الخضر - عنان شحادة/ عاشت بلدة الخضر ليلة عيد الفطر السعيد، ليلة ولا في الاحلام، عندما احتفلت جماهير كرة القدم حتى الساعة الثانية فجراً، احتفالا بفوز فريقها بكأس البطولة الرمضانية الكروية التي نظمتها بلدية الخضر، بعد ان اجتاز عقبة جبل المكبر، صاحب العروض المميزة في المباراة النهائية، بثلاثة اهداف مقابل هدف.
واحتضن استاد الخضر المباراة وسط حضور جماهيري كبير زحف من جميع انحاء محافظات بيت لحم والخليل والقدس، قدر باكثر من اربعة الاف متفرج، تقدمهم العقيد داود ابو غيث مدير عام شرطة محافظة بيت لحم، عدنان صبيح رئيس بلدية الخضر، بدر مكي عضو اتحاد كرة القدم، العقيد عيسى حجو مدير شرطة محافظة بيت لحم السابق، وشخصيات رياضية واعتبارية.
   وبهذا التتويج المستحق يثبت فريق الخضر تحت قيادة المدرب واللاعب جميل سعيد انه قادم بقوة من خلال الاداء المتطور لعناصرة الشابة التي اعتمد عليها في البطولة لا سيما اشراك: احمد صلاح، محمد عوض، والمتألق في خط الدفاع محمود فتحي ورامي موسى واحمد الشولي.
المباراة تأخرت عن موعدها المحدد بربع ساعة قبل ان يعلن الحكم بدايتها والتي جاءت سريعة وقوية من قبل الخضر الذي ضغط منذ الوهلة الاولى من اجل مباغتة المكبر بهدف السبق، وهو ما تحقق في الدقيقة الرابعة عن طريق خليل عيسى، بدايتها تمريرة من محمود الشولي الى محمد صبري الذي سددها فأخطأ المدافع المقدسي في ابعدها لتتهيأ امام الشولي وبكل قوة ارسلها داخل الشباك لتشتعل المدرجات فرحاً بالهدف.
   المكبر بعد الهدف ضغط من اجل التعادل واضاع فرصتين عن طريق مراد عياد، الاولى في الدقيقة الخامسة بعد ان سدد كرة امسك بها الحارس، والاخرى بعد دقيقة اثر التمريرة المتقنة من رائد القاروط لكن عياد اطاح بها فوق العارضة.
   تصميم المكبر على التعادل بدا واضحا وهو ما اخمد جماهير الخضر التي وضعت ايديها على قلوبها خوفا من القادم بعد ان سجل زياد المصري هدفاً ذاتياً في مرماه بعد ان فشل في تشتيت الكرة العرضية التي رفعها سامر حجازي ليقع المصري مرة اخرى في حظه السئ وهو ما حدث له امام وادي النيص مسجلا لهم هدف السبق.
  رغم هذا الهدف المباغت الا ان ابناء جميل سعيد حافظوا على ادائهم المميز والكبير وواصلوا بنفس الرتم الذي بدأوا فيه المباراة حيث تحول اللعب بشكل عام لصالحهم وهددوا مرمى سامي ابو ذياب عن طريق محمود الشولي، محمد صبري ونجم المباراة خليل عيسى الذي ظهر بشكل لافت من خلال سيطرته على منطقة الوسط وتمرير الكرات المتقنة للمهاجمين وتعرض للخشونة الزائدة للحد من تحركاته لكن دون جدوى هذا بمساندة الشقيقين كريم ووديع صلاح وبهاء حسن.
بالمقابل لم يظهر المكبر بالمستوى الذي ظهر عليه في بقية مبارياته التي اجراها بسبب الرقابة الصارمة التي فرضها لاعبو الخضر بناء على توجيهات المدرب جميل سعيد على مفاتيح اللعب خاصة احمد علان ورائد القاروط ومحمد نايل وشادي علان ومراد عياد.
  واسفر الهجوم الخضراوي في الدقيقة 61 عن ميلاد الهدف الثاني عن طريق عمر الشولي من ضربة جزاء احتسبها الحكم بعد ان لمس لاعب المكبر نائل اسعد كرة محمود الشولي المتجهة الى المرمى بيده.
