مجلة العلوم الرياضي... صدرت في القدس بالعام 1986
أصدرها المحامي زهير الريس عن "دار العلوم"
الخليل- كتب فايز نصّار/ سبق الفلسطينيون زملائهم في دول الجوار في مجال الإعلام الرياضي ، حيث ظهر كثير من الإعلاميين الرياضيين الفلسطينيين ، الذين ساهموا في وضع أسس الإعلام الرياضي الفلسطيني منذ أكثر من قرن ، من خلال قصاصات صحفية تناثرت في صحف فلسطين المعروفة وقتها .
وحتى منتصف الثمانينات بقي الأمر يقتصر على معالجات إعلامية ، تعتمد على اجتهادات المشرفين على الصفحات الرياضية في الصحف التي ظهرت بعد سنة 1967 ، وأهمها صحيفة القدس ، وصحيفة الميثاق ، وصحيفة الفجر ، وصحيفة الشعب ، ثم صحيفة النهار ، ولكنّ الأمر اقتصر على معالجات محدودة ، لم تشكل ظاهرة إعلامية متخصصة تلبي طموح الجماهير الرياضية ، وتعكس انتشار النشاط الرياضي في مختلف ربوع الوطن .
وبقي الأمر كذلك حتى بادر عدد من الإعلاميين الرياضيين الرواد إلى تأسيس مجلة العلوم الرياضي المتخصصة، التي نشرها المحامي زهير الريس ، وترأس تحريرها ، الزميل وليد عبد المجيد دسة ، وكان مستشارها الأستاذ ابراهيم ملحم ، وأشرف عليها فنياً زياد أبو صالح ، وكتب خطوطها المرحوم عبد المنعم قباجة .
وبدأت قصة " العلوم الرياضي " - كما روى لي رئيس تحريرها وليد دسة - عندما قدمه أمير القدس الراحل فيصل الحسيني لصاحب امتياز مجلة العلوم الغزّيّة ، المرحوم زهير الريّس سنة ١٩٨٦ في مكاتب جريدة الموقف ، التي كانت تتخذ من دار العارف بالقدس مقراً لها ، وذلك عندما كان الزميل دسة يستعد لإصدار مجلة " العلوم الرياضي " ... فقدم المرحوم الحسيني الزميل دسة للمرحوم الريّس مازحاً : هذا (وليد) يريد أن يدخل عالم الصحافة من أوسع أبوابها ، فرحب الريّس بالفكرة ، وأبدى استعداداً لدعمها ، حيث تم طباعة العدد الأول من المجلة في مطابع جمعية الدراسات العربية ، التي كان يرأسها .
وصدر العدد الأول من مجلة " العلوم الرياضي " يوم 1 تشرين أول 1986 ، كملحق رياضي لمجلة " العلوم " ، يعني بشؤون الرياضة والشباب ، ويهتم بالأمور الرياضية ، والثقافية ، والاجتماعية ، والفنية ، والإعلانية .
وضم العدد الأول تحقيقياً عن صدارة شباب الخليل للدوري الممتاز، وحديثاً مع خبير الكاراتيه أسامة الشريف حول هموم الكاراتيه ، مع إطلالة على الرياضة المدرسية ، وحديث عن الخطوات الواثقة للكشافة الفلسطينية .. فيما ضمّ العدد العاشر، الذي صدر في آب 1987 لقاءاً مع النجم حاتم صلاح بعد عودته مع شباب الخليل من فرنسا ، ولقاء مع نجم بيت لحم الكبير جمال الصغير ، وتقارير حول مركز شابات الخليل ، واتحاد المصارعين العرب في البيرة .. وغيرها من المواضع.
وكانت المجلة تركز على الدوري قبل توقفه على ايقاع الانتفاضة الأولى، وتورد على أعمدتها خواطر ، وأخبار حول الرياضة المحلية ، مع التركيز على جميع الرياضات ، والرياضة المدرسية ، والحركة الكشفية ، والجولات في الأندية ، وإصابات الملاعب الرياضية ، وأمور التحكيم ، والاستطلاعات الرياضية ، وآراء القراء .. وغيرها من الأمور.
وأوردت المجلة في أعدادها لقاءات مع نجوم الكرة حاتم صلاح ، وخليل بطاح ، واحمد حسان ، وعماد عكة ، وعزام حسونة ، وجمال الصغير ، وجمال الدبيك ، ومع الملاكم سعيد مسك ، وبطل الكاراتيه أسامة الشريف ، والمصارع بدر ابو عرقوب ، والقائد الرياضي المرحوم احمد عديلة .
وعرضت المجلة تقارير عن كثير من الاندية ، من بينها مركز بلاطة ، وشباب الخليل ، وشباب الظاهرية ، ومركز الفوار ، وساليزيان بيت لحم ، وشباب صوريف ، ونادي حوسان ، ونادي الثوري ، واسلامي بيت لحم ، وسرية بيت المقدس ، وتقارير أخرى عن مؤسسة رياضية ناشطة ، من بينها مركز اللياقة البدنية في بيت لحم ، ومؤسسة العمل الكاثوليكي ، وجمعية المصارعين العرب ، ومركز شابات الخليل ، وسرية بيت المقدس .
وفتحت المجلة أعمدتها للعشرات من رواد الإعلام الرياضي الفلسطيني ، الذين نشروا مواضيع مختلفة في المجلة ، ومنهم نائل السيد أحمد ، وابراهيم غيث من القدس ، وغالب النتشة من بيت لحم ، وماجد أبو عرب من نابلس ، وخالد عمار من أريحا ، ومحمد أبو عيادة من الظاهرية ، وعبد الحكيم مهدي من العروب ، ومحمد حجة من دورا ، ومصطفى أبو شامية من رام الله ، وفوزي نصّار ، وعبد المنعم القواسمي من الخليل .
ومما جاء في مقال افتتاحي بالمجلة بقلم الزميل إبراهيم ملحم: " من هنا .. ولأهمية الإعلام الرياضي في تطوير الحركة الرياضية ، ودفعها قدماً إلى الأمام ، دأبت دول العالم قاطبة على الاهتمام بهذا الجانب الإعلامي ، ووفرت له كلّ أسباب تطوره ، بغية الكشف عن الجوانب المشوقة والمشرقة على الساحة ، ووضع حلول علمية سليمة ، للقفز بالشباب الرياضي إلى مواقع متقدمة " .
وأذكر أنني تشرفت بكتابة عدد من الخواطر في المجلة عندما كنت في إجازة بالوطن سنة 1986 ، ومنها دعوتي المبكرة لتنظيم سوبر بين بطل الدوري شباب الخليل ، وبطل القطاع ، وسوبر كبير بين بطلي الدوري في الضفة والقطاع .
والحقّ يقال : إن تجربة " العلوم الرياضي" ، التي أطلقها الزميل وليد دسة ، تشكل محطة هامة في مسيرة الإعلام الرياضي الفلسطيني ، وساهمت – وقتها – في إنعاش النشاط الرياضي ، وكانت حافزاً لكثير من النجوم المبدعين ، ممن تفتحت أوراق مواهبهم في الملاعب الفلسطينية لاحقاً .