رؤساء الاتحادات المشاركة في الأسياد: لا تنتظروا منا الذهب والفضة والبرونز
القدس- وكالة بال سبورت/ ايام قليلة تفصلنا عن انطلاق فعاليات دورة الألعاب الأسيوية ( الأسياد ) التي تنظمها قطر وتستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، حيث ستنطلق هذه الدورة مطلع كانون اول، وتشارك فيها فلسطين ببعثة من 130 شخصا ما بين لاعب وأداري وحكم يمثلون احدى عشرة اتحادا مركزيا، اول المغادرين الأراضي الفلسطينية كان اتحاد السلة الذي ذهب للمشاركة في بطولة الملك عبد الله في الاردن وهو في طريقه الى قطر، منتخب السلة كان متكاملا من حيث العدد وشارك به ثلاثة لاعبين فلسطينيين مقيمين في سوريا، على ضوء النتائج غير المرضية لمنتخبنا الوطني لكرة السلة والتي خاضها مؤخرا ضد منتخب الأردن وكوسوفو والتي جاءت استعدادا لمنتخبنا الوطني السلوي لتمثيل فلسطين في منافسات الدورة الأسيوية (اسياد 2006) ، على ضوء هذه النتائج وقبل مغادرة البعثة الفلسطينية استطلعت وكالة وشبكة بال سبورت اراء بعض رؤساء وامناء سر الاتحادات المشاركة، للوقوف على مشاركتهم وما يتوقعون منها، حيث اجمع معظم المستطلع رأيهم عن تشاؤمهم المسبق لأسباب عديدة منها عدم التواصل، عدم القامة معسكرات وقبل ذلك عدم وجود ميزانيات لدى الاتحادات منذ سنوات، فيما انتقد رؤساء الاتحادات المبلغ المتواضع ( المكرمة) المقدمة من رئيس الوزراء وزير الشباب والرياضة اسماعيل هنية لأعضاء البعثة والبالغة 100 دولار لكل شخص، مؤكدين ان هذا المبلغ بالكاد يصلهم الى عمان، وان مجموع المكرمة الكلي وهو 13000 دولار امريكي اقل من ميزانية احد الاندية فهل يكفي هذا المبلغ لمدة اسبوعين، وفيما يلي الأراء :
هاغوب بانيان- امين سر الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة
بسبب الظروف الحالية من الاغلاقات التي تشهدها المدن الفلسطينية فانه من الصعوبة بمكان تجميع منتخب كرة السلة بلاعبيه من الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، والمشاركة الحالية للفريق الذي يضم لاعبين من الضفة وغزة ولاعبين فلسطينيي الاصل يقيمون في سوريا ضمن بطولة الملك عبد الله السلوية في الاردن هي بمثابة تحضير للاسياد، ولكن انا شخصيا فوجئت بالمستوى الذي أداه اللاعبين ولم اكن ابدا اتوقع الفوز على منتخبات مثل الاردن وكوسوفو وغيرها ولكن كنت اتوقع الخسارة بفارق معقول، وحتى ولو كانت البطولة الحالية التي نشارك بها هي تحضير للاسياد فانه لا يبرر المستوى السيء الذي ظهر به اللاعبون، واعتقد اننا يجب ان نعيد النظر في استراتيجية اختيار المنتخبات في المرحلة المقبلة، فالواضح ان تجميع منتخب من عدة مناطق بدون تدريبات كافية بين اعضاء الفريق هو اسلوب غير مجدي ومن الافضل وبسبب عدم امكانية تجميع المنتخبات في مكان واحد للاستعداد الجيد، ان يتم اختيار لاعبين للمنتخب من اندية قريبة جغرافيا على ان تكون اندية قوية وتضم كفاءات جيدة لأن أداؤها سيكون أفضل،.
على كل الاحوال ارجو ان تكون مشاركتنا في بطولة الملك عبد الله ورغم قساوة وسوء النتائج بها ان تكون تحضيرا جيدا لمباريات المنتخب السلوي في الاسياد .
