"فخر الأمعري" احسان صادق الهداف الذي حرمه الاحتلال من تمثيل المنتخب
الخليل- كتب فايز نصّار/تتهافت الأندية على خطب ودّ الهدافين ، لأنهم عملة الملاعب النادرة ، وعليهم تسلط الأضاء ، كونهم أخر من يظهر في الصورة الأخيرة للإنجاز ، من خلال الأهداف الحاسمة في مختلف المباريات .
ومنذ أيام حاتم صلاح ، وموسى الطوباسي ، وناجي عجور ، مرّ على كرة القدم الفلسطينية أجيال من الهدافين ، الذين تركوا بصماتهم في الملاعب ، ومن الهدافين الذين برزوا بعد قيام السلطة الوطنية أمين عبد العال ، وأيمن صندوقة ، وفادي لافي ، ونادر الحجار ، ورائد الهريمي ، ومحمد الجيش ، وماهر مفارجة ، ومنهم أيضاً رأس الأمعري الذهبية احسان صادق ، الذي بزغت موهبته في عين يبرود ، وصنع المجد مع مركز الامعري .
وظهر أبو محمد في الفترة الذهبية للأمعري ، فحقق معه أفضل النتائج محلياً ، واقليمياً ، وشاركه تحقق الإنجازات الغالية ، إلى جانب الرباعي العراقي ، الذي ساهم في تفوق فني وتكتيكي ، بإشراف الكابتن سعد توفيق .
ورسخ الصادق أقدامه مع الكتيبة الخضراء ، مسجلاً اسمه كأكثر من لعب وسجل للامعري من غير أبناء المخيم ، ولكن أحلام الرجل الوردية بقيت منقوصة ، لأنّ الاحتلال حرمه من تمثيل المنتخب الوطني ، ليصبحلاعب المنتخب الوحيد ، الذي لم يرتدي قميص المنتخب ، جراء سجنه ، ومنعه من السفر أكثر من مرة خلال عشر سنوات ، رغم استدعائه عدة مرات من قبل المشرفين على المنتخب ، ومن ضمنهم الكابتن عزمي نصار ، الذي وضعه ضمن خياراته في البطولة العربية سنة 1999 .
ويبدو أن النجم المناضل لم ينل حقه في الإعلام الرياضي، والأمر مفهوم، كونه يفضل الصمت ، ويترك أهدافه الحاسمة تتحدث عن مسيرته ... ولكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي ، وها هو جلاد الأمعري يطل عليكم في هذا اللقاء ، ليحدثكم عن بعض حكاياته الدرامية في الملاعب الجرداء والخضراء .
- اسمياحسان صادق أحمد بعيرات " أبو محمد " من مواليد كفر مالك برام الله يوم 16/8/1977 .
- بدأت ممارسة كرة القدم في الشوارع والساحات العامه منذ الصغر ، وكنت اأحلم بأن أصبح يوماً لاعب كرة قدم ، تكون له بصمه في الملاعب الفلسطينيه ، وبحمد الله حققت حلمي ، وبرزت كرأس حربة في عدة أندية ، أبرزها مركز شباب الأمعري ، فيما حرمني الاحتلال من حلم تمثيل المنتخب الوطني ، والاحتراف الخارجي ، بسبب منعي من السفر .
- ومنذ الصغر التحقت بنادي إسلامي عين يبرود ، ثم انتقلت الى الأمعري ، الذي لعبت له خمس عشرة سنه متواصله ، مع تجربة استمرت لنصف موسم مع مركز بلاطة ، ولو قدر للتاريخ أن يعود ، فلن ألعب إلا للامعري.
- وتشرفت خلال مسيرتي باللعب إلى جانب كثير من النجوم ، ومن أبرز من شكل معي ثنائياً الكابتن سمير لطفية ، في العصر الذهبي للأمعري ، ومن بعده صديقي أحمد كشكش ، فيما أفضل لاعب كنت أحب الوصول إلى مستواه نجم الوحدات ابراهيم سعديه ، ثم حبيب الملايين محمد ابو تريه .
- وأذكر بالخير كلّ من دربني ، وساهم في بروزي ، فلهم جميعاً الفضل عليّ - بعد الله تعالى - فكل الشكر لهم جميعاً ، والشكر موصول للمدربين الذين عملت معه ضمن الطاقم الفني للامعري ، ومنهم رائد عساف ، وايهاب ابو جزر .
- وكانت لي ذكريات لا تنسى مع مركز الأمعري في أيامه الذهبية ، ومنها عندما شارك الأمعري في البطولة العربية بتونس ، وتابعته من على برش سجن الدامون ، وأذكر بفخر يومها حديث معلق المباراة عني ، وكيف تمّ اعتقالي لدى سفري مع بعثة الأمعري سنة 1998 ، بما شكل مأساه بالنسبة لي ، وتكرر الأمر سنة 2007 ، لدى سفري مع الأمعري إلى سوريا ، للمشاركه في بطولة هناك ، وبحمد الله تقبلت إجراء قوات الاحتلال بكل شموخ .
