير والذي يراقبه العالم كافة في آن واحد.
النواورة المكتشف
وبالعودة إلى نشأة السباحة زكية نصار، فان الفضل بعد الله كما يقول إبراهيم الطويل رئيس الاتحاد يعود إلى المدرب القدير موسى النواورة مدرب نادي دلاسال التلحمي وهو الذي وضعها على أول الطريق للعالمية في مجال السباحة. ويجيب الطويل على سؤال عن كيفية اختيار زكية نصار لتمثيل فلسطين في اولمبياد بكين بالقول: انها من أفضل السباحات الفلسطينيات، ولم يكن بمقدور الاتحاد تبديلها بأي سباحة أخرى بسبب أنها الوحيدة التي سجلت دولياً في بطولة العالم في أستراليا، وهي البطاقة الوحيدة التي تؤهل أي سباح لدخول الأولمبياد.
وأضاف: هناك سباحات يصغرن زكية سناً، والمستقبل القريب يبشر بجيل صاعد مميز أمثال دينا وهيا خوري وماري الاطرش وسابين حزبون ويارا دواني اللواتي سيكون لهن شأن كبير في القريب العاجل في رياضة السباحة.
برامج التدريب ومعوقاتها وحول استعداد السباحة وبرنامجها الإعدادي خلال الفترة المتبقية لاولمبياد بكين، أكد الطويل انه إذا بقى الحال على ما هو عليه من تهميش واضح للرياضة الفلسطينية بشكل عام وغياب الموازنات والمعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية، فلن تقوم قائمة للرياضة الفلسطينية بشكل عام وللسباحة بشكل خاص. وأضاف: حاليا نحن مستمرون في التدريبات المتواضعة التي يتلقاها السباحون، التي تتأثر بشكل سلبي بالتزاماتهم التعليمية، وعدم تفرغ مدرب خاص لمتابعتهم، إضافة إلى عدم وجود مدرب لياقة بدنية وأخصائي تغذية، وعدم وجود حمام سباحة بمواصفات أولمبية 50 متر، إضافة إلى انعدام وجود معالج طبيعي ومعالج نفسي، والنقص في تغطية تكاليف استعمال حمامات السباحة للتدريب وهذا شيء مكلف بحد ذاته.
وناشد الطويل في نهاية حديثه جميع الجهات الأهلية والرسمية بأخذ دورها المطلوب في رعاية الرياضة، وعلى رأسها الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الداعمة العاملة في فلسطين من خلال رعاية الأبطال المشاركين في الدورة الاولمبية، وتوفير كافة متطلبات الإعداد لهم، لان المشاركة في اكبر المحافل الدولية الرياضية يعتبر انجازا هاما، ويحتاج إلى رعاية لمن سيكون سفيراً لفلسطين في هذه الدورة.