بدر مكي- امين سر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم
ان مشاركة فلسطين في اسياد قطر تأتي في اطار التواجد في مثل هكذا محفل بعيدا عن النتائج، حيث ان الظروف المعاشة التي اثرت على استعداد المنتخبات اضافة لقلة موارد الدعم تجعلنا على يقين بان مردود النتائج سيكون متواضعا.
ومع ذلك كان لا بد لنا من الحضور نظرا لأن دورة الأسياد تضم نخبة الأبطال والتنافس معها يصب في صالح اكتساب الخبرة المفقودة حتى على الصعيد المحلي نظرا لعدم اقامة البطولات بشكل منتظم.
كان يجب الأعداد والأستعداد لهذا المحفل منذ فترة طويلة اسوة بالدول الأخرى التي اقامت معسكرات الأعداد لمنتخاباتها، ولكن في فلسطين يختلف الامر اختلافا كليا وهذا يتطلب توحيد الجهود وحشد الطاقات للعمل من اجل فلسطين ولا شيئ غير ذلك.
سيكون وفدنا في قطر ولكن الفلسطينيين سيكونون في بلدهم وبين جماهيرهم ولكن المهم تحقيق انجاز ربما يكون فاتحة خير على حركتنا الرياضية.
عمر غرابلي- رئيس الاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال
لا تنتظروا منا الذهب أو الفضة أو البرونز فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم فنحن في النهاية شعب ذو أرادة قوية وعزيمة فولاذية ولن تكسر شوكتنا ولن نهون وأملنا الوحيد أن يلقى جيلنا القادم ظروف أفضل وفرص أكبر لتحقيق ذاته وإيصال رسالته بالشكل المطلوب، فالجميع من الرياضيين يعرف جيدا انه لا يوجد في جميع اندية الضفة الغربية ( طبلية عرض ) قانونية للعبة رفع الأثقال او ميزان الكتروني او كمبيوتر مجهز خاص للعبة، وجميع اللاعبين المنضمين لمنتخب رفع الأثقال اما طلاب او عمال لا يملكون المال للصرف على انفسهم لهذه الرياضة المكلفة، وبطبيعة الحال نحن لن نتسلم اية ميزانية تذكر منذ سنوات، اما العامل الأخر فهو عدم التواصل بين المحافظات الفلسطينية لأقامة معسكرات تدريبية او تأهيل مدربين وحكام ، اما فيما يخص مشتركتنا في الأسياد فهي ستقتصر على لاعبين اثنين بعد تعرض الرباع حسام حمادة للأصابة، وهذان اللاعبين يقوم ناديهما بالأعتناء بهما وتوفير احتياجاتهم، فكيف لنا ان نحصل نتائج ولا يوجد لنا معسكر تدريبي او مدرب منتخب متفرغ لذلك، او ميزانية ثابتة للأتحاد لتطوير اللعبة واللاعبين والمدربين ، ونشر اللعبة في كافة محافظات الوطن، نحن ذاهبون للمشاركة ونأمل ان نحرز اية نتائج بسبب الأرادة التي نملكها ليس اكثر.
هاني الحلبي- رئيس الاتحاد الفلسطيني للجودو
هناك اندية صغيرة تمارس لعبة الجودو تملك ميزانيات ومقومات مادية اضعاف ما يملكه الاتحاد، فلا يخفى على احد ان الاتحاد لم يدفع اجرة مقره منذ سنتان، ولا يملك المال لأقامة معسكرات تدريبية او تجميع المنتخب في معسكر واحد، وعليه ارجو ان لا يحملنا احد ما هو فوق طاقتنا.
نحن نحاول بذل جهدنا لرفع العلم الفلسطيني خفاقا في جميع المحافل الخارجية، لكن لاعبينا لم يشاركوا في معسكرات تدريبية تسبق اي مشاركة بأشهر طويلة كما تفعل الدول العربية الشقيقة والقريبة علينا ومنها البعيدة وهي أفقر منا ماديا، هذه البطولة المنوي المشاركة فيها هي اصعب وأقوى من بطولة العالم لأنها لقارة اسيا، وكبار ابطال الجودو العالميين هم من نفس القارة.
وقبل السفر نحن نعد ببذل الجهود رغم شح الأمكانات وقلتها لعل ان يكون الحظ حليفنا، مع وجود الأصرار والعزيمة لأنجاز شيئ يذكر، وأذا لم نوفق ارجو من من يريد محاسبتنا ذكر ما قدمه لنا لنستطيع الفوز.
