شريط الأخبار

الواثق عبد القادر عيد.. 35 سنة في سلك التحكيم الفلسطينيّ

الواثق عبد القادر عيد.. 35 سنة في سلك التحكيم الفلسطينيّ
بال سبورت :   الخليل- كتب فايز نصّار/ اكتظت مدرجات ستاد اريحا قبل عشرين سنة بأكثر من 15 أف متفرج ، في الليلة الفلسطينية الكبيرة ، التي جمعت الجارين الشباب والظاهرية ، في مباراة حافلة بالتنافس والروح الرياضية ، وشهدت بشكل غير مسبوق تبادل جماهير الفريقين التحية الرياضية . وحفلت المباراة يومها بالقرارات التحيكمية المؤثرة ، فسجلت خلالها أهداف ، وألغيت أهداف اخرى ، واحتسبت ضربات جزاء ، وشهدت طرداً وانذارات ، وانتهت بتعادل بهدفين لهدفين . يومها كان قاضي المباراة الكرمي الأسمراني عبد القادر عيد ، الذي أنهى اللقاء في الدقيقة التسعين ، وسط رضا غير مسبوق من الجميع ، ممن رفعوا له القبعات ، لأنّه نجح في ايصال مراكب المباراة إلى شواطئ النجاة .   وكان عبد القادر الفلسطيني يخطط لنفسه طريقاً بين نجوم الفرسان السمر ، ولكن مهندس الملاعب عارف عوفي نصحه بالتوجه على سلك التحكيم ، فبدأت رحلته مع الصافرة مبكراً ، وشقّ طريقه بثقة بين خيرة حكام فلسطين خلال 35 سنة ، لعلها أطول مدة قضاها حكم فلسطيني في الملاعب . وتوج أبو ادهم نجاحاته بحمل الشارة الدويلة منذ سنة 2000 ، وكانت له العديد من المشاركات الفاعلة في المنافسات العربية والدولية ، لتكون آخر المحطات قبل سبع سنوات ، بعد تعرضه لإصابة مؤثرة في ركبته .   وغادر عبد القادر الكرمي الملاعب تاركا رصيداً هائلاً من المحبة لدى جماهير الملاعب الفلسطينية ، ممن حبوه بحميمية قد لا يصل لها كثير من قضاة الملاعب ...وها هو يروي لكم قصته الطويلة مع الصافرة في هذا اللقاء  . - اسمي عبد القادر عيد فضل "أبو ادهم" من مواليد طولكرم يوم 16/3/1962، ولقبي كولينا فلسطين . - بدأت ممارسة الرياضة من خلال تحكيمي لمباريات الفرق الشعبية أواخر السبعينات ، وأوائل الثمانينات ، حيث كانت هناك العديد من الفرق الشعبية ، التي كنت أقوم بإدارة مبارياتها ، التي كانت تجرى بين هذه الفرق ، ومنها تدرجت لتحكيم المباريات الرسمية أيام رابطة الأندية الرياضية ، التي كان يقودها المرحوم ماجد أسعد . - تشرفت باللعب للفريق بمركز الشباب الاجتماعي ، وبعدها تركت اللعب بتشجيع من مهندس الكره الفلسطينية عارف عوفي ، الذي كان عضواً في رابطة الأندية الرياضية ، حيث حثني على الانخراط في سلك التحكيم ، فتفرغت للتحكيم . - وبعد بداياتي مع الفرق الشعبية بدأت قصتي رسمياً منذ سنة ١٩٨٤ ، شاركت في عدة دورات ، وخضت العديد من اختبارات ، التي كانت تشرف عليها رابطة الأندية الفلسطينية . - وبعد فترة مارست خلالها التحكيم كحكم مستجد ترقيت سنة ١٩٨٥ إلى الدرجة الثالثة ، ثم إلى الدرجة الثانية سنة ١٩٨٧ ، وصولاً إلى الدرجة الأولى سنة ١٩٩٥ ، ليتمّ ترشيحي للشارة الدولية سنة ٢٠٠٠ ، وبعد إصابة مؤثرة في ركبتي اعتزلت التحكيم سنة ٢٠١٣ . - وبعد اعتزالي لم ابتعد عن المجال الرياضي ، حيث أعمل كعضو في لجنة التنسيق في الشمال ، وكمقيم حكام في دوري المحترفين ، والاحتراف الجزئي ، وفي مباريات الفئات الأخرى ، ضمن المنافسات التي ينظمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم . - بالنسبة لي أفضل الحكام الذين عملت معهم الحكم خالد الخطيب ، والحكم طارق جبيهي ، والحكم ثائر دراغمة ، وأستاذي وقدوتي المرحوم أحمد الأسمر ، وسامي هوجي ، وياسر الصباح ، وغسان قوزح ، والمرحوم سامي شعبان ، والشهيد كمال سالم ، ورياض قطاوي ، ووجيه عابد ، ومعاذ ظريفه ، وخليل حبالي ، وطلال عوفي . - وخلال مسيرتي التحكيمية تشرفت بقيادة الكثير من المباريات الهامة ، ضمن الدوري العام ، وبطولة الكأس ، إضافة إلى مباريات أخرى ، ومن هذه المباريات مباراة افتتاح ملعب