شريط الأخبار

قفازات فلسطين تستعد للمشاركة في الدورة العربية بميزانية مالية لا تتخطى الصفر

قفازات فلسطين تستعد للمشاركة في الدورة العربية بميزانية مالية لا تتخطى الصفر
بال سبورت :  

القدس- منتصر ادكيدك/ في غياب المسئولين، وضيق حال اللاعبين، وضغط العمل، وقلة الإمكانات المادية لدى الاتحادات الرياضية، يتدرب الملاكمين رجائي ادكيدك وعلاء بيان في صالة الدكتور امين الخطيب في نادي القدس، مبتعدين عن الفراغ الذي يستمتعون فيه مع أفراد عائلتهم بعد 13 ساعة من العمل اليومي، ليكونوا أبطال فلسطين في الدورة العربية التي ستستضيفها جمهورية مصر تشرين ثاني المقبل، وبجهد من مدربهم خليل زاهدة الذي يدفعه حبه لهذه اللعبة بان يكون مداوماً وبشكل يومي في نادي القدس للإشراف عليهم، وبإمكانيات ضئيلة من اتحادهم.

في هذا التقرير نعرض استعدادات اتحاد الملاكمة ونادي القدس والمدرب زاهدة للدورة العربية، وكذلك نناقش في عناوينه أهم النقاط التي تدور حولها الإشكاليات المادية والمعنوية.

 

الاستعدادات و التدريبات:

تعتبر هذه البطولة من أهم البطولات التي يشارك بها اللاعبين الفلسطينيين مع إخوانهم العرب لأتساب الخبرات والمهارات والاحتكاك، وحول استعدادات للاعبين لهذه البطولة قال مدرب المنتخب الوطني خليل زاهدة أن المنتخب قد بدأ تدريباته اليومية المكثفة في شهر رمضان ، واستعداد اللاعبين جيد للبطولة، نأمل أن يحرز اللاعبين الميداليات في هذه المشاركة.

   وبدوره اعتبر الناطق الإعلامي للإتحاد عماد الحسيني أن الاتحاد قد وضع خطة من خلال المدرب زاهدة بإشراف الاتحاد وتشتمل التدريب المكثف بهدف رفع لياقة اللاعبين ومهاراتهم الفنية، مضيفاً بأن الإتحاد يدعم اللاعبينً معنوياً من خلال تواجدها في التدريبات معهم.

  أما المشرف الرياضي في نادي القدس جمال المغربي والذي يعتبر المسئول عن الفريق، فقد أكد أن الفريق قد بدأ التدريب الجدي بشكل عام منذ شهرين، ولمدة أربعة أيام أسبوعيا، مضيفاً أن النادي قد وفر قاعة خاصة للتدريب بالإضافة للمعدات من قفازات وتجهيزات رياضية،  وتهيئة أوقات التدريبات والتجهيز لها.

 

قلة الإمكانيات:

المدرب زاهدة قال أن ميزانية الاتحاد في الضفة الغربية صفر، والصندوق فارغ معزياً ذلك على قول أعضاء الاتحاد، وأن هنالك معاناة مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية في تقديم الأموال، مضيفاً أنة قد اقترح على أعضاء الإتحاد طرق ابواب الشركات والمؤسسات والداعمين الرياضيين، ولكن اعتقد وجود تقاعس لديهم بهذا الاتجاه والحديث لزاهدة.

   أما عضو الاتحاد عماد الحسيني فقال إن اللاعبين يعرفون إن إمكانيات الاتحاد معدومة، ويبقى الاعتماد على اللاعبين أنفسهم ونحن نثق بهم، مضيفاً انه في هذه البطولة الدعوة الموجهة للاعبين تشملها الاستضافة، ولكن الاتحاد لا توجد لديه أي إمكانيات مادية لتوفيرها للاعبين، ويوجد بعض الاحتياجات للتدريبات سيوفرها الإتحاد في المستقبل، ويوجد حالياً منحة مالية قيمتها  600 دولار مقدمة من تجمع قدسنا للاتحادات الرياضية يمكن من خلالها شراء احتياجات اللاعبين والاتحاد.

  وتعقيباً على ذلك يقول المغربي للأسف إمكانيات النادي أيضاً ضعيفة، ولكن نتعامل ضمن قدراتنا، ومن ناحية مادية نحاول المساعدة قدر المستطاع ولكن لا يوجد إمكانيات.