فؤاد العبيدي- امين سر الاتحاد الفلسطيني للتايكواندو
لم يخفي العبيدي تخوفه من هذه المشاركة تحديدا، فكما يقول العبيدي ان هذه المشاركة هي الأسوأ لأتحاده من حيث الاستعداد عن سابقاتها، لأسباب عديدة، اولها ان هذه الدورة هي مخصصة لقارة اسيا حيث سيواجه ابطالنا الخمسة المشاركين في هذه الدورة ابطال وملوك العالم في هذه اللعبة الكورية الأصل.
ويضيف العبيدي انه لم يكن هناك تواصل مطلقا فيما بين المدرب واللاعبين والأداري بشكل منتظم بسبب الحواجز والأغلاقات المفروضة على محافظات الوطن خاصة محافظة نابلس، كما ان اللاعب الذي نعقد عليه الآمال وهو مفرغ على احد الأجهزة الامنية، يمنعه جهازه من التفرغ للتدريب او المشاركة في معسكر تدريبي، وأضف الى ذلك انه لم يقم لنا معسكر تدريبي طويل الآمد او قصير الآمد للمشاركة في بطولة كبيرة وصعبة مثل هذه المشاركة.
وأختتم العبيدي حديثه مع بعض التفاؤل بأن يحرز البطل الفلسطيني بشار فوزي احدى الميداليات الملونة تكون فرحة لفلسطين.
ابراهيم الطويل – رئيس الاتحاد الفلسطيني للسباحة
ولكي لا يتفاجىء الجمهور الرياضي الفلسطيني المتشوق لأنطلاق فعاليات هذه الدورة بالعناوين التي قد يكون أخواننا في الأعلام الرياضي قد خططوها مسبقا والتي سئموا من قراءتها وحفظوها عن ظاهر قلب وهي كثيرة ومنها " خسارة منتخبنا الوطني في أول لقاء له أمام ..." أو "غرق السباحة الفلسطينية في منافسات اسياد 2006" أو " بسبب الاصابة لم يستطع الرباع ... من خوض المنافسة " أو " بفارغ الصبر أنتظر حكام البطولة العداء الفلسطيني لأكمال مسافة السباق " وغيرها من العناوين التي باتت ترافق معظم مشاركتنا الخارجية .
ويقول الطويل الذي شارك سباحو اتحاده في فعاليات اولمبياد سيدني 2000 وفعاليات اولمبياد أثينا 2004، هذا الملف الحيوي والذي يأتي تحديدا قبل أنطلاق فعاليات المشاركة بايام، جوابي عليه هو بأن مشاركتنا ستكون متواضعة جدا وبعيدة كل البعد عن الارقام العربية وليس الآسيوية ولا تستغرب بأن تكون أسوء من المشاركات السابقة بكثير .
عدم التفائل والأحباط :
ويضيف كيف تريد مني أن أكون متفائل ونحن لم نعد ونوفر أبسط ما يمكن توفيره لسباحينا المشاركين هناك فنحن نسير في سراب ولا نجد له مخرجا وكيف لا نكون محبطين واتحادنا غارق في الديون حتى أخمص قدمه فبريق الامل الذي كنا نصبوا له قد خف وأصبحنا أشباه اتحادات لا نملك حول ولا قوة وما أصعب أن يشعر حامل الراية بضعفه أمام جنده ، كيف تريد منا أن نواجه ابطال قد تم توفير كل شىء لهم فنحن نتدرب في حمام سباحة مساحته 25م والمنافسات في حمام سباحة 50م وهذا يربك السباحين ويجعلهم يرون مساق السباحة 50م كبحر بالنسبة لهم . وقد يكون هذا اقل الاسباب للفشل فهناك تدريبات اللياقة البدنية التي تحتاج لأجهزة خاصة نفتقدها وهناك التدريب على ساعات الكترونية وهناك جلسات العلاج الطبيعي اليومية وهناك خبير التغذية الخاص وهناك المعالج النفسي الخاص وهناك المدرب المتفرغ للتدريب وهناك السباحين المتفرغين للتدريب ومدربين متفرغين للتدريب فمعظم سباحينا أما عمال أو طلاب وعمال بنفس الوقت يركضون معظم النهار طلبا للقمة العيش، المنافسون يتدربون يوميا صباحا ومساءا ونحن نتدرب ثلاثة ايام بالاسبوع وبشق الانفس وعلى حساب المدينة الأولمبية في قلنديا، فكيف تريد مني التفائل !!!!.
