العداءة السمراء غدير غروف شاركت ونافست وخطفت اضواء باريس
اريحا - خالد عمار/ عاد من فرنسا منتخب العاب القوى الفلسطيني بعد مشاركته في اللقاء الدولي العاشر الذي اقيم في مدينة " بونيه " بمشاركة واسعه من محترفي الدول الاوروبية ، فيما كانت فلسطين الدولة العربية الوحيدة في هذا الحدث الرياضي الكبير والذي دخلت اليه من خلال بوابة التوأمة التي تربط " بونيه " و بلدية اريحا ومن ضمنها تفعيل الجانب الرياضي حيث يسجل هذا للجهود الفاعلة التي بذلها رئيس البلدية المحامي حسن صالح وتشجيع ودعم المجلس البلدي .
وقد حقق الفريق الفلسطيني عدة اهداف رياضية وفنية وسياسية وكان حاضراً بقوة وحظي بتقدير واحترام المنظمين والمشاركين والمشجعين حتى ان وسائل الاعلام الفرنسية اشادت بالفريق ووضعته في دائرة اهتمامها وافردت له صحيفة اللوموند ( من اهم الصحف الفرنسية ) مساحة للحديث عن ارادة وتصميم الشعب الفلسطيني على تحقيق الانجازات على الساحة الدولية وان مشاركة الفريق الفلسطيني القادم من ظروف صعبة للتنافس الى جانب دول كبيره يعتبر انجاز يستحق التقدير.
وقد اقتصرت المشاركة الفلسطينية على غزالة اريحا السمراء العداءة غدير غروف (16 سنة) التي شاركت في 100 و200 متر والعداء مأمون بالي (16سنة ) في 800 متر والعداءه رنين جلايطه ( 13 سنة ) في تتابع 100 * 4 تتابع ضمن فريق فرنسي وكاترينا حمادنه ( 15 سنة ) في الوثب الطويل و يوسف حماد رئيس لجنة المنتخبات في الاتحاد الفلسطيني لالعاب القوى رئيساً للبعثة .
وقال يوسف حماد بطولة " بونيه " كانت فرصة حقيقية لتحضير الفريق ورفع مستواه استعداداً للمشاركة في البطولة الثانية لالعاب القوى للناشئين تحت سن 17 سنة في الفترة من 27 وحتى الثاني من شهر تموز ، استفدنا كثيراً من التجربة الفرنسية وفتحنا قنوات لتطوير العلاقات بما يخدم توجهاتنا نحو التقدم والارتقاء في المستقبل.
وقالت العداءة المنطلقة بثبات غدير غروف : التنافس مع محترفين له طعم خاص ، استفدت خبرة جديدة ستساعدني على تطوير أدائي في مجالات كثيره من اهمها الوسائل المتقدمه في آليات وطرق التحضير البدني والنفسي والغذائي والذي سيكون على اجندة البرنامج التدريبي اليومي الذي يصل الى حوالي ساعتين في ظل امكانات متواضعه واصرار كبير .
واضافت ان اهتمام الفرنسيين في الفريق الفلسطيني كان واضحاً سواء المنظمين أو المشجعين وحتى وسائل الاعلام ، لقد زاد هذا في حجم مسؤولياتنا ودفعنا لتحقيق الانجازات والمنافسة واستطعت تحسين رقمي في 200 مترالى زمن 26.23 /ثانية وهو جيد بالمقارنه مع الرقم العربي تحت سن 17 سنة.
وتابعت : ان المشاركة الى جانب محترفات من دول اوروبية شعور لا يوصف حيث اعطاني دعم معنوي ودفعني لتحقيق الارقام لفرض بصمة فلسطينية مشرفة على المضمار الدولي وتقديم هدية لشعبنا .
وأضافت: للاسف الشديد بقدر شعوري بالسعادة من اهتمام وتشجيع المؤسسات والاصدقاء الفرنسيين بنا كعدائين فلسطينيين يحاولون اثبات وجودهم بامكاناتهم الذاتية وشح الموارد ووسط ظروف قاسية تفوق الخيال ، بقدر ما تألمت من غياب هذا الاهتمام والدعم والرعاية التي كنت اتمناها من مؤسساتنا الفلسطينية وبخاصة الرياضية ، فتحقيق الانجازات الرياضية لا يأتي من فراغ فهو يحتاج الى الدعم والرعاية و الحوافز وتوفير البنية التحتية اللازمة من مضمار وقاعات قانونية مجهزة تتناسب مع المعايير والموصفات الدولية .
