شريط الأخبار

"رجل الأعمال" سعد حاكورة طليعة الإعلام الأولمبي في فلسطين

رجل الأعمال سعد حاكورة طليعة الإعلام الأولمبي في فلسطين
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصّار/ شكل يوم 28 تشرين ثاني سنة 1997 منعطفاً هاماً ، في تاريخ الإعلام الرياضي الفلسطيني ، حيث احتضن نادي هلال اريحا اجتماع الهيئة العامة الثاني لفرسان القلم في المحافظات الشمالية ، وانتهى بانتخاب مجلس جديد للاتحاد .

وبعد الاجتماع كلفني الزملاء بمهمة أمين السر ، وكان البند الأول على طاولة المجلس الجديد ، تحقيق الوحدة التامة مع أعضاء الاتحاد في المحافظات الجنوبية ...وبعد اتصالات مكثفة قام بها رئيس المجلس الراحل محمد العباسي ، انعقد يوم 6 آذار 1998 ، في مقر مديرية الشباب والرياضة بالقدس اجتماعا هاماً ، حضره رئيس الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي - ورئيس هيئة المؤسسين في العام ١٩٩٣ - الأستاذ سعد حاكورة ، وانتهى الاجتماع بوضع تصور استراتيجي للعلاقة الإعلامية بين أبناء الوطن الواحد ، تحت مظلة الاتحاد في عموم الوطن .

وكنت قبل ذلك تعرفت على الأخ ابو فادي ، على هامش زيارات الأندية الأردنية للوطن ، واقتربت منه أكثر في اجتماع موسع لإعلاميي شقي الوطن في غزة ، بما جعلني أكتشف عن قرب كثيراً من الأمور ، التي تتصل بالرجل ، الذي كان قريبا من مواقع القرار السياسي والرياضي .

وقد ولد رجل الأعمال سعد وملعقة الذهب في فمه ، كونه سلسل أسرة ضليعة في مهنة الذهب ، والمجوهرات ، والأحجار الكريمة ، فدخل ميدان الرياضة ، وكان لا يبخل في الإنفاق بسخاء على البرامج الرياضية ، التي انخرط فيها ، مع دعم ملموس لكثير من الأنشطة في مختلف المواقع .

وبرزت مواهب حاكورة في جمعية الشبان المسيحية في غزة ، التي يعتبرها وطنه الثاني ، ويعشقها حتي النخاع ، وفيها حفر مع المنتمين بصدق - بالأظافر - عدداً من المشاريع الرياضية والشبابية ، فزادت اسهم الجمعية ، التي ما زال يعتبرها بيته الرياضي ، والمجتمعي ، والمؤسسي الأول .

وإلى جانب فعله الرياضي كان له فعل مؤثر مجال الإعلام ، من خلال اتحاد الإعلام الرياضي ، واللجنة الأولمبية الفلسطينية... ضمن مسيرة حافلة ، لم تكن محفوفة بالسرور والورود دائماً ، لأنّ للنجاح ألف عدو وعدو ، ولكن رباطة جأش الرجل ، وصلابته في النزال العفيف ، ساعدته في تجاوز كثير من المحن ، بما يصلح قصة رياضية ، أتركه يروي لكم بعض فصولها في هذا اللقاء .

- اسمي سعد غطاس حاكورة "أبو فادي" من مواليد غزة يوم 22/07/1961 ، حاصل على دبلوم تخصص عالي في علم الأحجار الكريمة والألماس ، من أنتويرب ببلجيكا سنة 1989 ، ودورات تخصصية في الإدارة والتحليل المالي ، وعلوم الفوركس من عدة جهات دولية ، وأحد أصحاب شركة مجوهرات غطاس حاكورة وأولادها بفروعها ، والتي تأسست عام 1938.

- تشرفت بعضوية مجلس إدارة جمعية الشبان المسيحية لأربع دورات ، منذ العام 1997 ، وحتى عام 2018 ، وكنت أمين سرها ، وأنا عضو مؤسس ، وأمين صندوق قسم الفتيان الأول ، بجمعية الشبان المسيحية بغزة ، منذ تأسيسيه في العام 1976.

