"فاكهة الملاعب 49" .. يكتبها فايز نصّار

** فلسطين لن تنسى إبداعات نجوم الزمن الجميل ..
** رؤية 2030 السعودية تشعل الماركاتو الصيفي !
قبل سنة بدأت المحطة الجديدة من سلسلة فاكهة الملاعب ، التي بدأتها مطلع التسعينات في صحيفة " صدى الملاعب " الجزائرية ، مع الأستاذ عزالدين ميهوبي ، والتي واصلت الاستمتاع بكتابتها بعد عودتي للوطن سنة 1994 ، من خلال صحيفة القدس وصحيفة الأيام ، محاولاً من خلالها متابعة أبرز الأحداث الرياضية وطنياً وعربياً ودولياً .
وأذكر أنّ العدد الذي صدر وقتها تضمن عنواناً يستشرف المستقبل ، ويتوقع أن يكون المانشيت الأبرز بعد عشر سنوات ، اطلاق اسم عميد المعلقين الرياضيين العرب ، الفلسطيني " أكرم صالح " على أكاديمية الإعلام الرياضي الفلسطينية .. ولكن العنوان الغريب لم يستفز زيداً ، ولا يغضب عبيداً ، وبقي ابن عكا نسياً منسياً ، مثله مثل حسين حسني ، وابراهيم سكجها ، وموسى بشوتي ، وخير الدين أبو الجبين ، وغيرهم من طلائع رواد الإعلام الرياضي الفلسطيني ، الذين لهم دين مستحقّ في أعناقنا ، بأنّ نبرهم ، فنذكرهم بالخير ، وذلك أضعف الايمان !
ولست هنا بصدد توزيع المسؤوليات على المقصرين بحقّ نجوم الرياضة الفلسطينية ، الذي تركوا بصماتهم في الملاعب المحلية ، والعربية والدولية ، ومنهم نجم بيت المقدس الراحل أبراهيم نجم ، الذي علمت أنّ رفاقه ، الذين شاركوه أيام الزمن الجميل في الملاعب سيعمدون إلى تكريمه ، بحفل مهيب ينظم في العشرين من آب القادم ، فيما لم أسمع حتى اللحظة ولو كلمة نعي أو تعزية بحقّ الراحل الكبير أحمد عليان ، الذي أصنفه بين خيرة لاعبي ، ومدربي فلسطين عبر التاريخ ، ولكنّه رحل بصمت ، كما عاش آخر أيامه بصمت ، لأنّ من يفترض منهم تكريمه عمدوا إلى الصمت !
زامر ليس فلسطيني
وضمن تسليط الأضواء على نجوم الكرة الفلسطينية المبدعين طرحت منذ أيام سؤالاً تفاعلياً ، يهدف إلى عصف ذهني ايجابي ، بنكشة راس فيسبوكية حول النجم الفسطيني ، الذي حصل على الكرة الذهبية الأوروبية ، وكانت المفاجأة أنّ جميع الاجابات كانت خاطئة ، حيث ذهب الكثيرون إلى أنّ المقصود النجم الألماني ماتيوس سامر ، الذي نال الكرة الذهبية سنة 1996 ، حيث شاع وقتها أنّه من أصول فلسطينية ، بعد تصريح لعجوز فلسطينية ادعت أن سامر هو حفيدها ، ويومها أَبطَلتُ ما تناولته الصحافة بكون سامر ، الذي قصدته العجوز لاعب فلسطيني ظهر في الدرجات الدنيا لبطولة ألمانيا !
