نتائج كلاسيكية ودون مفاجآت بدوري طائرة جوال والاتصالات...

قراءة فنية لنتائج الجولة الأولى
رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ انتهت تفاصيل الجولة الأولى من دوري "جوال والاتصالات" الممتاز بالكرة الطائرة، ولم تنته الدروس والعبر، لأن العبرة في الخواتيم، وكان سنجل الأكثر ربحاً، لكونه تصدر الجولة الأولى، بفوزه على جينصافوط بثلاثة أشواط دون رد، بواقع: 25/16، 25/15، 26/24.
ورغم الفوز بثلاثية نظيفة، لم يكن اللقاء سهلاً على سنجل، إذ شهدت المواجهة أجواء تنافسية، ومن كان يتوقع أن سنجل الذي كانت له الأفضلية في أول شوطين سيسجل تراجعاً في الثالث؟.. ومن كان يصدق أن جينصافوط (بعناصره الناشئة) سيخسر الشوط الثالث أمام أحد أبطال الدوري السابقين بفارق النقاط الإضافية (26/24)؟.
المباراة شهدت كذلك توتراً في الشوط الثالث، إذا اضطر حكم اللقاء الأول أسامة زايد لإشهار البطاقات الملونة (3) مرات، وهنا نتساءل: هل كان بالإمكان التعامل بـ"روح القانون" نظراً لأن البطاقات انهالت بسرعة قياسية على "المارد الأحمر" ومدربه شادي الشوبكي؟.. أم أن الحكم كان أمام خيار واحد لا شريك له، بأن يطبق القانون، ولا "يتحايل عليه" حتى لو تعلق الأمر بـ"أصغر لاعب في الدوري" والمقصود هنا اللاعب الحر بجينصافوط يوسف صبرة، الذي نال بطاقة حمراء في أول ظهور له ببطولة كبرى، رغم أنه ظهر محتفلاً بنقطة خطفها من فم النسور السنجلاوية؟.
عموماً، ما أظهره رفاق رافي عصفور، رغم الغيابات الكبيرة التي سجلها في مستهل مشواره، دليل دامغ على أنه "بمن حضر" ففرضت هذه الغيابات الصلابة الفنية والذهنية على الفريق، بدءاً من صانع الألعاب خالد خليل، مروراً بالضاربين: حسين عصفور ومحمـد عصفور ومهند فقهاء وغريب شبانة وساجد خليل، واللاعب الحر زياد عواشرة.
أما جينصافوط فأثبت أنه "فريق المستقبل" بعناصره الشابة، رغم عدم ثبات منحنى الأداء، والوقوع في مطب الأخطاء الفردية، لكن بالمجمل العام عكس صانع ألعابه محمـد بشير، وضاربي الفريق: أمير عيد ومنير بشير ومصعب الشوبكي وأحمد بشير وعزات سكر، واللاعب الحر يوسف صبرة، ما ينم عن تحضير وانسجام بين لاعبي الفريق، وباعتقادنا أن جينصافوط لن يلعب دور المتفرج في قادم المنافسات، بل سيكون له محطات ومواقف حافلة بالإثارة وإحراج كبار الفرق.
عزون يتعذب أمام واد رحال
جاء اللقاء متكافئاً إلى حد كبير، ولا يمكن القول إن عزون نجح في حسم هوية اللقاء لأفضليته، فبينما كان التعادل سيد الموقف بشوطين لمثلهما، وفيما كان الشوط الفاصل يلفظ أنفاسه بالتعادل (14/14) أهدى كل من أحمد سرحان ومحمـد البراقعة نقطتين ثمينتين بكرتين خارج حدود الملعب، ليفوز عزون بثلاثة أشواط لاثنين: بواقع: 25/20، 20/25، 25/22، 22/25، 16/14.
لا يوجد إحصائية دقيقة لعدد النقاط التي أهدرها لاعبو عزون، أكان بإضاعة الإرسال أو الهجوم الطائش، لكن رفاق عبد الهادي رضوان كفّروا عن أخطائهم بالفوز، وظهر في مقدمتهم: صانع الألعاب أمين رضوان، والضاربون وسيم رضوان وورد الرابي وثائر أبو هنية وشاكر دحبور وأمين بدوان، والأخير كان الأميز بين رفاقه، دون إغفال دور اللاعب الحر أركان سويدان (عثمان بدران).
في واد رحال لم يكن أمام صانعي الألعاب محمـد المساعيد (معتز الفواغرة) إلا التعويل على سرحان والبراقعة الأكثر حصداً للنقاط، مع إعطاء الثقة لعامر أبو شعيرة وعماد زيادة ويوسف الصفدي (عز الدين الفواغرة)، وتدخلات اللاعب الحر وسيم عبد الله (زياد زيادة) وربما نجح الفريق تكتيكياً بقيادة مدربه منير التلاحمة، لكن عابه قلة التركيز في النقاط الأخيرة.
