"نجم الوسط" معن القطب لوحة معتقة من هلال القدس
الخليل- كتب فايز نصّار/ انقطعت الأضواء في رُبع ستاد أريحا ذات ليلة سنة 1998، ولمّا عجز الفنيون عن اصلاح الخلل ، قرر الحكم خليل برهم استئناف اللعب، فرفض لاعبو شباب الخليل العودة للمباراة قبل عودة الضوء ، فأَسقط الحكم الكرة للاعب خضر عبيد ، الذي شقّ طريقه نحو المرمى ، وسجل هدفاً غريباً للهلال .
يومها ثُرت على الحكم ، لأنّ الأمر غير قانوني ، على اعتبار أنّ الاسقاط يقتضي وجود متنافسين ، وبالصدفة تلاسنت لفظياً مع هلالي ، عرفت لاحقاً أنّه معن القطب ، الذي جمعتني به بعد ذلك قصص وحكايات.
وبالطريقة نفسها كان التعارف بين القطب، وفارس الرياضة الفلسطينية في النرويج فؤاد تمراز ، حيث تصادق الرجلان بعد اشتباك لفظي ، بما يؤكد قاعدة أنّ أفضل الصداقة قد تأتي بعد الخلاف، ليساهم الرجلان بفعالية في مشاركات كثيرة لأطفال فلسطين في بطولة السلام بالنرويج .
ولم يلعب معن في حياته لغير الهلال، وكان من طلائع نجوم الفريق منذ تأسيسه مطلع السبعينات ، ليترك في سجلات الزعيم العاصمي بصمات مؤثرة ، كلاعب ، ومدرب ، وإداري ساهم في جمع الهلال للمجد من مختلف جوانبه .
ومثل القطب الهلال في كثير من المؤسسات الرياضية ، وكان ضمن وفود الهلاليين في مشاركات الفريق الأزرق الخارجية في الأردن ، وسوريا ، والعراق ، والنرويج ، والولايات المتحدة ، وإسبانيا .. وغيرها من الدول .
واللافت أنّ نجمنا قضى معظم وقته متطوعاً في السرب الهلالي ، بما جعله ينسى نفسه في كثير من الأحايين .. ولمّا جاء الاحتراف واصل القطب إخلاصه للهلال ، وكان أحد أركان الانتصارات المشهودة في بطولة المحترفين ، ضارباً أفضل مثل التضحية بتخليه عن مستحقاته – وما أكثرها – عندما ضاقت سبل الدخل على الزعيم المقدسي .
كثيرة هي القصص المثيرة للجدل، التي كان القطب أحد أبطالها في الملاعب ، واتركه يروي لكم بعضاً منها في هذا اللقاء .
- اسمي معن رشاد فؤاد القطب من مواليد القدس يوم 23/5/1957 .
بدأت لعب الكرة في حارة السعدية ، ثم في مركز عبدالله بن الحسين ، ومدرسة عبدالله بن الحسين ، بإشراف الأستاذ المرحوم نبيل العلمي ، والأستاذ القدير محمد المحضر ، وفي المرحلتين الاعدادية ، والثانوية حصلنا على العديد من البطولات ، وحصلت على درع التفوق الرياضي ، وعلى لقب أحسن لاعب في المدرسة الثانوية ، وأذكر أنّني في احتفال عيد العمال يوم 1/5/1978 تقمصت دور مدير للمدرسة ، وتقمص الطلاب دور الأساتذة ، فكان يوماً مميزاً بإشراف الأستاذ المرحوم صالح صبحي "ابو زيدان" .
وقد تشرفت بالتدريب مع الأخوة مهدي حجازي ، والمرحوم ماجد ابو خالد ، ولكن لا بدّ هنا من التذكير بدور المدرب الكبير ، الأستاذ عبدالله الخطيب ، الذي كان له أكبر الفضل في بروزي كلاعب ، حيث شاركت في كلّ المراكز ، حتى أستقر بيّ الوضع في خط الوسط .
أفتخر بكوني لم ألعب في حياتي إلا لنادي هلال القدس ، الذي أعتبره بيتي الكبير ، وفي جنباته لعبت الكرة ، وشاركت في عدة مهام قيادية ، أبرزها كإداري متطوع .