عمر سيفوري
والحقيقة أن اللاعب الذي قصدته هو صاحب "الرأس الكبير " عمر سيفوري ، اللاعب الايطالي ، الذي ولد في الأرجنتين من أصول فلسطينية ، ولعب لمنتخب التانغو ، قبل حمله الجنسية الايطالية ، وظهوره مع المنتخب الأزوري ، مستفيداً من تألقه في نابولي ويوفنتوس ، بما أهله للظفر بالكرة الذهبية الأوروبية سنة 1961 .. ولا غرابة في أن يكون النجم من أصول عربية ، حيث تقلد أحفاد العرب أعلى المراتب في الأمريكيتين ، وظهر من بينهم أحد عشر رئيس دولة ، يتقدمهم الرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم ، ورئيسا السلفادور الفلسطينيان نجيب بوكيله ، وانطونيو السقا ، ورئيس البرازيل اللبناني ميشيل تامر ، دون أن ننسى نجوم الكرة ، وعلى رأسهم المدرب زاغالو ، الذي ينحدر من عائلة زكور اللبنانية ، والدكتور سقراطس ، الذي يعتز بكون جدته لأمّه فلسطينية ، وعمر باتستونيا ، الذي ينحدر من أصول سورية ، وداود غزالي ، الفلسطيني الذي ظهر في تشيلي ، دون أن ننسى ما فعله المهاجرون الفلسطينيون في تشيلي ، حيث أسسوا نادي بلاسيتينو ، الذي يشار اليه بالبنان في بطولات امريكا الجنوبية.
جينات فلسطينية
وقد يسأل سائل : ما دخل فلسطين في الموضوع ؟ والاجابة - يا جماعة الخير - أن جينات النجم فلسطينية ، ولا يوجد قانون يمنع التذكير بأصوله الفلسطينية ، كما نفعل مع نجم إسبانيا الكبير ديستيفانو ، الذي فاز بذهبية أوروبا سنة 1957 ، وهو من أصول أرجنتينية ، ومع البرتغالي الذهبي اوزيبيو ، الذي فاز بالكرة الذهبية سنة 1965 ، وهو من أصول موزمبيقية ، ونجم فرنسا السوبر زين الدين زيدان ، الذي فاز بالذهبية سنة 1998 ، وزميله كريم بن زيما ، الذي فاز بالكرة الذهبية سنة 2022 وكلاهما من أصول جزائرية !
ومصدر المعلومة حول النجم الفلسطيني الألمعي علي أبو حمدة ، الذي التقى في القاهرة منذ سنوات شقيق اللاعب عمر سيفوري ، الذي أخبره بهذه المعلومة ، التي تحتاج على مزيد من الدراسة والتمحيص ، لأنّ تسليط الأضواء على نجومنا المهاجرين عملية معقدة ، بالنظر لظروف الهجرة ، وبسبب عدم تسجيل سِير هؤلاء النجوم ، بسبب تقصير غير مبرر من مؤسساتنا ، التي يجب أن يكون في صميم عملها تسجيل التراث الرياضي الفلسطيني !
سعودي 2030
وأشعلت الأندية السعودية سوق الانتقالات الصيفية بصفقاتها المميزة ، التي بدأت في الشتاء الماضي ، عندما تعاقد نادي النصر مع الاسطورة كريستانو رونالدو ، الذي لحق بها كريم بن زيما ، وكانتي لنادي الاتحاد ، وبروزفيتش لنادي النصر ، وكوليبالي ، وسافيتش لنادي الهلال ، وادوارد ميندي ، وفريمينيو ، ورياض محرز للنادي الأهلي ، العائد إلى دوري الأضواء ، وذلك ضمن خطة رياضية سعودية شاملة ، تهدف إلى النهوض بالدوري السعودي ، ضمن مشروع رؤية السعودية 2030 ، الذي يهدف إلى تغيير النظرة النمطية عن المملكة ، والاستفادة من قطاع كرة القدم في تحسين صورة الصحراء العربية في العالم ، والتمهيد لترشح السعودية لاستضافة مونديال 2034 ، بعد انسحابها من الترشح الثلاثي مع مصر واليونان ، بسبب قوة ملف اسبانيا البرتغال المغرب لمونديال 2030 .
