ميتسو: اعتنقت الاسلام بسبب زوجتي السنغالية
أكد مدرب منتخب الامارات لكرة القدم الفرنسي برونو ميتسو أنه اختار اعتناق الدين الاسلامي عن قناعة بعدما شعر أن في داخله ميلاً لتعاليم الدين الاسلامي التي تحرض على الفضيلة, وقال ان الله يحبه لأنه اختاره للدخول في الاسلام والتمتع بروحانية الدين الكامل، وأعرب ميتسو في حديث أجراه معه الصحافي ظفرالله المؤذن, عن فخره بقصة الحب التي تربطه بزوجته المسلمة السنغالية, وفجر مفاجأة عندما كشف عن اسمه الجديد "عبد الكريم".
وبقي الجانب الآخر في حياة مدرب منتخب الإمارات، الفرنسي برونو ميتسو غامضاً, لأنه شخص يملك كثيراً من الخصوصية, حتى عندما تردد داخل الوسط الكروي أنه اعتنق الإسلام لم يحرك ساكناً أمام الزخم الإعلامي الذي وجه أضواءه على نبأ إسلامه, حتى اعتقد كثيرون أن النبأ شائعة مثل التي طالت النجم البرازيلي كاكا أو الفرنسي تييري هنري. وفي مايلي نص الحوار الذي أجراه المؤذن مع برونو ميتسو:
* من هو ميتسو؟
ـ شخص عادي, ولدت في 28 يناير 1954 بمدينة دان كير الفرنسية التي شهدت أحداث الحرب العالمية الثانية، والدي من أصل هولندي هاجر إلى فرنسا واستقر بها منذ صغره.
* ماذا عن عائلتك؟
ـ أنا أخ لـ3 أشقاء، أختين وولد, ترتيبي الثاني في العائلة.
* من منهم الأكثر تأثيراً على شخصيتك؟
ـ أبي المحب للعمل في أكثر من مجال، وخوض التجارب الصعبة والشيقة في الوقت نفسه، فوالدي بدأ حياته بالعمل في الميناء، ولكن أفضل ما كان فيه عشقه للرياضة، فقد احترف الملاكمة وكان معروفاً في وقته.
* هل تعتقد أن الحرب العالمية الثانية أثرت في شخصية والدك؟
ـ بلا شك الحرب كان لها تأثير على الجميع، لكن والدي اكتسب خبرات كثيرة من حبه للسفر والهجرة من مكان إلى آخر بسبب ظروف الحرب، وهو ما كان يملي عليه الجديد دائماً في حياته.
* هل أنت على اتصال بعائلتك في فرنسا؟
ـ بكل تأكيد، خاصة والدي، وعندما تسلمت عملي في الإمارات، سافرت إلى فرنسا لأحضره لزيارة هذا البلد ، ووقتها ظنت الصحافة أنني هربت من نادي العين، والحال نفسه بالنسبة لإخواني فأنا دائم الاتصال بهم أيضاً.
* ماذا عن أسرتك؟
ـ أنا متزوج من سنغالية، والحمد لله رزقت بطفلين، الأول عمره 3 سنوات والثاني ولد في رمضان الماضي.
* متى بدأت علاقتك بزوجتك؟
ـ عرفتها منذ أن كنت أشرف على تدريب منتخب السنغال, فنشأت بيننا قصة حب رائعة, ربما أفكر مستقبلاً أن أكتبها كقصة في كتاب.
* هل تخطط لمستقبل أولادك من الآن؟
ـ المستقبل بيد الله، لكن كل ما أسعى إليه هو إسعاد أسرتي.
* هل تتمناهم كرويين؟
ـ أريدهم أن يعملوا في المجال الذي يحبونه، كما كانت سياسة والدي في اختياري للمجال الذي أحبه وأعشقه، لأن ذلك من شأنه الارتفاع بمستوى الشخص في كل جوانب حياته طالما أنه يمتهن الشيء الذي يحبه, خصوصاً إذا كان موهوباً فيه.
