هذا هو المستوى الحقيقي للكرة الفلسطينية .. والمطلوب تقييم أعمق للمسابقات المحلية!
كتب محمد عراقي- طولكرم
أنهى شباب الخليل وهلال القدس مشاركتهما في بطولة
كأس الاتحاد الآسيوي، فخرجا من الدور الأول بسجل مخيب للآمال فنياً، حيث تعرض
الشباب لثلاث هزائم مريرة، فيما أنهى الهلال مشاركته بتعادلين وخسارة وحيدة.
أمر طبيعي أن يسود الإحباط جماهير الكرة
المحلية بشكل عام وجماهير الشباب والهلال بشكل خاص، جراء هذه النتائج الهزيلة، لكن
بنظرة واقعية نقول إن هذا هو المستوى الحقيقي للكرة المحلية، فيجب عدم جلد الذات،
فنحن لم نصل لمستوى دول الجوار المحيطة بنا والتي واجهناها رغم أن مستواها قريب
منا بشكل كبير.
غياب الاستعداد
والتعزيز
سؤال كبير يطرح
نفسه: هل استعد ممثلا الوطن هلال القدس وشباب الخليل بشكل جيد للمشاركة الآسيوية؟
وهل عززا صفوفهما بشكل كاف ومطلوب؟
الإجابة هي أن
الاستعداد كان عادياً وغير كاف، لأن المعسكرات التدريبية الداخلية غير كافية، فكان
النموذجي أن نخوض عدة لقاءات مع أندية شقيقة قريبة من مستوى الفرق المنافسة لنا
والمشاركة، لكن لا يجب إلقاء اللوم على الشباب والهلال، فهما فعلا كل ما يقدران
عليه من ناحية إدارية ومالية وهذا يحسب لهما، لا عليهما.
فيما يتعلق بالتعزيز من المؤكد أن تشكيلة
الشباب والهلال جيدة ومناسبة لهما في البطولات المحلية، وليس على المستوى الآسيوي،
ولكن لم يكن بالإمكان افضل مما كان، فهذا كان المتاح رغم محاولتهما إضافة لاعبين
جدد في مراكز معينة بهدف تقوية الصفوف والدخول بشكل افضل واجهز.
دكة البدلاء
لا شك أن دكة
البدلاء أمر مهم جدا يرتبط بمدى جودة التشكيلة الموجودة وفي حالتي الشباب والهلال،
كان هناك فارق بين الأساسيين والبدلاء، وكان المدربان عمار سلمان وسعيد أبو الطاهر
مترددين في استخدام لاعبين من الدكة، وهذا دل على حجم المعاناة الفنية الموجود.
الحرارة العالية
إذا ربطنا النقطة
السابقة بإقامة المباريات في الكويت والبحرين بدرجات حرارة ورطوبة عالية جداً، ما
اثر سلبا على مردود لاعبينا البدني، ناهيك أن لاعبنا المحلي الفلسطيني لا يجيد
اللعب تحت ضغوط فنية وبدنية كل ثلاثة أيام، وهذه نقطة رئيسة، ومع ضعف الدكة، كان
التأثير السلبي واضحاً خاصة في الأشواط الثانية ومع توالي المباريات.
الإنذارات والنقص
العددي
حذرنا سابقا من أن
ما يحصل في الدوري المحلي من اعتراضات على التحكيم سندفع ثمنه، وهذا ما حصل في أول
مباراة للشباب والهلال حيث لعبا في ظل نقص عددي بحالتي طرد لترابين وموسى سليم،
جراء التهور في التدخلات رغم التحفظات على مستوى الحكام، إضافة لنيل لاعبين آخرين
لإنذارات مجانية بسبب الاحتجاج على التحكيم وهو أمر لا بد أن نعالجه فوراً.
العميد .. خيبة أمل
ثلاث هزائم مريرة
تعرض لها شباب الخليل أمام ظفار العماني (0/3)، والعربي الكويتي بهدف والرفاع
البحريني (1/3)، فخيب آمال جماهيره الكبيرة حيث لم يظهر نجوم الشباب بالمستوى
المأمول رغم المحاولات والاجتهاد، ويمكن القول إن مباراة ظفار كانت الأسوأ جماعياً
ودفاعياً، فيما حسن الشباب من وضعه أمام العربي وعاد واخفق أمام الرفاع رغم النشاط
الهجومي في الشوط الثاني، وإضاعة ركلة جزاء بغرابة من قبل تامر صيام مع تسليمنا أن
مجموعة الشباب قوية بوجود فرق قوية متمرسة آسيوياً.
الهلال .. هل كان
بالإمكان افضل مما كان؟
هلال القدس بدأ
بتعادل سلبي جيد أمام تشرين السوري، رغم النقص العددي، وكان قريبا من الفوز، لكن
الهلال تعثر بشكل مفاجئ في المباراة الثانية أمام النجمة اللبناني بهدفين نظيفين
جراء الإرهاق البدني والهشاشة الدفاعية في الشوط الثاني، وفي المباراة الثالثة
جعلنا الهلال نتفاءل بإمكانية تحقيق ما بدا شبه مستحيل بالفوز بثلاثية نظيفة
والتأهل كمتصدر للمجموعة، حيث تقدم بهدفي حمادة مراعبة في الشوط الأول، لكن الوضع
تغير في الشوط الثاني وارتكب لاعبو الهلال أخطاء دفاعية فادحة دفع ثمنها استقبال
هدفين بعد أن كان المطلوب بدء الشوط الثاني بشكل متزن والاستمرار في التقدم وعدم
المجازفة وفتح الخطوط وارتكاب أي أخطاء فادحة وهو الأمر الذي حصل.
الخلاصة
يجب ألا نجلد الذات
حيث اجتهد ممثلا الوطن "الهلال والشباب" وهما من خيرة أندية الوطن، وفي
النهاية هذا هو مستوانا الحقيقي ولن يتغير الوضع للأفضل دون تحسينات جوهرية على
نظام الاحتراف والعمل على تقوية الأندية إدارياً ومالياً، وهي الأساس ومصنع إنتاج
المواهب للمنتخبات الوطنية وضرورة تطوير البطولات المحلية الكروية سواء للمحترفين
أو للفئات العمرية وضخ أموال ومكافآت من خلال رعاة وهذه مسؤولية الجهات المسؤولة
عن الكرة الفلسطينية.