- وأعتز بكوني أول ناطق إعلامي للجنة الأولمبية الفلسطينية ، وعضو مقيم بمكتبها التنفيذي منذ قدوم السلطة في العام 1994 ، وكوني الناطق الإعلامي لأول وفد أولمبي فلسطيني تاريخي ، شارك في دورة الألعاب الأولمبية أتلانتا 1996 ، إضافة إلى كوني ناطق إعلامي ومستشار لعدة اتحادات رياضية وطنية ، وعلى رأسها اتحاد الكاراتيه الفلسطيني.

- وأعتز بأنني داعم - من خلال شركة مجوهرات حاكورة - لعدة نشاطات وفعاليات رياضية ، ومخيمات صيفية ، ومنها مخيم نادي غزة الرياضي في العام 1992 ، والذي ضم قرابة ألف طفل وطفلة ، كما أعتز برعاية تنظيم أكثر من بطولة خاصة ، للعديد من الفئات العمرية في كرة الطاولة ، منذ أوسط الثمانينات حتى العام 2016 ، وذلك بالتعاون مع اتحاد كرة الطاولة ، وجمعية الشبان المسيحية بغزة.

- وتشرفت بكوني مؤسس ، ورئيس الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي في محافظات الوطن منذ بدايته 1994، حتى العام 2012 ، إضافة إلى فوزي بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، ورئيس اللجنة المالية 2012 – 2016.

- وبدأت قصتي مع الرياضة في مدرسة اليرموك الإعدادية ، على يد المربي والمدرب الفاضل/ محمد حبوش ، ضمن الفريق المدرسي في كرة الطاولة ، وكرة السلة ، كأبطال لمدارس غزة الإعدادية لسنوات 1974 و1975 و 1976 ، ثم في مدرسة فلسطين الثانوية ، ضمن فريق المدرسة في بطولات القطاع سنوات 1977 و 1978 و 1979 في الألعاب نفسها ، وأبطال للقطاع.

- وقد لعبت لفترة قصيرة مع عميد أندية فلسطين نادي غزة الرياضي ، ثم ترأست مجموعة شبابية واعدة ، في جمعية الشبان المسيحية بغزة ، والتي توقفت حركتها بعد نكسة 1967 ، حتى العام 1975 ، وصولاً للعام 1982، ولا زلت نشطاً فيها حتى اليوم ، حيث كنت ركيزة أساسية في فرقها بكرة الطاولة ، وكرة السلة ، وشاركنا في مباريات ودية في غزة ، والقدس ، ومدن الضفة ، وحصلنا على العديد من الكؤوس والميداليات ، والمراكز الأولى ، إضافة إلى ممارستي ألعاب الملاكمة ، وكمال الأجسام ، ورفع الأثقال ، والقوة البدنية.

- أعتز كثير برفيقي حسام قسطندي سابا ، فهو الشريك الرئيسي لي في جمعية الشبان المسيحية ، ورفيق الدراسة والصبا ، وكان من ألمع نجوم كرة الطاولة ، وكرة السلة وكرة اليد ، والكرة الطائرة ، ومصارعة الذراعين حتى سنة1980 ، وغادر إلى أمريكا ، إضافة للبطل الرائع ، ورفيق الرياضة والشباب ، الراحل نبيل أسعد غانم ، أحد ألمع أبطال فلسطين في كرة الطاولة ، وكان من لاعبي الجمعية البارزين في كرة السلة.

- وأعتز كثيراً بالبطل والمدرب/ بشير شوقي ترزي ، الذي كان من خيرة الأبطال في كرتي الطاولة والسلة ، وحاز على عدة كؤوس وميداليات ، حيث شارك خلال الستينات - وهو شبل - في عدة بطولات دولية ، كما أعتز بكابتن منتخب فلسطين الراحل/ حنا نمر سابا ، الذي لعب دورًا بارزاً في كرة السلة ، من خلال صقل مواهبنا وشخصيتنا في البطولات ، والإدارة الرياضية ، إضافة للمربي والبطل الدولي في كرتي الطاولة والسلة ((يوسف الحشوة ))…الذي كان له فضل علينا في الدعم والإرشاد ، وتعزيز الثقة بالنفس ، والمضي قدمًا نحو التألق .

- ولا أنسى هنا الرمز الرياضي الدولي/ الدكتور جورج رشماوي ، رئيس مجلس إدارة جمعية الشبان المسيحية بغزة ، ومؤسس ورئيس اتحاد كرة السلة ، وسفير الرياضة الفلسطينية على الساحة الأوروبية والدولية ، الذي ساهم في بناء قدراتنا ، في عدة مجالات وميادين ، ونهلنا من نبع علومه وثقافته وزعامته .