واستطردت قائلة وبالرغم من هذه الظروف السلبية التي تعرقل عملية نهوض العاب القوى في بلدنا الا انها عززت لدي الارادة والعزيمة والاحساس الوطني لتحدي كل المعوقات والاعتماد على الذات والامكانات البسيطة للوصول الى انجازات بالارقام وليس المشاركة .
وقالت : لقد خضت عدة تجارب دولية وعربية ومشاركات خارجية في بطولات عربية ودولية كانت جميعها بمثابة دوافع لتطوير قدراتي وامكاناتي ولا بد هنا من الاشاره الى مدربي القدير يوسف حمادنه الذي قدم كل خبراته وجهوده التطوعية لوصولي الى هذا المستوى و اعتز وافتخر باهتمام الاتحاد الفلسطيني لالعاب القوى ورئيسه نبيل مبروك وكذلك نادي بلدنا الام وهيئة تنشيط السياحة ممثلة برئيسها الدكتور سامي مسلم الى جانب الموقف الداعمه لبلدية اريحا بمجلسها ورئيسها المحامي حسن صالح والنائب الدكتور صائب عريقات الذين وقفوا الى جانب الفريق في مسيرته المميزة.
وثمن يوسف حماد الموقف المشرف لعائلة غدير الذين شجعوها على مواصلة مشوارها على طريق النجومية وحرصهم على استمرارها على مضمار التنافس .
وقال ان المشاركة في اللقاء الفرنسي الدولي كان لها عدة نتائج ، فعلى الصعيد الرياضي خضنا تجربة قوية ومهمة عززت قدراتنا لتحقيق الاهداف لا سيما وان معظم المشاركين كانوا نجوماً ومحترفين في العاب القوى وان مشاركة منتخبنا الفلسطيني وهو العربي الوحيد بين دول اوروبية لها باع طويل في المنافسة على المضمار الدولي كان محط اهتمام الجميع وسلط الاضواء على القضية الفلسطينية وشعبنا الذي يتطلع الى تقرير مصيره وبناء دولته وارساء السلام الشامل وفي نفس الوقت أكد تصميم الفلسطيني على المنافسة الرياضية العالمية ، واعتقد ان هذه الرسالة وصلت الى قلوب الجميع وكان لها تأثيرها وآثارها الايجابية والتي انعكست بوضوح في وسائل الاعلام الفرنسية عندما اشادت صحيفة "اللوموند" الشهيرة بالمشاركة الفلسطنية .
واضاف ان المناسبة كانت فرصة لنسج علاقات صداقة وتعاون مع العديد من المؤسسات الفرنسية لتطوير فريق العاب القوى عن طريق الدعم الفني واستقبال معسكرات تدريبية نوعية وتقديم الخبرات والمساعدات الاخرى ، وقد حققت الزيارة اهدافها وتضمنت جولات ميدانية للاطلاع على المؤسسات الفرنسية الثقافية والشبابية والسياحية ، مشيداً بحفاوة استقبال الفرنسيين واهتمامهم بالوفد الفلسطيني وبخاصة رئيس بلدية "بونيه" السيد باترك ونائبه دانييل مارشال واعضاء المجلس و مسؤولة العلاقات الدولية في البلدية كارول والجهود السخية التي بذلتها الناشطه الفلسطينية في فرنسا نهى الرشماوي منسقة التوأمة بين البلديات الفلسطينية والفرنسية ودورها الكبير في انجاح مهمة الوفد الفلسطيني ومسؤولة الانشطة الرياضية في بلدية بونيه السيده صوفي ، هوج بيرسي مدير دائرة الرياضة في بونيه ومسؤول الاعلام ريمي ، ودانيال ليدو رئيس اتحاد النقابات c.g.t ، والسيد روجيه المسؤول في الحزب الشيوعي الفرنسي ، وسيلفي جيردي ، والصحفي انطوني وصحيفة اللوموند .
ووجه حماد الشكر لبلدية اريحا ومجلسها ورئيسها المحامي حسن صالح على اهتمامهم ودعمهم للفريق وحرصهم على التواجد الفلسطيني في مثل هذه البطولات وجهودهم لتفعيل علاقات التوأمة بما يخدم الشباب والرياضة على اجندة التعاون .