 

الإصابات والتامين:

من المعروف أن اللاعبين يجب أن يكون لديهم تامين حول الإصابات التي يمكن أن يتعرضون لها في المباريات، وحول ذلك قال المغربي إن اللاعبين الذين يمثلون الاتحاد يجب أن يكون تأمينهم على نفقة الاتحاد، ولكن نحن كنادي لا يوجد لدينا إمكانيات لتأمين اللاعبين، وكذلك لا يوجد بطولات من قبل الاتحاد لتامين اللاعبين للمشاركة فيها، والاتحاد عليه دور كبير في تامين اللاعبين، وكذلك على اللجنة الاولمبية أن تقوم بهذا الدور لأن اللاعبين سوف يمثلون الوطن في المباريات القادمة في البطولة العربية في مصر.

   وحول ذلك يقول المدرب زاهدة: سبق أن أصيب لاعب من لاعبي النادي في أحد البطولات العربية، وللأسف لم يساعده احد من الوزارة أو من اللجنة الاولمبية ولا حتى بالسؤال عن صحته، ولكن النادي قام بالمساعدة.

ورداً على ذلك قال الحسيني أن الدولة القائمة على البطولة هي مسؤولة عن تأمين اللاعبين، وكإتحاد يمكن تأمين اللاعبين بالبطولات الداخلية عن طريق أي مؤسسة صحية، أما الأندية فعليها السعي لذلك داخل تدريباتها.

 

تفريغ اللاعبين:

يعتبر التفريغ من أهم النقاط الجوهرية التي يمكن أن توفر للاعبين القدرة على رفع مستوى لياقتهم وفنياتهم من خلال الاحتكاك والتدريبات اليومية المستمرة، وكذلك البعد عن العمل المرهق في النهار، وحول ذلك طالب المدرب زاهدة المعنيين أن يعملوا على تفريغ اللاعبين للحصول على الألقاب العالمية، معتبراً ان التفريغ يزيد من كفاءة اللاعبين، وناقداً تفريغ العديد من الأفراد الذين يحصلون على الراتب دون العمل.

   اما الحسيني فقال أنه لا يعتقد وجود أي لاعب يتقاضى راتب تفريغ، وموضحاً أن وجود نقص في الأندية الممارسة للعبة يحد من وجود أبطال في الوطن، وأن هنالك فقط ناديين يقيمون التدريبات في اللعبة ( القدس والهلال)، وأن الإتحاد قد خاطب الأندية لنشر اللعبة وتطويرها لوجود اللاعبين، وأضاف أن الإتحاد يحاول أن يكون هنالك أي تفريغ من قبل اللجنة الاولمبية للأبطال الموجودين حالياً، ولكن الأوضاع الحالية لا تسمح بذلك.

   وبدورة اعتبر اللاعب رجائي ادكيدك أن أي لاعب لكي ينجح في لعبته يجب أن يتفرغ في اللعبة مؤكداً أن الأصل في  للحصول على المراكز هو تفريغ اللاعبين.

 

المدرب:

في الغالب يتقاضى مدربي المنتخبات المال لتدريب المنتخب، سواء في كرة القدم أو السلة، ولكن في الملاكمة المدرب متطوع منذ سنين، وهو لا يطالب بذلك وإنما يقول زاهدة إن حبي للعبة وإخلاصي لها وللاعبين يدفعني بأن أقدم كل شيئ لهم لإنجاحهم.

مضيفاً  أن هذه ليست المرة الأولى التي يمثل فيها فلسطين دولياً، بل هي المرة الخامسة عشرة، وفي كل مرة ندفع من جيبنا بعض التكاليف، وأن الإتحاد في الفترة الأخيرة قدم 300 دولار للفريق ولكن مع الأسف هذا المبلغ لا يكفي لشراء قفازات للاعب واحد من النوع الجيد.

وتأكيداً على ذلك قال الحسيني أن الدعم المادي صفر في الاتحاد، والمدرب خليل زاهدة يعمل بشكل متطوع.

 

البطولات معدومة:

أخر بطولة عقدها الاتحاد أقيمت ضمن "مهرجان قدسنا 2007 " الذي نظمه تجمع قدسنا بالقدس لم يشارك بها سوى نادي واحد وهو نادي القدس، لماذا لأن الرد كان لدى الناطق الإعلامي الحسيني و الذي قال أن السبب هو قلة الأندية الممارسة للعبة في الضفة، بالإضافة أن في حال وجود بطولات لا يشارك إلا نادي واحد بها كما حصل في البطولة الاخيره التي أقامها تجمع قدسنا.

أما زاهدة فقد قال: يجب أن يكون التحرك من الوزارة واللجنة الأولمبية سريع حول هذا الأمر قبل فوات الأوان، لأن الحال إذا بقي على ما هو عليه فستنقرض رياضة الملاكمة من القدس كما انقرضت من الضفة بشكل عام.

