روتي نصار تروي اللحظات الأخيرة في حياة المرحوم عزمي نصار
غزة- حوار اشرف مطر/ بعد مرور قرابة الشهر على رحيله ، إلا أن ذكرى الكابتن عزمي نصار ستبقى خالدة في الأذهان، ليس فقط لأنه سقط على الأرض مغشياً عليه أثناء تدريب المنتخب على أرض استاد فلسطين وبدأ رحلة الصراع مع مرض لم يمهله طويلاً ، بل لأن المنتخب الوطني تمكن تحت قيادته في الولاية الأولى من تدريب المنتخب من تحقيق أول انجاز رسمي يسجل باسم الكرة الفلسطينية، أيام الملاعب" انتهزت فرصة مشاركة عائلة نصار، في حفل التأبين الذي أقامه اتحاد الكرة ، في مركز رشاد الشوا الثقافي ، والتقت عقيلته " روتي نصار" وتحدثت معها عن اللحظات الأخيرة في حياة المدرب عزمي نصار قبل رحيله.
كيف كان وقع خبر وفاة الكابتن عزمي نصار عليكم كعائلة؟
بالتأكيد الخبر كان صعبا جداً علينا كعائلة أحببنا الكابتن عزمي ، لكننا في آخر عشرة أيام دخل خلالها المرحوم في غيبوبة كاملة، كُنا نتوقع هذا الخبر بعد تراجع وضعه الصحي بشكل كبير ، وفي الليلة العاشرة استيقظ من غيبوبته ونظر إلينا وبكى وكانت تلك آخر مرة يرانا فيها عزمي.
وما هي أهم الكلمات التي كان يرددها المرحوم قبل رحيله؟
أهم ما كان يبوح به الكابتن عزمي قبل رحيله ترديده كلمة أنه لابد أن يعتز الانسان بنفسه وكرامته قبل كل شيء، ومهما كانت الظروف، لذلك أحبه الجميع في الناصرة والوسط العربي وفي الضفة الغربية وقطاع غزة ، وفقدانه خسارة كبيرة، وشخصياً فقدت رجلاً عظيماً من أعز الرجال.
المنتخب الوطني ماذا كان يعني للمرحوم نصار بعد مرضه؟
المرحوم كان يعشق شيئا اسمه "منتخب فلسطين" ففي عز مرضه وفي الوقت الذي كان بحاجة إلى المساعدة والمساندة كان لا حديث له سوى المنتخب، وأذكر أنه بعد العملية الأولى التي أجراها، فاجأنا بطلبه السفر إلى الأردن للوقوف خلف المنتخب في لقاء سنغافورة، ورغم خطورة الأمر عليه، إلا أنه أصر على السفر، ولأن هذه هي رغبته فلم نستطع أن نمنعه، لأنه عندما كان يزور المنتخب في الأردن وفي غزة كان يعود سعيداً وفرحاً وهذا ما كُنا نبحث عنه لأنه حالته الصحية كانت في تراجع، وكان الأطباء يعرفون أن مرضه صعب.
تحدثت عن أن المدرب نصار كان كثير الحديث عن المنتخب فما هي أهم أحاديثه؟
بصراحة لم أتوقع حجم تعلق زوجي بالمنتخب ولاعبيه، ففي الأيام الأخيرة قبل أن يدخل في غيبوبة فائقة، وفي احدى الجلسات ذكر اسم لاعبي المنتخب فرداً فرداً وهذا ما أسعدنا، خاصة أن المرحلة الأخيرة في حياة عزمي، شهدت تراجعاً واضحاً في نشاط ذاكرته، وحتى عندما سقط مغشياً عليه على أرض ملعب فلسطين وذهبت به إلى مستشفى المجدل، طلب من الطبيبة المعالجة أن تسمح له بالعودة إلى غزة لاستكمال العلاج، فكان ردها أن هذا مستحيل، وأطلعته على حقيقة مرضه منذ اللحظة الأولى ومع ذلك لم يستسلم وكان يحب الحياة كثيراً ويحب فلسطين أكثر.
بحكم أنك أقرب الناس للمرحوم عزمي ما الفارق بين اشرافه في المرة الأولى عن الثانية؟
الفارق كبير، ففي المرة الأولى التي تولى خلالها تدريب المنتخب، كان الكابتن يعرف أنه يخوض مغامرة كبيرة، فالمنتخب كان في بدايته والأمور ضبابية واللاعبون غير معروفين، بينما اختلف الأمر في المرة الثانية، بعد عودة التعاقد معه.
ألم يكن أمر التعاقد مع المدرب نصار في المرة الثانية أمراً مستغرباً؟
على الاطلاق، فالكابتن عزمي نصار، ومنذ اللحظة الأولى التي ترك خلالها المنتخب عام 2000 ، كان يعلم تماماً أنه سيعود يوماً ما لقيادة المنتخب من جديد، ولا تستغرب أن المرحوم لم ينقطع عن متابعة المنتخب وكان حزيناً لتراجع الكرة في الفترة من 2000-2004 ، وكان على اتصال دائم مع غسان عبد الغني وعدد من لاعبي المنتخب وبعض أعضاء اتحاد الكرة المقربين له.
كيف استقبل المرحوم نصار قرار الاستعانة به من جديد في المرة الثانية ؟
في المرة الثانية اختلف الوضع، خاصة أن الكابتن كان يعرف كل كبيرة وصغيرة، كما أن الوسط العربي كان سعيدا هذه المرة، اضافة إلى أن طموحاته كانت أكبر لذلك كان التعاقد معه لمدة عامين، لكن المرض لم يمهله لتحقيق أهدافه، ورغم حزني على فقدانه، لكن عزاءنا أنه توفي وهو يقود المنتخب الذي أحبه ومات وهو يتذكره .
كيف تعامل المرحوم نصار مع نتائج المنتخب في ظل عدم وجوده؟
الكابتن عزمي كان حزيناً للغاية لمرضه قبل أيام قليلة على موعد انطلاق تصفيات آسيا، لأنه كان يعلم جيداً أن ذلك سيؤثر سلباً على اللاعبين المرتبطين به كثيراً وعلى نتائج المنتخب، لذلك أصر على اللحاق بالمعسكر الأول للمنتخب في الأردن قبل السفر للصين ولقاء اللاعبين لرفع معنوياتهم، وحتى عندما استفحل به المرض كان يتمنى ان يتم التعاقد مع مدرب جديد، وهو كان سعيدا لوجود توماس، لأنه كان يحب أن ينقل أفكاره إلى هذا المدرب.