"الجرافة" محمد خليل كوجاك تركت الملاعب مبكراً بسبب العمل
الخليل- كتب فايز نصّار/ كان شيخ الرياضيين الفلسطينيين الحاج أحمد الناجي يجمعنا قبل الدوام بساعة في المدرسة الابراهيمية ، ويخضعنا لتدريبات شاقة ، أبرزها الجري في منطقة واد القاضي في الضاحة الجنوبية لخليل الرحمن .
وساهمت جهودُ الحاج أحمد الناجي في بروز كثير من النجوم ، الذي ظهروا لاحقاً في ناديي الأهلي والشباب ، ومنهم نعمان القصراوي ، ومحمد جودة ، وعبد العزيز شبانة ، وخليل رمضان ، وعبد الرؤوف أبو اسنينة ، ومنهم أيضاً نجم الهجوم والدفاع محمد خليل كوجاك ، الذي أثار الجدل في الملاعب ومحيطها .
وبدا أبو خليل قصته الكروية من أزقة حارة الشيخ بالخليل ، ليظهر كنجم لا يشق له غبار مع أندية النقابات العمالية ، والشباب ، والأهلي ، حيث ترك بصمة كروية مؤثرة رغم أعتزاله معشوقته الكرة مبكراً ، على خلفية البحث عن لقمة العيش .
وبرز نجمنا الشقي بين عتاولة الجيل الذهبي لشباب الخليل ، وفي مقدمتهم الأخوين صلاح ، والمرحوم زكش ، وأبناء كستيرو ، وأبناء حسونة ، وأبناء ناصر الدين ، ونجح في فرض نفسه ، ونال محبة جمهور العميد .
وكان المدرب المعروف علي عثمان من أبرز المعجبين بالنجم كوجاك ، ورُوي عنه إشادته بضيفنا ، وتأكيده انّه معجب به مدافع متالق يستطيع اللعب في مستويات متقدمة .
وكنت عرفت الكوجاك في المدرسة الابراهيمة منذ 45 سنة ، وأعجبت عن قرب بقدراته ، وصفقت له عندما قاد دفاع العميد الخليل ، وها أنا أفتح معه دفتر أيامه في الملاعب ، ليروي لكم أبرز محطات بروزه من خلال هذا اللقاء .
-اسمي محمد خليل سلمان عبد العزيز " أبو خليل " من مواليد الخليل يوم 10/2/1957 ، ولقبي كوجاك .
- لعبت الكرة منذ صغري في حارة الشيخ بالخليل، واكتشفت قدراتي الرياضية في مدرسة الوكالة الاعدادية من قبل الأستاذين عبد الرؤوف القيسي ، وعيد شاهين ، حيث تمّ اختياري لفريق المدرسة إلى جاب عدد من النجوم من أمثال عادل قنديل ، ومحمود العناتي ، ولمّا انتقلت إلى المدرسة الابراهيمية الثانوية وجدت الرعاية من الاستاذ أحمد الناجي ، الذي ضمني لفرق المدرسة في رياضات كرة القدم ، وكرة السلة ، وكرة اليد ، والكرة الطائرة ، وأذكر من النجوم الذين برزوا معي في فريق المدرسة محمد جودة ، ونعمان القصراوي ، وخليل رمضان ، ونائل الدغيري ، ومصباح حسن ، وفي الكرة الطائرة المرحوم غالب نصار .
-وفي حارة الشيخ أسست مع الزملاء عبد العزيز شبانة ، وعبد الناصر الشريف ، ومنذر العويوي ، والمرحوم علي الهيموني ، واسحق القواسمي فريق الجيل الجديد الشعبي ، الذي كان يتنافس مع فريق النجمة ، الذي أسسه شقيق الحكم فلاح ناصر الدين السيد رباح ناصر الدين...وتطور الأمر مع فريق الجيل الجديد ، حيث انتقلنا جميعاً إلى فريق النقابات العمالية ، وتدربنا بإشراف الكابتن جويد الجعبري .
- وكانت سنة 1975 محطة هامة في مسيرتي ، حيث التحقت بنادي شباب الخليل استجابة لرغبة الأب الروحي للشباب المرحوم أبو حمدي العويوي ، ومع العميد لعبت مباشرة ضمن الفريق الأول ، وظهرت كمهاجم هداف إلى جانب النجم حاتم صلاح ، ولما غادر النجم المرحوم الدكتور شاكر الرشق للدراسة خارج الوطن ، حولني المدرب المرحوم اسماعيل ابو رجب إلى مركز الدفاع ، فتألقت في هذا المركز .
- وفي مباراة للشباب مع جميعة الشبان المسيحية على ملعب المطران حلقت شعري على الصفر ، وتصادف الأمر مع عرض مسلسل لبطل أصلع يسمى كوجاك ، ولفت تألقي نظر جماهير القدس الذواقة ، فأطلقواعليّ لقب كوجاك ، وتكرر الأمر في مباراة أخرى على ملعب بيت جالا ، أمام الأثذوكسي ، فأصبح الكلّ يعرفني بكوجاك .
- وبحمد الله قضيت في شباب الخليل أياماً جميلة ، ولعبت إلى جانب كثير من النجوم المعروفين ، منهم حاتم وحازم صلاح ، والمرحوم جبريل الدراويش ، واسحق العيدة ، ووليد وفايز كستيرو ، وعدنان الحداد ، ونايف وطالب ناصر الدين ، وحسين وعزام حسونة ، والمرحوم عبد العظيم ابو رجب ، وأحمد حسان ، والمرحوم ابراهيم عطا ، ورشاد الجعبري ، وخليل رمضان .