القوات تمرّ من النبي إلياس
من الأشياء التي يتميز بها مدرب القوات خلف يامين، أنه قليل التغيير، وهذا يعطي الثقة للاعبي تشكيلته الأساسية، وقوامها: معاذ صوان (محمـد أبو عيد) لصناعة الألعاب، ومحمـد شماسنة ومحمود الخطيب وياسر شواهنة وساجي سكر و"الجلاد" محمود صالح الذي خاض المواجهة مع النبي إلياس، وهو لم يبرأ بعد من إصابته بشكل كامل، مع الاطمئنان لتواجد عبد الله عبد الله في الملعب الخلفي.
ثبات تشكيلة القوات، جعله يأخذ الأفضلية، فكل لاعب مرسوم له دوره داخل التسعة أمتار، ولكل واحد منهم تدخلاته في المكان والزمان المناسبين، فأخذ هجومه يمر كيفما يشاء، ودون عقبات تذكر، ناهيك عن تناوب صوان وأبو عيد على صناعة الألعاب، ويضاف إلى ذلك حوائط الصد التي عادت لتعمل بكامل طاقتها.
على النقيض من هذا، لجأ مدرب النبي إلياس أيمن عودة، لكثرة التغيير في تركيبة فريقه، لعل وعسى أن ينتج عن هذا "لخبطة" وعدم استقرار عند الفريق المنافس، بحيث لا تُعرف هوية التشكيلة التي يلعب بها، فزج بالعناصر الشابة وقوامها: عدي حنون وعمر مجد ويوسف مجد وضياء رضوان ويوسف رضوان وصانع الألعاب حسام رضوان، بعد أن طرحت خبرة الفريق أوراقها ممثلة بخالد رضوان ومحمـد أبو زهرة وإبراهيم رضوان ومعاوية رضوان، لكن من دون تفاعل كبير وردة فعل سريعة، وفقاً لما جرت عليه العادة عند "الأزرق"!.
وباستثناء الشوط الأول، ظل النبي إلياس غائباً، على مدار الأشواط الثلاثة الأخرى، بينما ظل القوات ممسكاً بزمام التفوق والأفضلية، ليخرج بانتصار ثمين، قوامه ثلاثة أشواط لواحد، بواقع: 22/25، 25/21، 25/20، 25/16.
جيوس يعبر منعطفات النزلة
تواجد لاعبي الخبرة خالد القدومي وأحمد عزيز في مركز السنتر، رغم معرفتهما أنه يُنتظر منهما المزيد، إلا أن تواجدهما في حوائط الصد، أعطى للفريق ثقة في نفسه، فمضى في تفوقه، خصوصاً في الإرسال الهجومي عن طريق الأخوين "أبو صالح" وفي غفلة من حوائط الصد النزلاوية، كان يزن خالد ومازن خالد ومحمـد أبو صالح وجهاد أبو صالح يتعاملون مع الكرات المرفوعة من مراد أبو سعدة من أعلى مستوى، قبل توجيهها إلى ملعب الفريق المنافس، وكان اللاعب الحر عمر أسعد يقوم بواجبه على أكمل وجه في الملعب الخلفي.
ولأن مدرب جيوس حسين القدومي يدرك أن الفريق حتى يثمر وينتج يجب أن يستقر على تشكيلة مثالية، فقد آثر إتاحة الفرصة لعناصر الخبرة كي تقول كلمتها حتى تظل في جو المباراة.
في النزلة الشرقية، كان صانع الألعاب ماهر سليم أكثر خبرة وحنكة فنية من زملائه، من غير الانتقاص مما قدمه بقية عناصر الفريق، فحضر أدهم ويامن ومجد وعلاء وغيث كتانة على مستوى العمليات الهجومية، والأخير (غيث كتانة) ما زال في بداية الطريق، ولا بد أنه سيحتاج لبعض الوقت حتى يتسنى للنزلاوية الاستفادة من موهبته بشكل كبير، وعموماً قدم أولاد مازن كتانة ما عليهم، لكن جيوس ظل الطرف الأفضل، ليخرج فائزاً بثلاثية نظيفة، جاءت تفاصيلها: 26/24، 25/23، 25/21.
عصيرة القبلية يتخطى رمون
استغرقت المواجهة العصراوية الرمونية أربعة أشواط، غير أن الرابع لعب دوراً محورياً ومفصلياً في هوية المباراة، حيث أوقف وجهتها التنافسية، وحال دون جرها إلى شوط فاصل.
قدم رمون أداء لافتاً، بتألق: محمود شوخة ومحمـد شوخة وأحمد ثبتة وإيهاب ثبتة وأحمد كحلة، وصانع الألعاب عزمي كحلة، وبذل لاعبه الحر مهند شوخة جهداً خرافياً، وكان متألقاً كعادته دفاعاً واستقبالاً، بل إنه كان وراء كل كرة رمونية لانطلاق ألعاب الفريق الهجومية، ولكن وفي غمضة عين، ومن خلال تسابق ضاربي عصيرة بقيادة محمـد المقوسي وثائر صالح وأحمد سامر (أحمد صالح) ومؤيد مخلوف ومعاوية صالح، ونباهة معدهم عماد صالح، ويقظة لاعبهم الحر يوسف صالح وبديله (عمار عايد صالح) انقلبت الأوضاع رأساً على عقب، ليخرج عصيرة بفوز ثمين، بثلاثة أشواط لواحد، بواقع: 27/25، 19/25، 25/21، 25/20.