* ما هي العوامل التي دفعتك لاعتناق الإسلام؟
- لا أخفيكم سراً, منذ أن عرفت الإسلام أيقنت شيئاً مهماً، هو أن شخصيتي منذ صغري تتفق في أشياء كثيرة مع مبادئ الدين الإسلامي, وفي مقدمتها حب الخير للجميع سواء كنت أعرفهم أم لا، ثانياً معاملة الناس بالحسنى، وأعتقد أنني كنت محظوظاً لاختيار الله لي لدخولي الإسلام، فهذا دليل على حبه لي، خاصة وأن هناك أحاسيس غريبة لا أستطيع تفسيرها على الإطلاق, هي التي دفعتني لدخول هذا الدين، وعزز إيماني وجود الدين في بيتي حيث إن زوجتي مسلمة أيضاً.
* هل كان لزوجتك دور في دخولك الإسلام؟
ـ بكل تأكيد، لكن الفضل الأول والأخير لله سبحانه وتعالى الذي اختارني لأكون مسلماً.
* هل تؤدي المناسك اليومية من صلاة وغيرها؟
ـ حتى الآن لا أعرف، نظراً لأنني لا أجيد اللغة العربية لكنني أؤدي الصلوات بقلبي وأعتقد أن هذا من الإيمان أيضاً وأحرص على فعل الخير دائماً، وهذا هو أساس ديننا.
* هل من الممكن أن تتعلم اللغة العربية؟
- فعلاً أنا بصدد تعلم العربية لأنها لغة القرآن, وهي صعبة إلى حد ما، لكن هناك بعض الكلمات التي عرفتها في الوقت الحالي لأنني أحاول الانتباه لحديث الآخرين باللغة العربية لأتعلم منهم، وزوجتي حريصة على تعلم العربية لكي تؤدي فرائض الدين بشكل سليم.
* ماذا أضاف لك الإسلام في حياتك؟
ـ بكل صراحة، كما قلت لك شخصيتي دائماً كانت تتفق مع الإسلام، لذا وجدت نفسي فيه، ولا يمكنني أن أصف لك ذلك الشعور والإحساس الذي ينتابني عندما أسمع نداء الأذان للصلاة، فهو إحساس بحق لا يمكن وصفه قياساً بالراحة النفسية والسعادة التي تكون بداخلي عندما أسمعه, ويكفيني هذا الشعور الجميل في أعماقي.
* ماذا عن حياتك في الإمارات؟
- رغم أنني كنت سعيداً جداً بالعمل في قطر إلا أنني بلا نفاق سعدت في الإمارات وأتمنى الاستمرار فيها لأطول فترة ممكنة.
* هل تعتقد أن هناك فرقاً في العمل مع الكرة الأوروبية والعربية؟
ـ بلا شك ففي أوروبا الأجواء مليئة بالشحن والضغط العصبي على المستوى المهني وعلى المستوى الفني, فدعنا نكن صريحين مع أنفسنا، الفارق كبير بين الكرة الأوروبية والعربية, لكن هناك خطوات إيجابية تتخذها الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص لرفع مستوى كرتها.
* هل المال هو الذي جاء بك إلى الخليج ؟
- هذا السؤال طرح علي كثيراً، وبالفعل كان بإمكاني أن أدرب في أوروبا بعد كأس العالم, وبالفعل تلقيت بعض العروض, إلا أنني فضلت مغامرة الخليج بحثاً عن الاستقرار.
* تتحدث عن الاستقرار وأنت متهم بعدم البقاء حتى نهاية عقدك؟
- لم أهرب, فدائما كان انفصالي عن النادي بالتراضي.
* لو استدعيت لتدريب منتخب فرنسا في يوم ما هل تقبل؟
- هذا اكبر تحد بالنسبة لي, ولو تتاح الفرصة فقطعاً لن أرفض.
* ماذا كان شعورك وأنت تقود السنغال إلى الفوز على منتخب بلادك فرنسا في افتتاح كأس العالم 2002؟
- شعور ممزوج بالفرح والحزن، فالفوز إنجاز تاريخي لي, والحزن لأنني تسببت في خروج منتخب بلادي مبكراً من المونديال؟
* بعد رحيلك ضعف منتخب السنغال؟
- غياب التخطيط هو السبب, فجميع اللاعبين من هذا الجيل استفادوا من كأس العالم واحترفوا في أوروبا, دون وجود الجيل البديل.
* ما أسعد اللحظات في حياتك؟
ـ عندما قابلت زوجتي، وعندما رزقني الله بولديّ.
* ما هي أصعب اللحظات في حياتك أيضاً؟
ـ لا أحب أن أتذكر اللحظات الصعبة، وأفضّل الاحتفاظ بها لنفسي.