 

سفرائنا للدورة العربية

يشارك في هذه البطولة اللاعبان علاء بيان ورجائي ادكيدك في الدورة العربية في مصر، ويعتبر كلاهما بطلا فلسطينياً حقيقياً حيث مثل كلاهما فلسطين دولياً لأكثر من مرة، وحاز كلاهما على الميداليات الفضية والبرونزية في مصر أو الأردن أو المغرب، رغم أن كلاهما لم يعسكر ليوم واحد بشكل تدريبي مكثف، ولم يكن مفرغاً ليعيش في عالم لعبته، ومع هذا فإن كلاهما يعمل لأكثر من 13 ساعة يومياً للحصول على لقمة عيشة المتواضعة.

  رجائي 27 عاماً، يمارس اللعبة من سن 22 عاماً في نادي القدس، يتدرب يومين أسبوعيا في الأيام العادية بعد العمل، و في الاستعداد للبطولات يتدرب بشكل مكثف.

   علاء بيان 29 عاماً: يمارس اللعبة من سن 14 عاماً، في قاعة نادي هلال القدس، وفي عام 2001 انتقل لنادي القدس، يتدرب يومين أسبوعيا في الأيام العادية، وللبطولات برنامج خاص.

 

اللاعبين و الاتحاد:

في لقاء لكلا اللاعبين سألنا كلاهما عن ما يقدمه لهما الإتحاد كونهم أبطال يمثلون فلسطين فكان رد الأول علاء: يجب أن يكون هنالك اهتمام اكبر في اللعب الفردية، والألعاب الفردية لا تنال حقها مثل الألعاب الجماعية، ولهذا يجب أن يكون الاهتمام أكبر باللاعبين، من قبل تحرك الاتحاد لمطالبة المسئولين بتقديم الدعم والمعدات للاعبين و المدربين.

 أما رجائي فقد طالب الاتحاد بأن تكون فكرة التفريغ هي الأساس في برامجهم المستقبلية قائلا: أي لاعب لكي ينجح في لعبته يجب أن يتفرغ في اللعبة، والأصل للحصول على المراكز هو تفريغ اللاعبين.

 

التدريب ولقمة العيش:

بدون مقدمات يقول اللاعب علاء بيان في الفترة الأخيرة اترك عملي من اجل التدريب، ثم أعود بعد ثلاث ساعات، وهذا بسبب حبي للملاكمة وليس لأي هدف مادي، وعلى الاتحاد أن يعرف متطلباتنا ولكن مع الأسف لا احد يسألنا عن أي نوع من المتطلبات.

  رجائي أجازها بجملة موضحاً انه بعد 13 ساعة عمل يذهب إلى التدريب، فماذا تتوقع من لاعب بعد 13 ساعة عمل يذهب للتدريب، مضيفاً وكذلك لا يوجد بطولات للاحتكاك مع اللاعبين بسبب ضغط العمل، وعلى عكسنا اللاعبين العرب يعسكرون لسنوات لأكتساب الخبرات والمهارات ويهزمون.

 

المدرب واللاعبين:

كان لا بد من أن نستفسر عن إمكانيات المدرب التي يقدمها للاعبين ومدى تعاونه معهم والفائدة التي يجنوها من تمريناته، وتفاجئنا عندما كان رد كلاهما موحد قائلين: أداء المدرب ممتاز وحبه للملاكمة هو ما يشجعنا، وإخلاصه في تدريبنا ودعمه لنا يجعلنا نتدرب بكل جهد وبشكل اكبر.

ونعتقد أن أدائه هو أداء مدرب عالمي، ولولا دوره كمتطوع لما وصلنا لهذا المستوى.

 

كلمة أخيرة:

قالها المدرب خليل زاهد مطالب المعنيين أن يهتموا باللاعبين الذين يضحون بجهدهم وعملهم، مضيفاً لولا أن نادي القدس يدعمهم والمدرب لكانوا منذ فترة طويلة قد تركوا اللعبة.

وموضحاً أن من ضمن اللاعبين البطل علاء بيان الذي لو وجد عناية صحيحة وجيدة لكان بطلاً عالميا، ولسوء حظه انه وجد هنا، ولو انه لعب في أي دولة أوروبية لكان بطل يلمع في سماء العالم لما يمتلكه من مهارات وموهبة.

  ونقول في نهاية هذا التقرير أن على المسئولين والمعنيين أن يكونوا جادين في مراقبة اللعب الفردية التي مع الأسف في الآونة الأخير غاب ذكر الدعم المادي لها و غابت مشاركاتها بسبب ضيق الحال، وذلك مع كثرة الحديث عن توفير الميزانيات ، والأدهى من ذلك لم يتم حتى هذه اللحظة الاعلان عن أسماء الوفد الفلسطيني المشارك في هذه الدورة، من لاعبين أو اداريين او مدربين او حكام.

مواضيع قد تهمك