  بعد الهدف الثاني للخضر زادت المباراة اثارة وحيوية وهو ما تفاعل معه الجمهور وتبادل الفريقان الهجمات، وكاد المكبر ان يحرز التعادل عن طريق احمد علان في الدقيقة 02 بعد ان ارسل كرة صاروخية تكفل بها الحارس الامين اسماعيل ابو صرة.
وبعد مضي ثلث ساعة على البداية اصبح الخضر هو المسيطر، فلعب المكبر مدافعا والخضر مهاجماً مهددا مرمى الاول بعدد من الفرص المحققة والتي كان مهندسها خليل عيسى الذي تفنن في تمرير الكرات على الاطراف وهو ما فكك خط دفاع المكبر.
واصيب خليل عيسى في الدقيقة 03 برأسه بعد الاحتكاك مع احد لاعبي المكبر احدثت له شرخا، لكن هذا لم يمنعه من مواصلة المباراة والاستمرار في نفس الاداء المميز واللافت للانظار، وهذا ما اثار اعصاب المدرب جميل، فعاجله الحكم بطرده من الملعب ليقود فريقه من الخارج بالتعاون مع المشرف الرياضي سليمان داود.
  وحملت الدقائق الاخيرة هجوماً ضاغطا من قبل لاعبي الخضر الذين دكوا حصون دفاع المكبر بطريقة عجز عن الصمود امام سيل الهجمات وهو ما تكلل عن تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 14 عن طريق المصاب والنجم خليل عيسى بطريق رائعة بعد ان ارتقى لكرة محمود الشولي العرضية وسددها برأسه داخل الشباك رغم قصر قامته وسط ذهول ودهشة مدافعي المكبر.
شوط المباراة الثاني لم يرتقي في الاداء كسابقه مع هجوم قوي من المكبر، وفي الدقيقة 05 تسديدة من خليل عدنان اكملت طريقها الى الخارج، ورد عليه المكبر بعرضية من رأفت عياد لتصل الى احمد علان لكن احد مدافعي الخضر تكفل بتحويلها الى ركنية نفذت دون ان تشكل اي تهديد واضح.
  وفي الدقيقة 35 تلاعب محمود الشولي بالكرة من بين المدافعين ومرر الى خليل عدنان لكن الكرة ابعدت من امامه.
وشعر مدرب المكبر بخطورة الوضع، كيف لا وهو متخلف بفارق هدفين وهو ما دفعه الى اشراك فادي علان مكان جمال علان من اجل اعطاء القوة الهجومية زخما، لكن هذا لم يجد له صدى في ظل القوة الدفاعية الصلبة للخضر تحت قيادة المرعب علي ابو صرة وعمر الشولي وزياد المصري والقادم بقوة محمود فتحي.
مرة اخرى قام مدرب المكبر بتغيير في صفوف فريقه فاخرج المدافع مراد علان واشرك جهاد جعابيص لاعب وسط، وهو ما ساعد في فترات الى ميل كفة المكبر على حساب الخضر، لكن الدفاع المستميت للخضر حال دون تغيير النتيجة.
على الجانب الاخر فان الخضر اجرى تغييرا باخراج محمد صبري واشراك محمد عوض الذي قاد من اول لمسة هجمة في الدقيقة 26 ومرر الى خليل عدنان ومن ثم الى بهاء الذي ارسلها بجوار القائم.
احمد علان اخطر لاعب في المكبر تمكن من التخلص من الرقابة المفروضة فانفرد بالكرة في الدقيقة 96 وسدد بقوة صوب المرمى لكن الحارس ابو صرة امسكها، وبسرعة فائقة رد عليه الخضر بفرصة مماثلة، فتقدم بهاء حسن بالكرة ثم مررها الى محمود الشولي الذي قوبل باحتكاك من احد المدافعين فحولها الى ركنية.
وحملت الدقائق العشرين الاخيرة الاثارة والندية واضاع الفريقان فيها العديد من الفرص المحققة لا سيما عن طريق كريم صلاح في الدقيقة 57 بعد ان اطاح بالكرة الى الخارج.