- وكانت أول مباراة لعبتها مع الأمعري أمام سلوان في الدوري الممتاز ، وأحزت فيها أهداف الفوز الثلاثة ، فيما كانت أجمل مبارياتي في الدوري أمام شباب الخليل ، حيث فزنا 4/2 ، ويومها أحرزت ثلاثة من أهداف الأمعري الأربعة ، لانّ تلك المباراة كانت مباراة جماهيرية .
- ولعل من حسن حظي كوني من اللاعبين ، الذين لعبوا الكرة على الملاعب الترابية ، والخضراء ، ورغم صعوبة اللعب على الملاعب الترابية ، إلا أنّ لي ذكريات جميلة جداً في تلك المباريات ، وبصراحة كنت أستمتع في المباريات التي خضتها في عهدي الأول أكثر من اللعب على الأرضيات المعشبة .
- أعتقد أنّ أفضل جيل لعب للأمعري هو جيل التسعينات ، الذي تشرفت باللعب مع كثير من نجومه ، الذين برزوا في مركز الأمعري ، وبحمد الله كلهم أصدقائي ، وسأكتفي هنا بذكر فريق العصر الذهبي للأمعري ، بالنظر لكثرة النجوم ، ومنهم في الحراسة لؤي حسني ، وفي خطّ الدفاع أمجد حلمي ، ومحمد القطري ، وخالد ابو شوشه ، وأشرف صالحيه ، وفي خطّ الوسط عزيز خضر ، وصفوان راجح ، وسامر وحامد زكي ، وفي خطّ الهجوم احسان صادق ، وسمير لطفيه ، ولا أنسى هنا المايسترو خليل القطري ، ولكن مع الأسف لم أتشرف باللعب معه لفترة طويلة .
- بدأت قصتي مع التدريب عندما كنا عائدين من طاجاكستان ، حيث طلب مني الكابتن رائد عساف بأن أكون معه ضمن الطاقم الفني في الموسم القادم ، وشكلّ الأمر شرفاً كبيراً بالنسبة لي .
- وبحمد الله حققت خلال مسيرتي الكثير من الإنجازات ، أبرزها الفوز مع الأمعري ببطولة الدوري في الضفه موسم 99/2000 ، وبدرع الاتحاد في الموسم نفسه ، وببطولة أول دوري محترفين كقائد لفريق الامعري ، إضافة إلى وصافة كأس الاتحاد الاسيوي - كلاعب ومدرب – والفوز بكأس الشهيد ياسر عرفات كمدرب ، والعودة بالامعري الى دوري المحترفين ، ووصافة دوري المحترفين الموسم الماضي ، مع الكابتن ايهاب ابو جزر .
- بالنسبة لي أفضل لاعب فلسطيني ، رفيق الأسر مؤيد نصرالله ، وأفضل لاعب عربي محمد أبو تريكه ، وأفضل لاعب عالمي الظاهرة رونالدو البرازيلي ، فيما مدربي الفلسطيني المفضل سعد توفيق ، ومدربي العربي المفضل رائد عساف ، ومدربي العالمي المفضل انشيلوتي .
- أكيد كلنا نصفق لإنجازات اتحاد كرة القدم ، ولكن آمل من الاتحاد أن يفتح أبواب الاحتراف الخارجي ، لأنّه سيساهم في تطور الكرة الفلسطينية .
- شهادتي مجروحة بصديقي الكابتن ايهاب ابو جزر ، فهو انسان مهني ، ومجتهد جداً في عمله ، ولو توفرت له ظروف النجاح ، فسينجح حيثما حلّ ، فكلّ التوفيق له مع الأولمبي .
- تربطني علاقة شخصية وطيدة بالكابتن رائد عساف ، ولم تنقطع هذه العلاقة حتى الآن ، وقد تعلمت من أبي اسكندر الشيء الكثير.. وبصراحة لم يمرّ عليّ إنسان مخلص ، ومحب للتدريب مثله ، ولو توفرت له الظروف ، المتوفرة حالياً للامعري ، ولشباب الخليل ، من لاعبين ، واستقرار إداري ، لحقق نائج مذهلة مع الفريقين .
- من أطرف ما مرّ بي في الملاعب مناكفة حصلت بيني ، وبين الكابتن سمير لطفيه ، خلال مباراة مهمة جداً مع مركز عسكر ، جرت على ملعب جنين ، وذلك عندما اشتركنا في كرة ، حيث تابعنا بعضنا داخل منطقة جزاء عسكر ، فقُطِعت الكرة ، وارتدت الى منطقة جزاء فريقنا ونحن نتجادل ، وكأننا في عالم آخر ، وأذكر يومها أنّ الكابتن سعد توفيق كان منزعجاً جداً مما حصل .
- أخيراً .. بحمد الله أنا راض تماماً عن كل ما قدمته للكره الفلسطينيه، وأشكرك أخي أبو وئام على هذه المبادرة ، وأشير لك بأنّي تابعت كلّ مقابلاتك مع النجوم ، الذين مروا على تاريخ الكره الفلسطينية .