- وفي مجال الإعلام الرياضي أعتز كثيراً بالصحفي والإعلامي الفلسطيني الدولي الراحل / حكمت ابراهيم برزق ، الذي عمل منذ الخمسينات مع وكالة الأسوشيتد برس "AP" ، وعدة وكالات عربية ودولية ، فهو من شجعني ودفعني لهذه الهواية ، عندما أفسح المجال الحصري لي في القسم الرياضي بجريدة الشعب ، منذ العام 1975 ، وربما كنت الأصغر من الذين اقتحموا مجال الإعلام والنقد ، ونقل الخبر في الشعب ، والبيادر السياسي ، والحصاد الرياضي ، وصولاً للأيام وإذاعة صوت فلسطين .

- وخلال مسيرتي مع الإعلام اقتربت من عدة إعلاميين مؤثرين ، منهم الراحل طوني عبود ، وأحمد أبو سلعوم ، والمحرر الرياضي بالشعب / ابراهيم ملحم ، كما أعجبت بعدد من النقاد ، والمحررين ، والمذيعين ، الرياضيين ، ومنهم الراحل نجيب المستكاوي ، وأفتيم قريطم ، ومحمد جميل عبد القادر ، وأكرم صالح .. وغيرهم ، وأعتز بعملي وعلاقتي بالراحل الكبير / طوني عبود ، وعبد اللطيف غيث ، والراحل محمد العباسي ، وحميد القراعين ، وبدر مكي ، وابراهيم ملحم ، وكل الزملاء الذين عرفتهم من جيل الشباب ، وعلى رأسهم محمود السقا ، ومنير الغول ، وابراهيم أبو الشيخ ، وأشرف مطر ، والراحل أكرم فلفل ، وأسامة فلفل وعاهد فروانه ، ومحمد العمصي .. وغيرهم

- أرى أنّ الزميل أحمد البخاري من أبرز العاملين في الإعلام الرياضي ، وله مدرسته وفلسفته الخاصة ، وهو وزير السياحة المقدسية لكل الأصدقاء ، من عموم الوطن والخارج ، ومحافظ أول على العلاقات الشخصية والأخوية ، ومثال راقي يحتذى في هذا المجال ، ولا زال يتألق بزخم واضح ولافت.

- ومن الشخصيات الرياضية ، التي تأثرت بها القائد والرمز الرياضي المقدسي / ريمون زبانة ، والقائد المتألق دومًا ميشيل عصفور ، والبطل والمدرب ميشيل كركر ، فقد تأثرت بهم كنماذج قيادية رياضية يجب أن تحتذى.

- ولعل الحدث الأبرز في حياتي الرياضية عندما شاركت لأول مرة ، كعضو وناطق إعلامي في أول مشاركة أولمبية تاريخية رسمية ، كدولة كاملة العضوية في اللجنة الأولمبية الدولية ، وذلك في أولمبياد أتلانتا 1996.

- وبدأت قصة المشاركة منذ بداية السلطة ، وبحضور الرئيس الراحل الرمز ياسر عرفات ، الذي بحكم اقترابي كثيرًا منه حضرت زيارة الماركيز الإسباني / خوان أنطونيو سمارانش ، وبحكم موقعي - متبرعًا ودون وظيفة - حضرت بجانب اللواء الراحل القائد/ الحاج أحمد القدوة ، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضي ، ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية كلّ مفاصل زيارة سمارانش لفلسطين ، وبعدها زيارة رئيس مجلس التضامن الأولمبي ، ويومها وعد سمارانش الرمز الراحل / أبا عمار بمشاركة رسمية لفلسطين في دورة أتلانتا 1996 ، كدولة كاملة العضوية ، واعداً بدعم استعادة عضوية الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، الذي تأسس عام 1928 ، وشُطب من قائمة الفيفا في العام 1950 ، وأعيد قيده في العام 1998 ، ضمن الدول الأعضاء كامل العضوية في الفيفا ، أيام رئاسة اللواء/ أحمد العفيفي لاتحادنا الوطني ، وكان التوقيع في مقر الفيفا بجنيف

