شريط الأخبار

الاعتذار عن الانضمام للمنتخبات الوطنية ظاهرة فلسطينية مزعجة

الاعتذار عن الانضمام للمنتخبات الوطنية ظاهرة فلسطينية مزعجة
بال سبورت :  

غزة – خالد أبو زاهر / في جميع أنحاء العالم يُعتبر الانضمام لصفوف المنتخبات الوطنية شرف كبير لكل لاعب، والأدلة على ذلك كثيرة لعل أبرزها بُكاء البرازيلي روماريو أمام عدسات التلفزيون بسبب استبعاده من قبل زغالو قبل عدة سنوات.

   ولكن على ما يبدو أن الأمر مختلف تماماً في فلسطين، ففي وقت كان فيه الجميع ينتظر إعلان الجهاز الفني للمنتخب أسماء لاعبي المعسكر التدريبي الخارجي، كان الجميع يعرف القائمة حتى قبل الإعلان عنها.

  الأمر لم يكن صعباً ولم يكن يحتاج لمجهود كبير من قبل العامة لاكتشافه، كل ما في الأمر كان يطلب متابعة الأخبار المتلاحقة في الصحف عن اعتذار تلو آخر من قبل اللاعبين لا سيما من محافظات الضفة.

   الملفت للنظر أن أحد اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار لخوض الاختبارات في محافظات الضفة اعتذر عن الانضمام لصفوف المنتخب في نفس اليوم الذي أعلن فيه الجهاز الفني للمنتخب عن القائمة التي ستخوض المعسكر الخارجي، ما يعني أنه اعتذر بعد معرفته بعدم اختياره.

   وجاء في تصريح اللاعب أنه لن ينضم للمنتخب في بطولة غرب أسيا ولن ينضم للمعسكر الخارجي الاستعدادي للبطولة بالرغم من عدم اختياره من قبل الجهاز للمعسكر وليس للبطولة، وكأن الأمر بيده وهو من يُقرر الانضمام من عدمه.

   الأهم من ذلك، اعتراض اللاعب على آلية اختيار اللاعبين، وهو الذي كان يتم استبعاده بعد كل اختبار يجري قبل أي بطولة، وهو اللاعب الذي لم يُشارك ضمن صفوف المنتخب سوى في بطولة واحدة فقط كان فيها احتياطياً.

   وبالبحث في آلية اختيار اللاعبين، نجد أن الجهاز الفني يتحمل المسؤولية الكبيرة في هذا الموضوع، حيث أن الكابتن محمد الصباح استدعى عدداً من اللاعبين ممن سبق وأن لم يُحالفهم الحظ ولا المستوى في تثبيت أقدامهم في صفوف المنتخب، وهو الأمر الذي يحتاج لتحليل.

   كما وتم استدعاء لاعبين لا يتعدى مستواهم المشاركة مع فرق أنديتهم في المباريات المحلية القليلة التي خاضوها، وذلك بسبب نداءات كثيرة من بعض الإعلاميين ومسؤولي الأندية بضرورة ضمهم لاعتبارات شخصية لها علاقة بكبرياء تلك الأندية.

   المهم وبعد كل معسكر خارجي أو بطولة خارجية، نجد أن معظم اللاعبين الذين تم اختيارهم غما يجلسون على مقاعد الاحتياط أو على المدرجات خارج كشف المباريات، وهو ما يُصاحبه استياء تلك النوعية من اللاعبين.

   ولعل الثقافة الرياضية المنتشرة في أوساط الجماهير والأندية لم تصل بعد إلى حد التعامل مع المنتخبات الوطنية على أنها منتخبات تمثل وطن وتتطلب انضمام الأفضل والأكفأ، فتعززت ثقافة الحصص والفئوية.

   وبالرغم من المسؤولية التي تقع على عاتق الجهاز الفني في اختيار اللاعبين، فقد ضرب الكابتن محمد صباح مثالاً حياً ذات مرة على مهنية الاختيار، وذلك عندما اختار تشكيلة المنتخب في مباراته الأخيرة في تصفيات كأس أسيا أمام الصين، والذي لو كان مدرب آخر في مكانه لتعرض لهجوم كاسح وربما مطالبة الاتحاد بإعدامه.

   وإذا ما كان الجهاز الفني يتحمل المسؤولية من خلال استدعاء لاعبين لم يثبتوا جدارتهم في حجز أماكنهم حتى على مقاعد الاحتياط في مناسبات عديدة، فإن اتحاد كرة القدم يتحمل المسؤولية الأكبر، من خلال غياب الحزم عن قراراته فيما يتعلق باللاعبين المعتذرين، حيث سيتوجب وقفة صريحة تتمثل في وضع المعتذرين على القائمة السوداء وعدم السماح لأي مدرب باستدعائهم من جديد للمنتخبات الوطنية، انطلاقاً من أن الانضمام لها يعتبر بمثابة خدمة العلم، باستثناء اللاعبين الذي يعتذرون بسبب الإصابة أو الدراسة أو من ترفض أنديتهم التي يلعبون لها السماح لهم بالانضمام.

مواضيع قد تهمك