- ولعل من أجمل ذكرياتي مع شباب الخليل رحلة عمان سنة 1978 ، حيث لعبنا ثلاث مباريات مع أندية الفيصلي ، والأهلي ، والرمثا ، وكانت الرحلة تجربة مهمة بالنسبة لي ولجميع اللاعبين ، الذين لعبوا معنا لأول مرة خارج الوطن ، وأذكر يومها شارك معنا النجمان سامر بركات ، وعلي العباسي كلاعبي تعزيز .
- ومع الأسف تركت الشباب سنة 1979 للعب مع النادي الأهلي صحبة المدرب المرحوم اسماعيل ابو رجب ، والحارس المرحوم عبد العظيم أبو رجب ، ومع الأهلي لعبت خمس مباريات ، وحققت معه كأسين في أسبوع واحد أمام سلوان والثقافي ، بحضور رئيس البلدية الشهيد فهد القواسمي ، وأذكر من نجوم الأهلي الذين لعبت معهم عبد العزيز شبانة ، ونهاد القيسي ، وثلاثي الظاهرية واكد ونائل وجودة ، وعلي ربيع .
- وأعتز كثيراً بكوني نجحت كمهاجم هداف ، حيث كنت أسجل الأهداف بالقدمين وبالرأس ، ثم نجحت كمدافع إلى جانب أحمد حسان ، ونايف ناصر الدين ، وعزام حسونة ، وأعتز كثيراً بالمدربين المرحوم اسماعيل أبو رجب ، والأستاذ أحمد الناجي ،الذين كان لهما الفضل في بروزي!
- مثلي الأعلى في الرياضة الأستاذ أحمد الناجي ، ومثلي الأعلى كلاعب المرحوم جبريل الدراويش ، الذي كان يلعب برجولة ، وكان يعطي كلّ ما عنده على طريقة الكرة الانجليزية ، وكنت أحب كثيراً اللاعب الالماني رومنغيه !
- من أجمل الأهداف التي شاهدتها في الملاعب هدف سجله الجناح الأيسر للشباب اسحق العيدة ، بكرة غريبة من جانب الركنية ركنها في مرمى الحارس المتألق خليل بطاح ، ورُوي لي أنه سجل هدفاً مماثلاً في مرمى حارس مركز طولكرم المرحوم سليمان هلال .
- من أبرز انجازاتي مع شباب الخليل الفوز بكثير من البطولات المحلية ، ومنها سداسيات شركة السجائر سنة 1976 ، وسداسيات سلوان سنة 1977 ، وبطولة الكأس سنة 1979، والفوز بكأسين في مباريات مناسبات مع الأهلي .
- أول مباراة لعبتها كانت آخر مباراة للنجم الرائع ماهر سلطان ، وآخر مباراة لعبتها كانت مع الأهلي أمام الثقافي بمناسبة عيد العمال ، واعتزلت اللعب مبكرا لأسباب خاصة ، وبالنظر لضغط العمل ، وكان عمري عند اعتزالي 23 سنة .
- من أشهر الفرق التي لعبت معها مباريات قوية رياضي غزة ، وجمعية الشبان المسيحية ، وأرثدوكسي بيت جالا ، وسلوان ، وبلاطة ، وأرثذوكسي بيت ساحور ، وشباب رفح .
- ومن أبرز النجوم الذين كنت استمتع بلعبهم في الملاعب إلى جانب زملائي نجوم الشباب موسى الطوباسي ، وسامر بركات ، وعلي العباسي ، وأبو السباع ، وزكريا مهدي ، وناجي عجور ، واسماعيل مطر ، وعمر موسى ، وابراهيم نجم ، وعارف عوفي ، وفارس ابو شاويش ..وغيرهم .
- بالنسبة لي كان المرحوم اسماعيل أبو رجب مثالاً للاخلاص للنادي ، ونجح كمدرب وحكم ، وكان محبوباً من الجميع ، وإنجازاته في شباب الخليل تشهد له .
- لا أستطيع إنصاف الحاج أحمد الناجي مهما قلت ، فهو مدربي وملهمي ، واستفدت منه في عدة رياضات ، وهو الذي ساهم في تطور قدراتي في مختلف المجالات ، وساهم في تأسيس جيل من النجوم .
- تشرفت باللعب مع النجم الكبير حاتم صلاح ، الذي كان نجماً كبيراً ترك بصمة في تاريخ الرياضة الفلسطينية ، وأعتقد أن حاتم وشقيقه حازم من أفضل النجوم الذين مروا على شباب الخليل .
- من أطرف ما حصل معي في الرياضة أنني كنت أعمل في البناء ، وبعد سنة من شيوع لقبي كوجاك جاءني إلى العمل مجموعة من رجال النادي ، يتقدمهم المرحوم ابو حمدي ، والمرحوم اسماعيل ابو رجب ، والمرجوم عوني النتشة ، وحاتم صلاح ، وكان معهم صاحب صالون الجزائر ، المرحوم منصور ناصر الدين ، فأمسكوا بي ، وحلق لي المرحوم منصور على الصفر كفأل خير للنادي .
- من التصرفات الغريبة التي قمت بها في الملاعب عندما قام أحد اللاعبين بضربي متعمداً خلال اللعب ، فسارعت إلى صفعه ، في موقف ما زلت متأثراً به ، والأكيد أن التاريخ لو عاد فلن أكرر هذا الامر .
- أخيراً أشكرك أخي أبو وئام على هذه اللفتة ، وأتمنى لك التوفيق في عملك لجمع أرشيف الكرة الفلسطينية ، مع رجاء نقل تحيتي لكل العاملين في شباب الخليل ، وخاصة جمهوره الرائع ، الذي أحبني وأحببته ، وتحية خاصة لكل أبناء الأسرة الرياضية الفلسطينية في الضفة والقطاع ، وألف مبروك بطولة الدوري لناينا شباب الخليل . .