المدرب احمد الحسن يميط اللثام عن الاسباب الحقيقية لاستقالته
رام الله- اجرى الحوار بسام ابو عرة/ بعد اقل من شهر من توقيعه عقد الاتفاق مع اتحاد كرة القدم برام الله قدم المدرب احمد الحسن استقالته من تدريب المنتخب يوم الثلاثاء الماضي وعلل اسباب الاستقالة بالخلل الاداري في عملية انتقاء اللاعبين وخلل آخر فني في تجميعهم لمباراة سنغافورة الثانية والدورة العربية الرياضية بالعاصمة المصرية القاهرة منتصف الشهر المقبل، هذه بعض الاسباب التي دفعت المدرب الخلوق الحسن ليقدم استقالته للاتحاد ولمعرفة المزيد من الاسباب الحقيقية وراء هذا الاجراء السريع من قبل المدرب كان لا بد من الالتقاء به ليحدثنا بصراحة وشفافية عن عمله طوال الشهر الماضي مع المنتخب والاتحاد وعن جميع الاسباب الكامنة وراء هذه الاستقالة ولنقرأ:
بداية ما هو الاتفاق الذي وقعتموه مع الاتحاد؟
الاتفاق الذي تم بيننا والذي اخذ فترة طويلة لكي يتم توقيعه هو موضوع الصلاحيات وطبيعة عمل وعلاقتي مع ادارة الاتحاد والجهاز الفني، وكان الاتفاق ان اكون المدرب العام للمنتخب والمسؤول الاول في حال عدم وجود مدير فني، وان تكون لي مطلق الصلاحية في عملية اختيار اللاعبين وعدم التدخل في الامور الفنية من قبل اي شخص او جهة الا بالتشاور.
كم كانت مدته وكيف كانت التجربة؟
التجربة كانت قصيرة جدا وسلبياتها اكثر من ايجابياتها لعدم وضوح الرؤيا والقرار الاداري الصحيح والمتفق عليه بالاجماع من الاخوة في شقي الوطن، وكانت بداية التجربة هو التحاقي مع المنتخب في مصر وضمن المعسكر التدريبي استعدادا لمباراة سنغافورة، حيث تفاجأت هناك بعدم وضوح دور كل شخص في الجهاز الفني وعدم تبليغ الاخوة في ادارة الاتحاد بتفاصيل ما تم الاتفاق عليه معي.
هل كان لاعبونا المحترفون في جهوزية لمباراة سنغافورة وهل هم كفاءة؟
اللاعبون المحترفون اسماؤهم معهم محترفون وفي كامل الجاهزية من النواحي البدنية والمهارية وفي انديتهم، اما مع المنتخب ومع الاسف كانوا بعيدين كل البعد عن مستواهم الحقيقي باستثناء فهد عتال، وعمر جعرون، حيث حضرنا لبعضهم قبل مباراتنا مع سنغافورة مباريات لانديتهم التي يلعبون فيها وكان لهم الفضل الكبير في تحقيق الفوز لانديتهم لما قدموه من امكانيات بدنية ومهارية هائلة، ولكن المفارقة في مباراتهم مع منتخبنا مع سنغافورة كانوا في واد وكرة القدم في واد آخر.
لماذا لم يتم الزج باللاعبين المحليين في لقاء سنغافورة الاول؟
لان غالبية اللاعبين في المعسكر التدريبي بالمعادي من المحليين وحقيقة انهم اعطوا كل ما عندهم في المعسكر وانعكس ذلك من خلال اللقاءيين التجريبيين مع الداخلية والكاميرون العسكري وكان في تقديري ان يكون في التشكيلة الاساسية في مباراة سنغافورة من ست الى سبع لاعبين باستثناء حارس المرمى لكونه لا يوجد حارس محترف ولكني تفاجأت بالتشكيل النهائي تحتوي على ثمانية لاعبين محترفين مما سبب حالة من الارتباك للفريق والاحباط للاعبين المحليين باعتبار ان ثمرة تعبهم وجهدهم ذهبت هباء منثورا، وان مستواهم وامكانياتهم لا تقل عن اللاعبين المحترفين.
ما هو دوركم انتم والمدرب نعيم السويركي في المنتخب؟
انا انسان مهني واعرف ما هو دور المدرب العام في حال وجود المدير الفني وفي هذه التركيبة يتحمل المدير الفني كامل المسؤولية وله كامل الصلاحيات بكل ما يتعلق بالعملية التدريبية واختيار اللاعبين والطريقة التي يلعب بها والتشكيلة داخل الملعب، ويكون دور الجهاز المساعد له تقديم المشورة والنصيحة بما يخدم الفريق وتكون للمدير الفني الحرية في اخذ المشورة من عدمها، حيث قمنا بتقديم النصح له في اكثر من حالة ومن ضمنها طريقة اللعب حيث عند سؤالنا له عنها ابلغنا بانها طريقة 3-5-2 وهي طريقة استغنى عنها كافة منتخبات العالم لما تحتاج من امكانيات بدنية هائلة جدا وخصوصا لاعبي الاطراف في وسط الملعب، كما تم نصحه في عملية اشراك لاعبي التشيلي كونهما كان وصولهما متأخرا وتعرضوا لارهاق شديد بسبب السفر حيث استغرقت رحلتهم اكثر من 48 ساعة بين الطائرات والمطارات وهم في حالة توتر وارهاق.
هل هناك تدخل من قبل اعضاء الاتحاد في عملك و خاصة عملية انتقاء اللاعبين؟
حقيقة لم اكن ارغب بنشر أسباب استقالتي في الصحافة وذلك احتراما للاخوة بالاتحاد وعدم إحراجهم لما تربطني بهم من علاقة شخصية ولكن الذي اجبرني على نشر اسباب الاستقالة هو تصريح الاخ العزيز مؤيد شريم بانها غير مبررة، وانا اترك الحكم للشارع الرياضي لكي يقرر هو ان كانت مبررة ام لا.
