البرازيل "زعيمة" كوبا امريكا
مرة جديدة يثبت المنتخب البرازيلي علو كعبه, ويؤكد حضوره ومكانته في زعامة الكرة العالمية, كما تمكن للمرة الثانية على التوالي من الظفر بلقب كوبا أميركا وبالتالي أعاد التذكير بتفوقه على الساحة اللاتينية, وعلى حساب منافسه وأبرز المرشحين للقب المنتخب الأرجنتيني, علماً أن البرازيليين أحرزوا لقب النسخة الماضية على حساب الأرجنتينيين بالذات.
ثلاثية برازيلية نظيفة في الشباك الأرجنتينية حملت توقيع جوليو بابتيستا في الدقيقة (5) وأيالا في الدقيقة (40) خطأ في مرمى فريقه وألفيس في الدقيقة (69), كانت كفيلة في أن ترد على جميع منتقدي منتخب السامبا, ولعل أكثر الفرحين بالفوز هو المدرب كارلوس دونغا الذي نجح في الفوز بأول لقب له كمدرب مع المنتخب البرازيلي قبل أن يتمم عامه الأول في تدريبه.
كما تفوق دونغا على أحد أكثر المدربين الأرجنتيين حنكة وهو ألفيو بازيلي والذي أحرز آخر لقب رسمي للأرجنتين في البطولات الدولية (كوبا أميركا 1993).
لم يكن أكثر البرازيليين تفاؤلاً يتوقع هذه النتيجة العريضة, ليس فقط لطريقة لعب البرازيليين "الأوروبية" بل لأن المنتخب الأرجنتيني كان يقدم عروضاً قوية جداً ذكرت بأيام خلت لراقصي التانغو, مما جعل الرهانات كلها تصب في مصلحتهم في المباراة النهائية.
بيد أن دونغا والذي بدا متواضعاً جداً بتصريحاته قبل المباراة بترشيحه الأرجنتيين للفوز, كان قد أعد لهم خطة ماكرة أحكمت الطوق على مفاتيح لعبهم وأغلقت مناطق العمليات الهجومية للأرجنتيين, في الوقت الذي كان البرازيليون فيه سريعين جداً في الهجمات المرتدة وفي تناقل الكرات في الخطوط الأمامية.
ويبدو دونغا أكثر قوة وحزماً حيث نجحت فلسفته الكروية التي لا تعجب الكثيرين في البرازيل, وهو عبر بالكرة البرازيلية إلى بر الأمان بعد الفشل في كأس العالم الأخيرة بتحقيقه لقباً كان المنتخب بأمسّ الحاجة إليه لاستعادة الثقة, خاصة وأنه جيل جديد من اللاعبين, بعد اعتزال أو إقصاء الكثيرين من لاعبي المنتخب السابق.
ولا بد من الاعتراف أن البرازيل كانت بحاجة إلى مدرب قوي الشخصية على غرار لويس فيليبي سكولاري الذي قاد المنتخب إلى إحراز لقب كأس العالم عام 2002, ليعيد فرض النظام والانضباط في صفوف المنتخب.
وبرغم أن دونغا ليست له تجارب تدريبية من قبل, إلا أنه يؤمن بإحراز الألقاب وبالنتائج على حساب الأداء الجميل, كما أنه مدرب لا يعترف بالأسماء, فهو لم يمانع في إقصاء رونالدو وأدريانو وجونينيو وغيرهم من النجوم عن تشكيلة المنتخب, كما أنه كثيراً ما أجلس رونالدينيو وكاكا وإدميلسون على دكة البدلاء.
يؤمن دونغا بأداء لاعبيه, فالتشكيلة البرازيلية في كوبا أميركا خلت من النجوم الكبيرة, لكنها تمكنت من الفوز على منتخب الأحلام الأرجنتيني, وهو أمر سيعزز من مكانة دونغا على رأس المنتخب البرازيلي, كما سيرفع من رصيده لدى الصحافة والجمهور.