- وفعلاً ذهبنا إلى اتلانتا ، وهناك ذُرفت الدموع شلالاً من مقائي وعيون الوفد الأولمبي ، المشارك إبان مراسم رفع علم الدورة ، وإضاءة الشعلة الأولمبية ، ورفع علمنا الفلسطيني خفاقًا بين أعلام الدول الأعضاء في الأولمبية الدولية، ثم طاف العداء الفلسطيني ماجد أبو مراحيل حاملاً العلم الفلسطيني المضمار الخاص بملعب القرية الأولمبية ، وسط تصفيق حاد من كل اللجان المنظمة للبطولة الأكبر ، والوفود والضيوف ، فكانت لحظات لا يمكن نسيانها ، وستظل محفورة في أدمغتنا ما حيينا.

- وأذكر يومها تشكل الوفد الرسمي الأولمبي الفلسطيني كان برئاسة الراحل اللواء /أحمد القدوة ، ونائبه العميد/ أبو حسين شوبكي ، والعميد/ عبد الحميد غانم ، والدكتور الوزير / أنور أبو عيشة ، مسؤول العلاقات العامة والدولية ، فيما تشكل الوفد الأولمبي الرياضي برئاسة القائد الرياضي الأستاذ / معمر بسيسو ، ونائبه اللواء/ محمد البكري ، رئيس اتحاد الكاراتيه الوطني.

- وفي مسيرتي محطة هامة جداً ، حيث أسسنا المقر المركزي المؤقت ، للاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي ، وتم تجهيزه بالكامل في بناية ملعب فلسطين بغزة ، وكان المقر المركزي المؤقت للاتحاد في الوطن ...وكان يقيم فيه الإعلامي الراحل /أكرم فلفل ، نائبي في مجلس إدارة الاتحاد ، والرياضي عبد الله الكرنز ، وأمين الصندوق أيمن بشير ، وكان لنا حساب في البنك العربي ، مسجل باسم الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي ، وفي بداية التأسيس غطيت من جيبي الخاص معظم المصروفات الشهرية .

- وخلال فترة رئاستي للاتحاد أرسلنا وفدًا إعلاميًا رياضيًا إلى ليبيا ، للمشاركة في عمومية الإعلام الرياضي العربي ، وكان برئاسة الإعلامي الراحل/ أكرم فلفل ، فاستقبل الوفد استقبالاً رسمياً ، ثم بدأنا بالعمل نحو المحافل العربية والدولية ، إلى أن قررنا التوقف بسبب الانضواء تحت مظلة نقابة الصحفيين.

- وأعتز كثيراً بتجربتي الثرية والأهم في حياتي ضمن المكتب التنفيذي للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، بين 2012 و 2016 ، مع اللواء/ جبريل الرجوب ، كعضو منتخب في مجلس الإدارة ، فكانت تلك التجربة أغلى التجارب في حياتي الرياضية ، المهنية ، والأهلية ، وأرى أنّ العمل مع اللواء المهندس/ جبريل الرجوب مفيد وممتع ، وذو ثراء من عدة جوانب ، في ملفات عديدة ، وأقولها بصوت جريء : إنّ الرجل يعتبر مهندس ، ومقاول وباني النهضة الرياضية الفلسطينية الثانية ، منذ 2008 ولا زال.

- وأعتقد هنا أنّ رئاسته للمكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم ، واللجنة الأولمبية الفلسطينية ، والمجلس الأعلى للرياضة والشباب ، وجمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية ساهم بشكل جلي وواضح ، في إعادة بناء المنظومة الوطنية الرياضية ، بأذرعها المختلفة ، بأساسات ومداميك قوية ، وفق المعايير ، والمواصفات الوطنية ، العربية ، والآسيوية ، والدولية ، والأولمبية ، من خلال العمل باستراتيجية تخصصية وطنية ، واضحة المعالم والحقبات ، لأنّه - أي اللواء الرجوب - لا يؤمن بسياسة الرجل الواحد ، ويعمل بروح الفريق ، ضمن سقف زمني واضح ، ومن خلال خارطة طريق ، تقود إلى تحقيق الأهداف المرسومة والمرجوة ... ورغم انتهاء عضويتي في المكتب التنفيذي للاتحاد ، والابتعاد عن الرياضة بسبب الانشغال في ملفات خاصة ، إلا أنني لا زلت جندياً متطوعًا في كتيبة المنظومة الرياضية.

مواضيع قد تهمك