كتب محمود السقا- رام الله

يُلملم العام 2021 أوراقه كي يصبح جزءاً من ذاكرة التاريخ، بحلوه ومرّه، وهكذا هي عجلة الأيام تدور وتمضي على نحو سريع وحثيث، لتعزز في الأذهان أن لكل بداية نهاية، وهي سنّة الحياة، ولا مُبدل لسنّة الله، سبحانه وتعالى.

  في مسيرة الحركة الرياضية الفلسطينية، بكل تفرعاتها وأطيافها، كانت هناك نقاط إيجابية وأخرى سلبية، وتم التعبير عن الشق الثاني بتواضع نتائج المنتخبات الوطنية الكروية، وحتى كرة السلة، التي سبق وان تبوأت المركز العاشر، آسيوياً، فقد شهدت تراجعاً وانحداراً ولم تقو على التأهل لنهائيات أمم آسيا، رغم أنها حظيت بفرصتين لبلوغ النهائيات، لكنها بددتها لأسباب كثيرة سوف نأتي عليها في قادم الوقفات، إن شاء الله.

  إيجابياً، فإن نجم العام 2021 بلا منازع كان علم فلسطين المفدى، من خلال احتلاله واجهة المشاهد الحيّة والنابضة، فكان حضوره مكثفاً في بطولة كأس العرب، التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة على مدار تسعة عشر يوماً، حفلت بكل ألوان الإثارة والمتعة والندية، أكدت ان العرب قادرون على التحليق، بسمو وشموخ، في فضاءات الابداع والنجاح والمجد الرحبة، خصوصاً اذا خَلصت النوايا، وتوفرت العزائم والارادات، وتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بعيداً عن لغة الإقصاء العبثية، وحتى على الصعيد الفني، فإن مستوى بعض اللقاءات الرفيع يضاهي المستويات الرفيعة في اوروبا.

  مشاهد رفع علم فلسطين والطواف به، كانت حاضرة، بفضل لاعبين رضعوا من أثداء أمهاتهم الماجدات حب فلسطين وعشقها.

  علم فلسطين استحق ان يكون نجم العام المتوهج بحضوره الدائم، في تأكيد راسخ وثابت ان فلسطين وقضاياها سوف تظل تُشكل الشغل الشاغل لأبناء الوطن العربي، وان ألاعيب دولة الاحتلال وخطواتها الهلامية لن تغير من منسوب العشق الأزلي الساكن في قلوب ومهج الشعوب العربية العظيمة.