فلسطين أقل دول العالم خوضاً للقاءات الدولية الودية !!
غزة – رامتان / تعتبر اللقاءات الودية الدولية التي تخوضها منتخبات العالم، بمثابة تقليد مُتعارف عليه، يهدف إلى اختبار قدرات تلك المنتخبات وتجريب أساليبها قبل خوض أي بطولة أو لقاء رسمي.
ولأنها لقاءات مهمة والاستفادة منها أهم، تلجأ الاتحاد الأهلية في العالم إلى وضع أجندة للقاءاتها الدولية بناء على برنامج يضعه الجهاز الفني لأي منتخب، وبالتالي تجد تلك الاتحادات، تتفق على عقد لقاءات دولية حتى قبل موعدها بعام.
تصريح الكابتن محمد الصباح بأنه سيخوض معسكرين خارجيين قبل لقاء الصين القادم، وثلاثة لقاءات دولية ودية، غنما هو تصريح يحتاج لتحليل ودراسة، فالمدرب صاحب حق في طلب عقد أي عدد من اللقاءات الدولية التي يريدها، ولكن هل بالإمكان التنفيذ.
واليوم وفي ظل عدم تبقى أكثر من شهر على لقاء الصين القادم، فإن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ولجنة منتخباته رُبما لم يتعلما من التجارب والأزمات السابقة، فمع كل معسكر إعدادي لأي بطولة، تبدأ الشكوى من عدم القدرة على تنظيم اللقاءات الدولية، والسبب يعود إلى عدم قيام الاتحاد بالاتفاق مع الاتحادات العربية على تلك اللقاءات قبل بدء المعسكر بفترة كافية.
ولأن الأمور منظمة في الاتحادات العربية، قياساً مع وجود أجندة ثابتة للبطولات المحلية، وغير ذلك من أمور وعناصر استقرار، فيما العكس في اتحاد الكرة الفلسطيني، فإن الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة الفلسطينية تُحتم على الاتحاد مخاطبة الاتحادات العربية للترتيب للقاءات دولية قبل فترة، وفيما لو لم تسمح الظروف، لن يكون صعباً الاعتذار، وكثيراً ما حدث ذلك بين اتحادات عربية تعيش حالة من الاستقرار.
ولكن الأمور تعدت ظروف الاتحاد الفلسطيني ومنتخباته، إلى أبعد من عدم القدرة على وضع الأجندة، فالاتحادات العربية لا سيما المُجاورة، وبالرغم من وجود قرار في الاتحاد العربي لكرة القدم بضرورة قيام الاتحادات العربية بمساعدة الاتحاد الفلسطيني على النهوض بمستوى منتخباته وبطولاته المحلية.
ولكن نظرة الاتحادات العربية إلى الموضوع تتمحور في المستوى الفني، ومدى استفادة منتخباتها من مواجهة المنتخب الفلسطيني، وهذا حق مشروع لهذه الاتحادت التي تبحث عن تطوير أداء منتخباتها من خلال مواجهة منتخبات أقوى منها، وهو ما لا يتوفر في المنتخب الفلسطيني، وبالتالي لا يجد المنتخب مفر من خوض لقاءاته التجريبية أمام فرق أندية.
ولن نذهب بعيداً عندما نقول بأن أندية عربية كبيرة تربطها علاقات جيدة مع فلسطين، تهربت أو رفضت أكثر من مرة طلب المنتخب الفلسطيني بخوض أي لقاء تجريبي معه، فيما أندية أخرى كنادي الفيصلي الأردني، كان يُنقذ الموقف كعادته ويقبل طلب أشقائه.
وقد أثار إعلان حسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم بالموافقة على مشاركة المنتخب العراقي، في البطولة الدولية الثلاثية التي سينظمها الاتحاد الأردني بمشاركة إيران، خلال شهر أكتوبر تشرين أول القادم، الشجون، وفتحت ملف اللقاءات الودية الدولية للمنتخب الوطني الفلسطينيمن جديد.