محرز في جدة
وتوقف البعض طويلاً أمام قبول كابتن الجزائر رياض محرز للعرض السعودي ، ويتفهم العارفون قرار محرز ، الذي بلغ من العمر 32 سنة ، والذي عانى كثيراً بسبب سياسة الفيلسوف التناوبية ، والتي أكلت من سمعة محرز ، الذي سبق له قيادة ليستر سيتي لبطولة انجلترا ، فأصبح في الموسم الماضي مجرد بديل للمتألق سيلفا ، ليجد المحارب الجزائري الحلّ في الرحيل إلى جدة ، للمشاركة في ديربي الغرب السعودية أمام بلدياته كريم بن زيما ، فلم لا ينظر رياض لمستقبله ؟ ولم لا يشارك في هذا النهوض الكروي السعودي ؟ الذي قد يرفع دوري المملكة على مصاف الدوريات العشر الكبرى !
عودة البرغوث
وكان الأسطورة ليونيل ميسي قاب قوسن أو أدنى من قبول عرض الهلال السعودي للعب ديربي نجد في مواجهة رونالدو ، الذي يلعب للنصر ، ولكن صاحب السبع كرات ذهبية فضل اللعب في الولايات المتحدة ، بعد اقتناعه بعرض صديقة النجم ديفيد بيكهام ، للعب مع نادي انتر ميامي مع رفيقيه بوسكيش ، وراموس .. واستهل البرغوث رحلته الامريكية بتسجيل هدف من ركلة ثابتة ، ساهم من خلاله في ايقاف سلسلة خسائر المياميين !
تخبط مبابي
وعلى عكس رياض وميسي ، اللذين عرفا طريقهما خارج البطولات الخمس الكبرى ما زال دلوعة الفرنسيين كليان مبابي يتخبط في تحديد مصيره ، لأنّ النجم الذي ينحدر من أصول كاميرونية سلم مفاتيح موهبته لوالدته الجزائرية فايزة العماري ، التي يبدو أنّها غير مؤهله لترتيب أوراق النجم الكبير ، وقديما قال شيوخنا : إذا ذهبت لتخطب ، ولاحظت أنّ الكلمة لأم العروس ، انسحب بذكاء ، فالأمر خطير !
ولم يحدد كليان حتى الآن وجهته ، حيث يرغب في اللعب للريال ، ولكن دون أن يخسر شيئاً من حساباته المالية ، الأمر الذي تفطن له ناصر الخليفي ، الذي يُخَيِر مبابي بين التمديد لسنة إضافية ، أو الابتعاد عن الأضواء ، لأنّ عقد مبابي يتضمن بنداً ينص على اختيارية التمديد لسنة أخرى ، بما يعني أنّ مبابي غير ملزم بالتمديد ، وسيغادر مجاناً إلى مدريد في الصيف القادم ، إذا لم يتفق باريس والريال على مبلغ الانتقال هذا الصيف ، ولكن قبل ذلك قد تُسيل أموال الهلال السعودي لعاب والدة مبابي ، حيث يعرض الهلال المخالصة مع باريس ، وعقد يتضمن 200 مليون لمدة سنة ، أو 400 مليون لسنتين .. والحكي بالأخضر وليس بالريال!
خيبة الخليفي
والحق يقال : إن ناصر الخليفي ، الذي نجح في السنوات الماضية في استقطاب خيرة نجوم العالم ، وأصبح خطه الأمامي يضم ميسي ونيمار ومبابي فشل في تحقيق هدفه الأول ، وهو الظفر بذات الأذنين ، بما شكل ضربة قاسمة للنادي الباريسي ، الذي يبسط سيطرة شبه مطلقة على بطولة فرنسا ، دون تحقيق انجازات خارجية ، مما جعل نجوم الفريق يشقون عصا الطاعة ، ويجاهرون بالرغبة في المغادرة ، لأنّ الليغا الفرنسة قد لا تكون من القوى العشر الأولى على هذه البسيطة !
وكان العارفون حذروا من فشل مشروع باريس ، الذي ركز على تجميع خيرة النجوم ، لأنّ ما قلناه من سنوات حصل مع نادي الخليفي ، حيث لا يستطيع أحد عشر مارادونا تشكيل فريق جيد ، فالأمر يحتاج إلى ركائز فنية وإدارية كثيرة ، من أهمها جودة النجوم في المراكز المختلفة ، ولعلكم تذكرون أنّ الريال لم يعش أفضل أيامه عندما كان في صفوفه.