انقلاب اللحظات الأخيرة يحفظ القمة لريال مدريد
أكد الدوري الإسباني من جديد أنه إحدى أقوى بطولات كرة القدم وأكثرها إثارة حيث رفض البوح بأسراره في المرحلة قبل الأخيرة مؤجلا الحسم بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة ومعهما الفارس الثالث إشبيلية حتى المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة.
ففي الدقيقة الأخيرة سجل ريال مدريد أغلى أهدافه ليتعادل مع مضيفه سرقسطة 2-2 ويحتفظ بالقمة، وفي نفس الدقيقة تلقت شباك برشلونة هدفا قاتلا ليفرط الفريق في فوزه على مضيفه وجاره إسبانيول ويخرج بتعادل لا تختلف مرارته كثيرا عن طعم الخسارة.
وحتى ما قبل الدقيقة الأخيرة من المباراتين اللتين أقيمتا في توقيت واحد مساء السبت 9 حزيران، كانت النتيجة تشير إلى انفراد برشلونة بالقمة وضمانه إلى حد كبير الاحتفاظ باللقب الذي احتكره في الموسمين الماضيين لكن الإثارة أبت إلا أن تستمر حتى النهاية في الدوري الإسباني.
وفي المقابل كان بإمكان إشبيلية أن يستغل تعادل منافسيه ويقفز إلى موقع القمة لكنه فشل بدوره في الفوز على مضيفه مايوركا واكتفى بتعادل سلبي مخيب لآمال جماهيره.
وبدأ ريال مدريد وبرشلونة مباراتيهما بآمال عريضة في الفوز لكن كليهما تلقى الضربة الأولى حيث سجل راؤول تامودو الهدف الأول لإسبانيول في مرمى برشلونة في الدقيقة 29، وبعدها بثلاث دقائق سجل سرقسطة في مرمى ريال مدريد إثر ركلة جزاء سددها بنجاح الأرجنتيني دييغو ميليتو.
وكان برشلونة الأسبق في امتصاص الضربة حيث عادل النتيجة قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول ولكن بشكل غير شرعي حيث أسكن نجمه الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي الكرة في مرمى إسبانيول بمشاركة غير مشروعة بين رأسه ويده مؤكدا أنه خليفة مواطنه الشهير مارادونا ليس فقط في مهارته المذهلة ولكن أيضا في تسجيل الأهداف باليد حيث سبق للأخير أن فعلها في مرمى إنجلترا بمونديال 1986.
هدف غير شرعي
ورغم اعتراض لاعبي إسبانيول أصر الحكم على احتساب الهدف، ليستفيد برشلونة من هدف غير شرعي كما استفاد غريمه ريال مدريد من هدف مماثل في المرحلة السابقة.
وبعد 11 دقيقة من بداية الشوط الثاني وجه برشلونة ضربته الثانية لإسبانيول عندما سجل ميسي هدفه الثاني، فيما شهدت الثواني التالية نجح ريال مدريد أخيرا في معادلة النتيجة مع سرقسطة بضربة رأس رائعة لهدافه الهولندي رود فان نيستلروي.
لكن الريال لم يهنأ كثيرا بالهدف حيث تلقى الضربة الثانية من سرقسطة وبالذات من ميليتو الذي سجل بعد أن راوغ اثنين من مدافعي ريال مدريد بعدما راوغ زميله ومواطنه إيمار اثنين آخرين قبل أن يمرر له الكرة.
واستمرت النتيجة على حالها أكثر من نصف ساعة وبدا أن القمة قد دانت لبرشلونة رغم تسابق لاعبيه في إهدار فرص كان يمكن أن تضمن مضاعفة الفوز. لكن الكرة أبت إلا أن تعاقب من يتعالى عليها ويهدر الفرصة تلو الأخرى، وفي الوقت نفسه أصرت على مكافأة من يلعب بقوة وإصرار حتى اللحظات الأخيرة.
ففي الدقيقة الأخيرة نجح "المقاتل" نيستلروي في تسجيل هدف أنقذ به فريقه من الهزيمة كما حقق به إنجازا شخصيا بتعزيز صدارته لقائمة الهدافين برصيد 25 هدفا مقابل 22 لميليتو.
أنباء سعيدة
ولم تقتصر الأنباء السعيدة لمشجعي ريال مدريد على ذلك، ففي غمرة احتفالهم بهدف التعادل كانت شباك برشلونة تتلقى هدفا ثانيا وبتوقيع تامودو أيضا لتتحول احتفالات أنصاره إلى حزن ويتحول حلم الاحتفاظ باللقب إلى "كابوس".
وبهذه النتيجة استمر الريال وبرشلونة متعادلين في رصيد 73 نقطة لكل منهما لكن الأول ما زال يحتفظ بأفضلية الفوز في المواجهات المباشرة، وبالتالي يمكنه الفوز باللقب بشرط الانتصار في مباراته الأخيرة مع ريال مايوركا بصرف النظر على نتيجة برشلونة مع جيمناستيك تاراغونا.
أما إشبيلية فأضاف نقطة واحدة إلى رصيده ليصبح 71 نقطة مقابل 65 لفالنسيا صاحب المركز الرابع الذي واصل نتائجه السيئة وخسر أمام مضيفه ليفانتي 2-4.