فالأردن وعندما ترغب في إقامة لقاءات دولية ودية، فهي تهدف إلى مواجهة منتخبات قوية، تؤدي إلى خروجها باستفادة فنية، بعيداً عن النتائج، ولأن المنتخب الفلسطيني ليس على المستوى الفني المطلوب، فلم تُوَجه له الدعوة، وبالتالي ليس على الاتحاد الأردني حرج، فيما العتب على بطئ عجلة التطور في الاتحاد الفلسطيني ومنتخباته.
وبالنظر إلى عدد اللقاءات الودية التي خاضها المنتخبين الفلسطيني والأردني، فقد انحصرت في ثلاث لقاءات فقط، كانت الأولى في العام 1997، في افتتاح ستاد أريحا، وانتهى بالتعادل السلبي، وهي المباراة الدولية الوحيدة التي تم اعتمادها في سجلات الاتحاد الدولي، فيما التقيا مرتين بشكل تدريبي، عندما تزامن وجودهما في القرية الأولمبية بالإسماعيلية على هامش استعداداتهما لتصفيات كأس العالم في العام 2004، حيث انتهى اللقاءين اللذين أُقيما بنظام الأشواط الثلاثة بهدف الابتعاد عن الحساسية من النتيجة، بفوز فلسطين 2/1 و 3/2.
ولعل كثير من الأمور والمعطيات، تُسهل على الاتحادات الأهلية وضع أجندة لمبارياتها الدولية الودية، منها انتظام بطولاتها المحلية وثبات أجندتها من حيث البداية والنهاية، إلى جانب معرفتها مسبقاً بأجندة مشاركتها، سواء في البطولات الودية أو الرسمية، ناهيك عن قدرتها المادية على عقد مثل هذه اللقاءات، سواء باستضافة المنتخبات القوية وما يترتب عليها من مصاريف كبيرة، بالإضافة لوجود موازنة خاصة بالمنتخبات في تلك الدول، يتم وضعها من قبل الاتحاد بناء على رؤية الجهاز الفني للمنتخب وحاجته للقاءات الدولية الودية.
كل ما سبق ذكره من نقاط ومعطيات، ونتيجة لعدة عوامل رئيسة، منها ظروف الاحتلال وعدم وجود حالة من الاستقرار جعل من كل ما ذكر بعيد عن الاتحاد الفلسطيني.
تاريخ اللقاءات الدولية للمنتخب الوطني
وإذا ما عدنا إلى قائمة اللقاءات الدولية الودية التي خاضها المنتخب الفلسطينى، فمنذ العام 1994 الذي شهد إعادة تشكيل المنتخب الوطني، لم تخُض فلسطين سوى 8 لقاءات دولية رسمية، وهو العدد الذي تخوضه الكثير من المنتخبات العربية والأجنبية خلال عام واحد، بمعنى أن المنتخب الفلسطيني كان يخوض لقاءاً دولياً واحداً كل عامين، وهو ما يثير العديد من التساؤلات.
ويعود العدد الأكبر للمباريات الدولية التي خاضها المنتخب الفلسطيني، إلى عهد المدير الفني النمساوي ألفريد ريدل، وعهد مبادرة رجال الأعمال الفلسطينيين لدعم المنتخب الوطني، وفي مقدمتهم تيسير بركات، حيث كان بركات يُدير معسكرات المنتخب بتكليف من الاتحاد، وبالتالي كان يسير وفق نهج إداري ناجح، فلعبت فلسطين لقاءين دوليين، الأول أمام سوريا في دمشق، قبل لقاء الذهاب أمام العراق في مارس من العام 2004، والثاني أمام البحرين في المنامة، قبل لقاء الإياب أمام أوزباكستان في ايلول من العام 2004 أيضاً، فيما ساهم تيسير بركات في إقامة لقاءين آخرين، أمام المنتخبين البحريني والباكستاني في المنامة في شباط من العام الجاري، قبل خوض لقاء الذهاب أمام الصين في الصين.
فيما أشرف الاتحاد على إقامتة أربعة لقاءات دولية أمام الأردن في العام 1997 في أريحا، ولقاء سوريا في شهر شباط الماضي في دمشق، ولقاء تشيلي في تشيلي عام 2002ن ولقاء تايلاند في تايلاند في العام 2001.