وفي الدقيقة 77 محمد نايل يمرر الى احمد علان الذي فرضت عليه الرقابة الصارمة وانعدمت خطورته المعهودة، فسدد الى جوار القائم، وبعدها بدقيقتين تتهيأ كرة على رأس القاروط الذي غمزها فارتطمت بالمدافعين وتحولت الى ركنية نفذها القاروط لتصل الى احمد علان الذي اوقفها ثم ارسلها صاروخية تألق ابو صرة في صدها.
ورغم تاخر المكبر بفارق هدفين الا ان المكبر ضغط بشكل مكثف وهدد مرمى ابو صرة اكثر من مرة وشكلت خطورة كادت ان تسفر احداها عن هدف لكن براعة المدافعين والحارس افشلت كل هذه المحاولات.
وشهدت الدقيقة الثانية من الوقت الاضافي اخطر فرص المكبر عندما سدد احمد علان كرة قوية طار لها علي ابو صرة وابعدها برأسه قبل ان تلج المرمى.
وقبل ان يعلن الحكم عن صافرة النهاية وقفت العارضة سدا منيعا امام كرة كريم صلاح عندما حاول ان يمرر الى محمود الشولي الا ان كرته ضلت المرمى، ليعلن الطاقم التحكيمي بقيادة محمد جبرين ومساعديه على الخطوط كمال شريتح ووحازم امام وخالد الشلودي رابعا النهاية، لتبدأ الافراح على المدرجات وفي احياء وشوارع البلدة.
بعد ذلك بدأت مراسيم تتويج الفائزين فنال الخضركأس المركز الاول، والمكبر كأس المركز الثاني.
وفي لفته جميله اسعدت الجميع ووفاءا لجهود وخدمات اللاعب والمدرب جميل سعيد فضل كابتن الخضر عمر الشولي استلام الكأس برفقة جميل سعيد الذي ذرف الدموع فرحاً بانجازه الاول مع الفريق كمدرب.
ونال اسماعيل ابو صرة حارس مرمى الخضر جائزة افضل حارس في البطولة، واللاعب احمد علان من المكبر جائزة هداف البطولة برصيد خمسة اهداف، وتقاسم لاعبا الخضر علي ابو صرة وخليل عيسى جائزة افضل لاعب في المباراة النهائية.
بعد التتويج بدات افراح بلدة الخضر حيث زف الفريق من امام استاد الخضر وصولا الى بوابة الخضر، وجرى حفل غنائي احياه الفنان اشرف ابو شما بمشاركة المئات من اهالي البلدة والذي تواصل حتى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل.

تكريم الداعمين
وفي استراحة ما بين الشوطين تم توزيع الدورع التقدريرية على كل من ساهم في انجاح البطولة وهم: محافظة بيت لحم، مديرية الشرطة في محافطة بيت لحم، مديرية الشباب والرياضة في بيت لحم، وزارة الشباب والرياضة، اتحاد كرة القدم، رابطة الصحفيين الرياضيين، اللجنة المساندة لاتحاد كرة القدم، وكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، وكالة معا الاخبارية، صحف: الايام، القدس والحياة الجديده، اللجان المشرفة على البطولة، الاندية المشاركة، الهلال الاحمر الفلسطيني ولجنة متطوعي الخضر.
وقام بتسليم الدروع العقيد داود ابوغيث، كفاح الشريف راعي البطولة، بدر مكي، عدنان صبيح، ورئيس نادي الخضر جودة صبيح.

تشكيلة الخضر
- حراسة المرمى: اسماعيل ابو صرة.
- خط الدفاع: عمر الشولي، علي ابو صرة، محمود فتحي وزباد المصري.
- خط الوسط: خليل عيسى، بهاء حسن كريم ووديع صلاح.
- خط الهجوم: محود الشولي ومحمد صبري (محمد عوض).

تشكيلة المكبر
- حراسة المرمى: سامي ابو ذياب.
- خط الدفاع: مراد عياد (جهاد جعابيص)، نائل اسعد، رأفت عياد، سامر حجازي.
- خط الوسط: جمال علان، محمد نايل، مراد عياد، شادي علان.
- خط الهجوم: احمد علان ورائد القاروط.