"الزيبق" محمد عودة.. فنان العربي، الذي حيّر المدافعين
الخليل- كتب فايز نصّار/ حافظت العاصمة القدس على هيكل المنظومة الكروية الفلسطينية بعد عدوان 67 ، وظهرت أندية الجمعية ، وسلوان ، والموظفين ، وبعدها العربي ، والهلال ، وجبل المكبر كمعاقل للنجوم ، الذين حفروا أسماءهم بأحرف الذهب في سجل الخلود الرياضي .
وقدم نادي الضاحية المقدسية بيت صفافا لكرتنا جيشاً من النجوم المبدعين ، من أمثل علي عثمان ، وصلاح عليان ، وموسى اسماعيل ، ويونس سلمان ، ووجدي ابو دلو من الجيل الأول ، ومحمد زينب ، وعمار سلمان ، ومراد عليان ، ومحمود عودة ، وموسى صبحي من الجيل الثاني ، الذي يضم أيضاً الفنان محمد عودة ، النجم الذي دوّخ كثيراً من هدافي زمانه .
وبدأت حكاية أبي زيد مع الكرة من الداخل الفلسطيني ، حيث تجول بين العديد من الأندية ، التي استفادت من نجوميته ، قبل العودة للتألق مع العربي ، الذي عزف معه أجمل الألحان ، وترك معه ذكريات لا تنسى .
وكان العودة بين طلائع النجوم ، الذي شكلوا المنتخب الوطني الحديث ، وشارك مع الفدائي الواعد في كثير من المباريات ، إلى جانب مشاركته مع شبال الخليل في الفوز مرتين على الوحدات بقده وقديده !
ولم يبرح الفتى الصفافي الملاعب بعد تعليق الأحذية ، وشقّ طريقاً لا يقلّ أهمية في مجال التدريب ، من خلال إشرافه على تدريب أندية الثوري ، والسواحرة الشرقية ، التي ساهم في صعودها إلى الاحتراف الجزئي .
وتختزن ذاكرة ابن سلمان بكثير من القصص الطريفة ، التي حصلت معه في الملاعب ، وأتركه يروي لك بعض تلك القصص في هذا اللقاء .
- اسمي محمد عودة ناجي سلمان " أبو زيد " من مواليد بيت لحم يوم 7/1/1975 ، ولقبي الزيبق .
- مثل أيّ لاعب عشقت كرة القدم منذ طفولتي ، وبدأت ممارستها في المدارس ، التي تألقت في فرقها ، وحصلت معها على عدة بطولات ، ونلت لقب الهداف أكثر من مرة .. وكانت انطلاقتي الحقيقية في الداخل في سن الثانية عشرة ، عندما التحقت بفريق هبوعيل القدس بعد تأسيسه مباشرة ، وفي أول سنة لي مع هذا الفريق حصلت على لقب هداف الدوري ، لأتنقل بعد ذلك بين عدة فرق في الداخل ، قبل لعبي مدة طويلة مع الفريق الأعزّ العربي بيت صفافا .
- وكان لكثير من المدربين فضل في صقل قدراتي ، وتأسيسي كلاعب ، ومن أهمهم وجدي ابو دلو ، ووليد ذيب ، وعلي عثمان ، وابراهيم عليان ، وعبد خليل .
- وخلال مسيرتي في الملاعب برزت كمهاجم أول ، ولعبت وراء المهاجم كصانع ألعاب ، ولم ألعب في الدروي الفلسطيني إلا مع النادي العربي ، مع مشاركتي كلاعب تعزيز مع نادي شباب الخليل ، ونادي صور باهر .
- مثلي الأعلى في الحياة والدي رحمه الله ، وفي الملاعب أخي محمود عودة ، فيما اللاعب الذي كنت أحب الوصول إلى مستواه النجم الكبير غسان بلعاوي .