وقد لعبت للهلال حتى سنة 1980 ، حيث غادرت إلى امريكا من أجل لقمة العيش ، ولمّاعدت من امريكا سنة 1981 عملت في كثير من الأنشطة في النادي ، منها إقامة أسبوع الهلال الثقافي ، وإعداد برنامج المجلة المسموعة شهريا ، وبعد 1990 كنت أقوم بمهمة مدرب الهلال عندما لا يوجد مدرب ، وذلك بحكم علاقتي الجيدة مع كافة اللاعبين .
وفي تلك الفترة تم تشكيل فريق لتنس الطاولة، الذي تكون من اللاعبين فؤاد ، وجمال ، ونعيم المغربي، وعادل الدويك، وماهر الخرس، وجواد أبو زينة ، ومعروف روبين، وكنت أشرف على هذا الفريق، الذي حاز على العديد من البطولات، وتمّ وقتها تنظيم أول دوري زوجي على مستوى الضفة الغربية نظم في النادي .
سنة 1985 غادرت مرة اخرى إلى امريكا وعدت سنة 1986 ، حيث وجدت الكثير من المشاكل بين اللاعبين والإدارة ، وبحمد لله حلّت تلك المشاكل، وعاد الفريق لممارسة النشاط ، وبعد طلب من الأصدقاء دخلت إدارة النادي، حتى اندلعت الانتفاضة الأولى، حيثأصبحنا نعمل في المجال الاجتماعي ، وتوزيع المواد التموينية الى المحتاجين، وأقمنا سوقاً استهلاكياً .
وفي تلك الفترة جرت لقاءات مع السيدة ماريا دوساتي ، من الفيدرالية الايطالية ، وتمت دعوة النادي لإنجاز توأمه مع نادي سان ليوناردو ، وفعلا تم ذلك ، ولكن لم يكتب النجاح لتوأمه ، ليتم بعدها المشاركة في استقبال قدامى فرنسا بقيادة ميشيل بلاتيني ، ولاعب التنس الأرضي يونيك نو ، وعدد من قدامى المنتخب الفرنسي .
وأذكر أنّه تم في تلك الفترة إحياء النشاط الرياضي ، بتنظيم دورة للأحياء الشعبية على ملعب المطران ، ثم دورة سداسية بمشاركة أندية هلال القدس ، وسلوان ، والبيرة ، والعربي ، واسلامي بيت لحم ، والقدس الرياضي ، وتم تكريم الفرق من سكرتير الرابطة ، المرحوم الأستاذ ماجد اسعد ، وأعضاء الرابطة.
وخلال مسيرتي الرياضية عملت عضوا في اللجنة اللوائية لمنطقة القدس ، حيث اجتهدنا في المحافظة على أرض برج اللقلق ، وتمّ تنظيم دوري كرة يد على أرض البرج ، بمشاركة العديد من الأندية ، وبإشراف الرابطة ، ليتمّ بعدها ترتيب أوضاع الفرق الرياضية في النادي.
تشرفت خلال مسيرتي بالسفر مع الهلال إلى الأردن ، وسوريا ، حيث كنت أحد افراد الجهاز الفني ، مع الاخوة المرحوم ماجد أبو خالد ، وإبراهيم نجم ، وكنت حاضراً في رحلة الفريق إلى بغداد ، بدعوة من نادي حيفا الفلسطيني هناك ، حيث تعرفنا على الاخوة قصي ومحمود الماضي ، وأحمد الحسن ، وسعد توفيق .
وبعدها بسنة استضيف فريق الناشئين هناك ، حتى استلم المهمة مدرب الفئات العمرية مروان العطاري ، وكان لدينا أفضل الفرق على مستوى الضفة الغربية ، ولم يتقاضى أي مبلغ مقابل التدريب ، وحصل على معظم بطولات القدس في ذلك الوقت ، وعلى بطولة المحافظات ، وبفضل الله شارك عدد من اللاعبين من هذه الفئات مع الفريق الأول ، وكانوا نجوماً ، ومن أبرزهم وسيم الرشق ، ووسيم أبو صبيح ،