كتب أسامة فلفل- غزة

لقد تعلمنا ومنذ الصغر أن التاريخ المعطر بالإنجازات والقيم الوطنية يمثل العمق الاستراتيجي للوصول للأهداف والغايات والتطلعات المنشودة وطرق أبواب النجاح، والأمة التي تخرج القادة والأبطال الذين يكتبون سيرة ومسيرة حركة النضال الرياضي والإعلامي، ويرسمون بيارق المجد في كل بستان جديرة أن يكون لها هناك مكانة تحت قرص الشمس.

وإذا ما أردنا أن نتحدث عن الإعلاميين البارزين الذين غرسوا بذور الحب والعطاء في بيادر الرياضة والإعلام العربي، لابد أن نتوقف قليلا ونستذكر اسم إعلامي فلسطيني، صقلته التجربة النضالية بمحراب الرياضة والإعلام، الأستاذ عبد الله أبو خاطر الذي حمل شعار ومنهج وفلسفة وطنية فلسطينية مشبعة بقيم الانتماء والالتزام بالقواعد والمبادئ الوطنية التي كان يعتبرها الركيزة الأساسية في صناعة عمالقة الفكر والإبداع القادرين على تجاوز بحور التحديات والعبور لموانئ التاريخ.

الإعلامي الفلسطيني المبدع عبد الله أبو خاطر حرص وخلال مشواره الإعلامي على ترسيخ فلسفة الصداقات والتحلي بقيم وأخلاقيات وأدبيات العمل المهني، فحقق التسامي وبناء جسور متينة مع الأشقاء والأصدقاء في العالم، ولم تمنعه عذابات وآلام الغربة الموحشة وظروفها القاسية من التواصل مع نبض الحركة الرياضة والإعلامية الفلسطينية عبر الزمان والمكان.

الإعلامي المخضرم والكبير الأستاذ عبد الله أبو خاطر هو مثال للشهامة والرجولة والكبرياء الفلسطيني ورمز وعنوان للإنسانية والسمات الحميدة والنبيلة، آمن أن جرعات الأكسجين التي استنشقها عبر طفولته من هواء ونسيم فلسطين العليل مازالت تمثل الأمل والطموح ووجه المستقبل المشرق، وحتما سوف تحمله هذه الأماني الراسخة بالقلب والوجدان لرمز الإيباء وحبيبة السماء قدس الأقداس وزهرة المدان، لينهل من الأجر في رحاب المسجد الأقصى بعض الصلوات.

استطاع الإعلامي المبدع أبو خاطر أن يحفر صورة ناصعة البياض له في أذهان الإعلاميين والرياضيين العرب، وفي كل موقع وميدان عمل وطأته أقدامه، ساهم في إحداث نقلة نوعية على الصعيد الرياضي والإعلامي في العديد من الأقطار العربية الشقيقة ولاسيما الكويت والمملكة العربية السعودية والأردن.

كان صاحب مشوار حافل بالعطاء والإنجازات على الصعيدين الرياضي والإعلامي امتدت لعقود طويلة في محراب العمل والإبداع، وكان موجه لحركة النضال الرياضي والإعلامي في الشتات ورمزية وطنية حظيت باحترام وتقدير الجميع.

كان الأستاذ القدير عبد الله أبو خاطر يحظى بشعبية جارفة في وطننا العربي الكبير ولاسيما بدولة الكويت والسعودية من خلال كتابته وأعماله النوعية وإنجازاته وأدائه المهني، حيث نقش صوره بهية للإعلامي النموذجي الذي يعرف حدود ونطاق مسؤولياته وواجباته.

حاز على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرا لجهوده وإبداعاته في بلاط صاحبة الجلالة ومشواره الرياضي الحافل بالإنجازات في العديد من المناسبات والأحداث الرياضية والإعلامية العربية والتي كان آخرها جائزة الثقافة الرياضية العربية للوفاء والتي تمنح لقيادات ورموز وشخصيات وازنة قدمت إنجازات وجهود في أكثر من موقع وكانوا مثالا يحتذى به في خدمة الإعلام والرياضة العربية.

ختاما ..

عبد الله أبو خاطر إعلامي فلسطيني سطر بمداد الفخر صفحات مشرفة وحافظ على هويته الفلسطينية وأصولها الكنعانية كتب في صحف ومجلات فلسطين والكويت والسعودية على مدى عقود، أحد مؤسسي الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في المهجر وأحد أبرز خبراء الاحتراف وشؤون اللاعبين في كرة القدم باتحادات الكويت والسعودية والأردن، ساهم في رفع كفاءة الحراك الإعلامي والرياضي في العديد من الأقطار العربية ومضاعفة الإنجازات الوطنية، وتطوير منظومة الإعلام، وغرس بذور التنمية والاستدامة.

تم تكريمه بمهرجان الوفاء والتكريم لرواد وقادة الاعلام الرياضي عن الوطن والشتات وداخل الخط الأخضر الذي أقامه نادي الهلال الرياضي بالشراكة مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وتحت رعاية فخامة الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات بمركز الشوا الثقافي عام 2000م.