- وبالنظر لقدراتي المهارية العالية لم أجد صعوبة في التناغم مع أيّ لاعب ، ولكني كنت أكثر تجانساً مع اللاعب محمد عبد ربه ، وأخي محمود عودة .. وكمهاجم بارز كنت أتعرض للرقابة اللصيقة من خيرة المدافيعن ، وأكثر المدافعين الذين كنت أخشاهم جميل سعيد ، وفتح الله عاصي ، وصلاح الجعبري ، وهشام ابو العباس ، والشيخ ربحي أبو اسنينة .
- وبحمد الله كانت مسيرتي مع العربي حافلة بالذكريات التي لا تنسى ، وعلى رأسها وصولنا الى نهائي كأس فلسطين ، وصعودنا من الدرجة الثانية إلى الأولى ، وحصولنا على لقب بطولة أريحا الشتوية ، إضافة إلى لقب دورة رمضان ثلاث مرات ، ناهيك عن ذكرى هامة في مباراتنا مع نادي غزة الرياضي في ملعب اليرموك ، حيث حصلنا على كأس .
- بصراحة كرة القدم أيامنا كانت أجمل ، لوجود كثير من النجوم المبدعين ، وبصراحة أكثر كان اللعب فوق الأرضيات الترابية أكثر متعة من اللعب على الحشيش .
- أعتقد أنّ النادي العربي بيت صفافا يشكل أحد أهم مدارس تخريج النجوم ، ومن مشاتله تخرج موسى اسماعيل ، ويونس سلمان ، ووجدي ابو دلو ، وابراهيم حسن ، وعارف عليان ، وخالد صالح من الرعيل الأول ، ومحمد زينب ، وعمار سلمان ، ومراد عليان ، ومحمود عودة ، ويوسف سلمان ، وموسى سلمان ، صالح عليان ، وموسى صبحي من أبناء جيلي .
- ولعل من أهم ذكرياتي مع النادي العربي ثلاث مباريات ، كانت الأولى مع الظاهرية ، في بطولة كأس فلسطين ، حيث أحرزت هدف التعادل في الدقيقة ٩٤ ، لنفوز بركلات الترجيح ، والثانية أمام سلوان على ملعب نابلس ، حيث أحرزت هدف التعادل الثاني في الثواني الأخيرة من المباراة ، فيما الثالثة يوم الفوز على الأمعري ، في مباراة جرت على ملعب الخضر ، وانتهت لصالحنا ١/٣ ، وشهدت تسجيلي لهدفين .
– وتشرفت خلال مسيرتي باللعب عدة مباريات مع منتخب فلسطين ، منها مباراة افتتاح ستاد أريحا أمام الأردن سنة 1997 ، والتي انتهت بالتعادل السلبي ، كما شاركت في جولة المنتخب في بريطانيا ، حيث لعبنا سنة 1996 عدة مباريات هناك ، وبغض النظر عن نتائج مبارياتنا في تلك الرحلة إلا أنني افتخر باللعب إلى جانب ثلة من النجوم المعروفين ، من أبرزهم خضر عبيد ، وخلدون فهد ، وماهر بركات ، وأحمد عيد ، والحارس غسان سالم ، وأيمن صندوقة ، وعماد ناصر الدين ..وغيرهم .
- وأعتز كثيراً بمشاركتي كلاعب تعزيز مع شباب الخليل في اللقاء التاريخي ، الذي احتضنه ملعب الحسين سنة 1995 ، ويومها فزنا 3/2 ، ثم فزت مرة أخرى مع شباب الخليل على الوحدات في عمان سنة 1998 بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد .. أما في فرنسا فشاركت مع العميد في دورة دولية ، إلى جانب فرق من دول مختلفة ، ويومها حصلنا على الكأس ، وحصلت على لقب هداف الدورة ، وتزامنت فرحتي يومها مع فرحة عيد الأضحى المبارك . .
- كما أعتز بمشاركتي كلاعب تعزيز مع نادي صور باهر في دورة أريحا الشتوية ، حيث خسرنا أمام نادي سلوان ..
