شريط الأخبار

"في المرمى".... همّة الإعلام الرياضيّ

في المرمى.... همّة الإعلام الرياضيّ
بال سبورت :  

كتب فايز نصّار- القدس الرياضي


تفتخر بلادي بمئات الإعلاميين الرياضيين، الذين تركوا بصمات مؤثرة في سجلات الإعلام الرياضيّ العربيّ، ومن الواعدين الذين يتلمسون سبل النجاح، مشكلين توليفة أثرت الساحة الإعلاميّة الرياضيّة، وساهمت في النهوض الرياضيّ الفلسطينيّ في مختلف المجالات.

   ومع اندلاع العدوان الآثم على شعبنا قبل سنة ونصف، كان مفهوماً توقف كثير من فرسان القلم الرياضيّ عن الكتابة، لأنّ استحقاق الوقوف مع ضحايا العدوان، وفضح مرتكبي جرائم الإبادة، يتقدم على غيره من الاستحقاقات النضاليّة، ولأنّه من غير المقبول أن يعيش الإعلاميون في أبراج عاجيّة بمعزل شعبهم المظلوم.

   كان مفهوما أن يبتعد معظم الإعلاميين الرياضيين عن الاضطلاع بواجبهم ضمن المشروع الرياضيّ الفلسطينيّ، الذي لا يختلف اثنان على كونه مدماكاً مهماً في مشروعنا الوطني، ولم يكن من الحكمة أن يخرج الإعلاميون عن متطلبات الحالة الرياضيّة، التي تجمّدت كلّ أنشطتها منذ السابع من تشرين أول 2023. 

  ولكن بعد أن طال أمد الحرب، وتوغل العدوان، الذي لا يعلم إلا الله موعد نهايته، آن لرجال السلطة الرياضيّة الرابعة أن يهبوا جميعاً، للمشاركة في حملة مدروسة لعودة النشاط الرياضيّ، بما يخدم التضامن مع ضحايا الإبادة، ويساهم في فضح العدوان السافر، ويدعم جهود المحافظة على الحالة الرياضيّة، التي تشكل خطّ الدفاع الأول عن ثوابتنا الوطنيّة.      

   قد يختلف بعض الزملاء مع هذا التوجه، وسيسأل الكثيرون عن فعل الإعلام الرياضيّ، إذا كانت الأنشطة الرياضيّة متوقفة، والجواب: أنّ معظم المسابقات الداخليّة متوقفة، ولكنّ أغلب المشاركات الخارجيّة متواصلة، بما يمنح هامشاً لمتابعة هذه المشاركات، وتجيير محيطها لحشد المواقف المؤيدة لشعبنا، ورفع الصوت المطالب بوقف العدوان، وتجريم مرتكبيه في الميادين الرياضيّة.  

   في الساحة ما يقترب من ثلاثمئة إعلاميي رياضيّ ينشطون في مجالات الإعلام المرئي، والمسموع، والمقروء، وعبر منصات الانترنت، ولو تحرك ثلثا هؤلاء، لاستعدنا الصورة المشرقة للإعلام الرياضيّ، الذي يغرد ضمن المنظومة الرياضيّة الوطنيّة، ويتقدم صفوف الدفاع عن قضايا الشباب الفلسطينيّ. 

   لو كتب الواحد من هؤلاء صفحة كلّ أسبوع عن تراثنا الرياضيّ المجيد، لأصبح بين أيدينا 400 صفحة أسبوعياً، أي ما يصل إلى 1600 صفحة شهرياً، بما قد يشكل الجزء الأول من موسوعة الأمجاد الرياضيّة، التي يستهدفها المحتلون.

   ولو أن كلّ واحد من هؤلاء كتب صفحة واحدة عن تصوره لمستقبل الرياضة الفلسطينية، لأصبح بين أيدينا كلّ شهر كتاب حول التخطيط المهنيّ في مختلف الرياضات. 

   لن نعدم الوسيلة، ويستطيع إعلاميّونا نفض غبار الأيام الثقيلة، بمزيد من الفعل الإعلاميّ الرياضيّ، الذي يساهم في الحفاظ على كينونة الرياضة الفلسطينيّة الماجدة.

مواضيع قد تهمك