شريط الأخبار

سيدات البرازيل يتحدين الاضطهاد بكرة القدم

سيدات البرازيل يتحدين الاضطهاد بكرة القدم
بال سبورت :  

جاء وصول المنتخب البرازيلي للمرة الاولى في تاريخه إلى المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات ليساهم في عديد من التطورات أكثر من مجرد نمو كرة القدم النسائية في البرازيل بعد أن كان ممنوعا ممارستها بحكم القانون.
وساهمت اللاعبة البرازيلية مارتا بتألقها وأدائها الرائع في قيادة المنتخب البرازيلي إلى المباراة النهائية للبطولة بالتغلب على نظيره الامريكي 4-صفر في الدور قبل النهائي يوم الخميس الماضي ليلتقي الفريق مع المنتخب الالماني حامل اللقب والذي تغلب في نفس الدور على المنتخب النرويجي 3-صفر ليصل إلى المباراة النهائية للبطولة الثانية على التوالي ويفوز فيها على المنتخب البرازيلي 2-صفر ليتوج باللقب للمرة الثانية على التوالي.
وعلى الرغم من سقوط المنتخب البرازيلي في نهائي البطولة قال ألكسندر أحد مدربي كرة القدم النسائية في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية إن النجاح الذي حققه المنتخب البرازيلي في بطولة كأس العالم الخامسة لكرة القدم للسيدات بدد أخيرا التحامل على كرة القدم النسائية في البرازيل.
وأوضح الكسندر "الاباء الذين كانوا حتى وقت قصير مضى يمنعون بناتهم من لعب كرة القدم يحرصون حاليا على الذهاب ببناتهم شخصيا إلى التدريبات".
وحققت كرة القدم النسائية في البرازيل إنجازا مهما للغاية في تموز الماضي من خلال الفوز بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم في دورة الالعاب الامريكية ثم حقق الفريق إنجازا أكبر بالفعل في كأس العالم الخامسة بالصين.
وكانت ممارسة كرة القدم النسائية ممنوعة بالفعل في البرازيل بين عامي 5691 و2891 بحكم قانوني صادر عن نظام الحكم العسكري الديكتاتوري السائد في البرازيلي آنذاك في الوقت الذي كانت تحظى فيه كرة القدم للرجال بتوهج شديد يقترب من جعلها كالمعتقدات الدينية.
ولكن الحال لم يتغير كثيرا حتى بعد أن عرفت الديمقراطية طريقها إلى البلاد فقد واجهت اللاعبات صعوبات كبيرة في ممارسة اللعبة حيث وصفهن البعض بأنهن "سيدات مساحقات" و"عفاريت قبيحة".
وقالت كاتلين فيشر العالمة المتخصصة في علوم الانسان "أنثروبولوجي" بجامعة هارفارد والتي حصلت على 08 ألف دولار كمنحة لعمل بحث عن السبب في الضغوط التي تواجهها كرة القدم النسائية في البرازيل " وحتى اليوم فان هناك الكثير من اشكال التحيز والتفرقة حيث ينظر الكثيرون الى كرة القدم باعتبارها لعبة تقتصر على الذكور فقط " .
ورغم ذلك بدأت كرة القدم النسائية تكتسب تأييدا في البرازيل بعد أن تغيرت النظرة إليها.
وقالت ألين قائدة المنتخب البرازيلي في كأس العالم بالصين "عندما بدأت لعب الكرة وأنا في الخامسة عشر من عمري لم يكن بالامكان مشاهدة كرة القدم النسائية في التلفزيون.
ولكن ألين ترى أن دورة الالعاب الامريكية غيرت كل شيء حيث بدأ المشجعون في التوافد على المباريات "بغض النظر عما إذا كانت اللاعبات في المستطيل الاخضر يتميزن بالجاذبية أم لا أو أنهم من صاحبات البشرة السوداء أو البيضاء.
ويمثل ذلك صرخة انطلقت منذ سنوات قليلة مضت فعلى سبيل المثال حاولت منطقة ساو باولو تنظيم بطولة للنساء اللاتي يتمتعن بجاذبية وأنوثة لاظهار أن "النساء الحقيقيات" يمارسن كرة القدم.
وفي الوقت الذي تجتذب فيه كرة القدم للرجال اللاعبين أصحاب المهارات من مختلف طبقات المجتمع يقتصر الحال بنسبة كبيرة في كرة القدم النسائية على جذب اللاعبات من الطبقات الفقيرة الكادحة.
ومع النجاح والتألق الذي تحققه بعض اللاعبات مثل مارتا المحترفة في السويد والتي تتقاضى راتبا شهريا يبلغ 54 ألف دولار ترى العديد من السيدات حاليا أن كرة القدم تمثل تذكرة للخروج من دوامة الفقر دون عودة.
وتمثل رونالدينيا (31 عاما) إحدى لاعبات فريق المدرب ألكسندر في ريو دي جانيرو مثالا واضحا على ذلك.
وقالت رونالدينيا "أحضر والدتي معي لانها عاطلة عن العمل ... أريد لعب كرة القدم والذهاب للمدرسة.. هناك أندية أجنبية مهتمة بخمس أو ست بنات رغم أن اللاعبات الصغيرات منهن لم يسبق لهن المشاركة مع أي ناد ".
وكان لنجاح المنتخب البرازيلي في الوصول لنهائي كأس العالم الخامسة للسيدات في الصين نتائج أخرى حيث أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بعد فوز الفريق على نظيره الامريكي في الدور قبل النهائي للبطولة أنه يعتزم إقامة دوري لكرة القدم النسائية.
وقالت مارتا (12 عاما) عقب دورة الالعاب الامريكية في تموز الماضي "أتمنى أن يؤدي نجاحنا لتغيير كل شيء ".

 

مواضيع قد تهمك