- وبعد اعتزالي اللعب كانت لي تجربة في مجال التدريب ، فأشرفت على حظوظ نادي الثوري في دوري المناطق ، ونجحت في الصعود معه إلى الدرجة الثالثة ، ثم أشرفت على حظوظ نادي السواحرة الشرقية ، ونجحت في الصعود معه من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية ، ومن الدرجة الثانية إلى الاحتراف الجزئي .
- أرى أنّ أفضل تشكيلة لنجوم القدس أيامي تضم في الحراسة يوسف عليان ، وزاهي النمري ، وفي الدفاع يوسف سلمان ، وابراهيم العباسي ، وربحي الرجبي ، وفتح الله عاصي ، وفي الوسط نضال العباسي ، ونائل أسعد ، وعماد الزعتري ، ومحمد ابراهيم عبد ربه ، ورجب ابو ميالة ، وفي الهجوم أيمن سالم ، ومراد عليان ، ومحمود عودة ، محمد عودة ، وفادي لافي ، ومراد اسماعيل ، ونايف ابو كف ، وماهر مفارجة .
- وأعتقد أنّ أفضل نجوم الضفة أيامي علي ابو جنيد ، وعادل الفران ، وابراهيم العنبر ، وعلاء الحافي ، واسامة ابو العليا ، وجبران كحلة ، والاخوان صندوقة ، وخلدون فهد ، ومنهد عمر ، وعيسى كنعان ، وجميل سعيد ، والمرحوم زكريا داود ، وعماد نصر الدين ، ونائل اسعد ، ورجب ابو ميالة ، والشهيد طارق القطو ، وأحمد عيد .
- وخلال رحلتي في الملاعب حققت الكثير من الإنجازات الفردية والجماعية ، منها حصولي على المرتبة الأولى في استفتاء مجلة المهد ، كتكريم لي من بين نجوم كبار وقتها .
- أفضل نجم فلسطيني بالنسبة لي أخي محمود عودة ، وأفضل لاعب عربي المصري محمد صلاح ، وأفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي ، والمدرب المفضل فلسطينيا بالنسبة لي أيمن صندوقة " ابو الرائد " ، وعربياً الكابتن عدنان درجال ، ودوليا جواردولا ، فيما اللاعب الذي أتوقع له التألق شهاب القنبر .
- من وجهة نظري تحسن أداء الإعلام الرياضي كثيراً ، واستفاد من الحراك الرياضي ، الذي مسّ كل جوانب العملية الرياضية ، متمنياً ان يتواصل النهوض بالإعلام الرياضي ، الذي يمثل أحد أهم مرتكزات المنظومة الرياضية .
- كان النجم موسى اسماعيل من أفضل اللاعبين ، الذي تألقوا في الملاعب ، وكان يمتاز بالروح الرياضية ، والأخلاق الحميدة ، فيما كان النجم محمد زينب نجماً بارعاً ، وترك بصمات هامة في الملاعب .
- أعتز كثيراً بتدربي مع المدرب الكبير على عثمان ، الذي يمتاز بالقوة والارادة ، والصرامة في التدريب ، وذلك لمصلحة اللاعبين .
- من أطرف ما حصل معي في مجال الرياضة يوم تمّ تكريمي في نابلس بجائزة أفضل لاعب ، فامتلكني الخجل الشديد ، لتقدمي على نجوم كنت أعتبرهم قدوة لي في الملاعب .. ومن المواقف الطريفة يوم لعبنا في غزة ، فاستغرب البعض وجودنا كلاعبين صغار ، لا نملك الخبرة اللازمة ، ويومها تعادلنا ، فصفق الجمهور لنا بحرارة ، لأنّ كرة القدم لا تقاس بالسنّ ، وإنما بالفعل والجهد والإنجاز .
أخيراً أتوجه بالتحية لكلّ الرياضيين ، الذين جمعتني بهم الملاعب ، متمنياً أن يستعيد النادي العربي أمجاده التليدة ، وأن يتواصل نهوض كرة القدم الفلسطينية ، شاكرأ لك أخ فايز هذا الاهتمام بالنجوم ، الذين تركوا بصمات مؤثرة في الملاعب .