من يتحمل مسؤولية هذا التراجع :
يقول الطويل: بنظري أن أول من يتحمل هذه المسؤولية هي السلطة الوطنية الفلسطينية ودعنا لا نحمل الحكومة الحالية كافة المسؤولية فنحن لسنا مغيبون عن الواقع السياسي والضغوطات التي واجهتها ودعنا لا نحمل وزارة الشباب والرياضة أو اللجنة الأولمبية الفلسطينية أو الاتحادات الرياضية المسؤولية فكافة هذه الأجسام في النهاية مرتبطة بالموازنات التي تقررها الحكومة فالمشكلة تكمن في الحكومات التي مرت علينا منذ قدوم السلطة والتي لم تعر الشباب والرياضة أي أهتمام فلم تعمل على تأسيس البنية التحتية الرياضية من منشآت وملاعب وحمامات سباحة لتستعملها الاتحادات ولم تقم بتخصيص موازنات للوزارة للقيام بذلك ولم تدفع شىء للجنة الأولمبية لتقوم بواجبها تجاه الاتحادات ولم تخصص ميزانية سنوية لكل اتحاد للقيام بواجباته مثلما يتبع في معظم دول العالم، وبالمقابل تم فتح المجال أمام الواسطات فالاتحاد أو النادي أو الرياضي الذي له علاقات مع مكتب الرئيس او مع اي مسؤول يحصل على المساعدة المطلوبة والضعيف يبقى بلا حول أو قوة واستمر هذا الامر حتى رحيل القائد أبو عمار، ومنذ ذلك الحين أغلق الباب أمام القوي والضعيف ولكن بالمقابل لم يتم فتح ابواب اخرى للمساعدة وهنا خف نور وبريق الامل للجميع .
ما دور الجهات الداعمة:
ويضيف الطويل لقد قام اتحادنا مطلع هذا العام والعام الماضي بأرسال ما يزيد عن 300 رسالة للجهات والمؤسسات الداعمة والتي تعمل في فلسطين وخارج فلسطين تحت أسم مساعدة الشعب الفلسطيني لموازاته بالشعوب الاخرى وتخفيف الألام وسياسة التجهيل التي عاناها نتيجة سنوات الاحتلال الطويلة، ومع أسفنا الشديد فكان ردود 80 % من هذه المنظمات بأننا نعمل بموضوع الديموقراطية و 20 % يعملون بالغذاء والدواء والبنية الاساسية والبعض الاخر لم يحدد سياسة عمله واكتفى بالاعتذار.
الختام
وأخيرا نحن في شبكة ووكالة بال سبورت لم نرد رسم صورة سوداوية عن مشاركاتنا في دورة الألعاب الأسيوية في قطر او استباق الأحداث والنتائج، لكن حاولنا نقل ما يجول في صدور رؤساء الاتحادات وأمناء السر بأمانة ولكي لا يفاجئ الشارع الرياضي الفلسطيني بالنتائج ان جاءت مخيبة للأمال لا سمح الله، او يبدء الأعلاميون بشحذ سيوفهم علينا ( كما أدلى احد المستطلع رأيهم هنا) ، لكن هناك اجماع على ان عدم تجميع المنتخبات وعدم اقامة معسكرات تدريبية لفترات طويلة وعدم وجود ميزانيات في ايدي الاتحادات الرياضية وتوقف دوري القدم والسلة في فلسطين، ووجود اندية اغنى من الاتحادات هو من الأسباب الرئيسة لأحباط وتشاؤوم من ادلوا بأرائهم هنا، ونتمنى لجميع منتخباتنا الفلسطينية المشاركة في هذا المحفل الهام النجاح ورفع العلم الفلسطيني وسماع النشيد الوطني على منصات التتويج.