ماذا بالنسبة لتقديم استقالتكم وهل هي نهائية؟
الاستقالة نهائية ولا رجعة عنها.
هل من ضغوطات مورست عليك؟
نعم تعرضت لضغوطات وهذه الضغوطات من قبل العمل المهني السليم الذي يمليه علي ضميري وسمعتي.
ما هي الأسباب الحقيقية للاستقالة؟
اما الأسباب الحقيقية للاستقالة فهي: في يوم السبت الموافق في العشرين من تشرين الأول وفي جلسة الاتحاد الرسمية رقم 60/2007 وبحضور كامل أعضاءه التسعة حضرت تلك الجلسة وقدمت شرحا وافيا عن معسكر القاهرة ومباراة سنغافورة وتم تكليفي بمهمة المدير الفني للمنتخب للفترة القادمة وطلب مني تقديم كشف بأسماء اللاعبين الذين سوف يشاركون في مباراة سنغافورة الثانية وطلبت منهم إضافة بعض الأسماء الى القائمة ولكن ابلغوني بعدم إمكانية الإضافة ونحن ملزمون بالقائمة المرسلة المكونة من 47 لاعب، وقدمت القائمة على هذا الاساس ولم يتم الاشارة الى مشاركتنا في الدورة العربية لا من قريب ولا من بعيد ولم يطلب مني قائمة بأسماء اللاعبين الذين سيشاركون بالدورة وبعد انتهاء اجتماع الاتحاد حضرت اجتماعا آخر للجنة المنتخبات المشكلة حديثا وعند طرح موضوع مشاركتنا في الدورة العربية كان الاتفاق اما ان نستعد لها بشكل جيد او الاعتذار عنها، وكان الطرح بضرورة إعادة تشكيل المنتخب وضخه بدماء جديدة ممكن لها ان تغير شيئا في كرة القدم الفلسطينية وعدم الالتزام بالقائمة المقدمة للاتحاد الدولي لما فيها من بعض الاسماء لا تستحق ان تكون ضمن القائمة.
وفي يوم 21 من الشهر ذاته وفي اقل من 24 ساعة عن اجتماع الاتحاد تلقيت مكالمة هاتفية من الإخوة أعضاء الاتحاد من المحافظات الجنوبية بضرورة تقديم قائمة بأسماء اللاعبين الذين سيشاركون بالدورة العربية وعندها تفاجأت بهذا الخبر وابلغتهم بأني يوم امس كنت في جلسة رسمية بالاتحاد ولم ابلغ بذلك، وابلغوني انه يجب تسليم القائمة خلال ساعتين وعلى الفور قمت بالاتصال بالإخوة اعضاء الاتحاد بالمحافظات الشمالية وابلغتهم بالموضوع وابلغوني بان هذا الكلام غير صحيح ولا يجوز ونحن لم نبلغ بذلك وسوف نقوم بالاتصال بالإخوة في المحافظات الجنوبية وحل الموضوع ولكن المفاجأة كانت ان الاخوة ابلغوني بعد اتصالهم بغزة بانهم محرجون ويجب تقديم القائمة بسرعة ولا يمكن الاعتذار عن المشاركة لان فترة الاعتذارات قد انتهت ويجب علينا المشاركة ويجب ان نتعاون جميعا لحل هذه المشكلة وبعدها سوف تجري الامور حسبما تم الاتفاق عليه معك.
واتصل بي الإخوة في غزة لتقديم القائمة وكانت على الشكل التالي: بالنسبة للاعبي المحافظات الجنوبية تعتمد نفس القائمة التي قدمتها للاتحاد لمباراة سنغافورة الثانية وهنا احب ان أشير من بعد إعلان قائمة سنغافورة الثانية ظهرت في وسائل الإعلام اخبار عن استبعاد لاعب من التشكيلة وكان من المفترض ان يكون ضمنها، مع العلم ان هذا اللاعب لا يوجد اي شيء شخصي بيني وبينه ولم يتم الحديث معي حوله بل كل الذي حصل هو عبر وسائل الإعلام، اما لاعبي المحافظات الشمالية فتم اضافة عشرة لاعبين الى القائمة وطلب منا ضرورة إرسال نسختي جواز سفر للاعبين من المحافظات الشمالية وذلك لعدم وجودها في مقر الاتحاد بغزة، وقمنا بالاتصال باللاعبين وابلغني احدهما في اليوم التالي انه تم إرسال صورة عن جواز السفر إلى رقم الفاكس المعني في غزة وفي حدود الساعة الثانية ظهرا من يوم 22 من الشهر ذاته اتصل بي الاخوة في غزة وابلغوني بانه تم استبعاد اللاعبين المذكورين وذلك لعدم وصول صور جوازات سفرهم وان القائمة أصبحت كالتالي وهنا كانت المفاجأة عندما استلمت الأسماء تفاجأت بإضافة اسم اللاعب الذي اثير موضوعه في وسائل الإعلام وعدم استدعائه الى مباراة سنغافورة الثانية قد اضيف الى القائمة من دون الرجوع الي ومن يعرف احمد الحسن ومن عمل معه يعرف انه لا يمكن التهاون او السكوت على مثل هذه التجاوزات لأنها هي الأساس في شخصية المدرب.
ولو انني قبلت بهذا الموضوع لفرضت علي تشكيلة الفريق بالكامل مستقبلا، وبعد تقديمي الاستقالة اتصل بي الإخوة بالاتحاد حول موضوع هذا اللاعب بأنه يمكننا ان نقوم باستبعاده بعد ذلك.