المرحوم ماجد أسعد سنة ٢٠١١ ، بحضور رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، اللواء جبريل الرجوب ، واللاعب الفرنسي السابق ليلان تورام ، ويمها شاركني في التحكيم طاقم حكام طولكرم المكون من خالد الخطيب ، وطارق جبيهي ، وثائر دراغمة ، وانتهت بفوز الترجي على مؤسسة البيرة بثلاثة أهداف نظيفة ، ويومها قام سيادة اللواء جبريل الرجوب ، والنجم الفرنسي تورام بتنفيذ ركلة بداية اللقاء . - أعتقد أنّ أفضل لاعب حكمت له نجم اهلي الخليل ، وشباب الخليل حالياً خلدون فهد . - بحمد الله لم أتعرض خلال مسيرتي الطويلة في الملاعب لأيّ اعتداء ، كما لم اتعرض لأيّ ضغط لتغيير تقارير المباريات , وقد كنت أوثق معظم المباريات التي أديرها ، وتشمل مباريات من مختلف الدرجات ولكن لا يمكن حصرها . - أرى أنّ أفضل الحكام الحاليين براء أبو عيشه فلسطينياً ، والحكم الدولي الأردني أدهم مخادمه عربياً ، والحكم التركي جنيد شاكير دولياً ،وأعتقد أنّ الحكم براء ابو سريس سيكون له مستقبل في ملاعبنا . - أعتقد أنّ الفرق كبير بين حكام زمان ، وحكام اليوم ، ففي السابق كان التحكيم عباره عن برنامج مقاومة للاحتلال ، ومثل رساله كان الحكم يؤديها بإخلاص ، نظراً لأهمية دوره في المنظومة الرياضية ، أمّا الآن فأصبح التحكيم عبارة عن روتين واضح ، وبات الحلقة الأضعف في المنظومة الرياضية . - أرى أنّ الإعلام الرياضي سيف ذو حدين ، ومع الأسف أصبح في هذه الأيام موجه ، فيما شكل الإعلام في السابق البوصلة ، التي توجه الرياضة ، وأتمنى أن يعود الإعلام الرياضي لسابق عهده ، وأن يكون السلطة الرابعة ، التي تشكل البوصلة لتحقيق الأهداف . - بصراحه لست نادماً على السنوات التي قضيتها في سلك التحكيم ، وأفتخر بحملي للصافرة الفلسطينية ، وتمثيل بلادي في المحافل الدولية . - أعتز بكوني انا حكمت مباريات أيام الزمن الجميل ، في ظل رابطة الأندية ، ومع الاتحاد بعد قدوم السلطة ، ثم بعد النهوض الرياضي ، على إثر انتخاب اتحاد فلسطيني ، برئاسة اللواء جبريل الرجوب ، وقد كان حكام الزمن الجميل عمالقة التحكيم ، واذكر منهم ابراهيم غروف ، وخليل البرهم ، وعصام ابو الهوى ، وسلطان مرعي ، وعلي ابراهيم ، وعبد الرؤوف ابو اسنينه ، وعبد الناصر الشريف ، وجويد الجعبري ، ورافع ابو مرخيه ، وفلاح ناصر الدين ، وخالد الشلودي ، ومأمون شاهين ، وحازم امام ، ومهيوب الصادق ، وميشيل حنانيا ، وجواد العاصي ، وفاروق عاصي ، ونادي جمجوم ، وخالد ابو فاره ، والمرحوم صايل سعيد ، وحسين حمدان ، وموسى كنعان ، ووليد شعيبات ، وعصام مسودي ، وبسام الكيلاني ، وجودي مسوده ، ويونس شويكه ، وعبد الله الخطيب ، وأمين الحلبي ، وسعدي ابو سنينه ، وعصام الشريف ، وطارق النقيب ، وهاشم الكرزون ، وفارس خليل ، وحامد العمصي ، والمرحوم شاكر جباره ، وجمال غالب ، ووليد الصالحي ، وحسين طقاطق ، وزهير العدوي ، ووائل ابو جميله ، وعبد الرحيم ابو زنط ، وخضر خليل ، وزكي ابو زنط ، ومحمد جبر ، وياسين صلاحات ، وسليم السعدي ، والمرحوم نشأت ابو مراد ، واسحاق الكيلاني , وبعدها ظهر حكام جدد يشار إليهم بالبنان ، منهم براء أبو سريس ، وأحمد ذوقان ، وفؤاد تايه ، وناصر بلبول ، وهشام حماد ، وسامر حمود ، وخلدون ابو قبيطه ، ويزيد ابو عرقوب ، ومحمد خليل ، ورائد عامر ، وماجد موافي ، وعلاء حوتري ،و سامر ابو ليل ، وعمر دوله، وأيسر شريم ، وعماد بوجه ، وعمر أبو حماد ، وعارف ، وكنان ، وعمار، وثائر جرادات ، والقائمه تطول ، ومن المحافظات الجنوبية ابراهيم ابو العيش ، سعود حمد، سعدي سنونو، عبدالمعطي أبو عرقود، وعبدالرحيم بهجت ، محمود البحيصي ، وعبدالرؤوف السدودي ، والقائمة تطول .    أخيراً أتمنى من القائمين على الرياضة الفلسطينية الاهتمام أكثر بالحكام القدامى ، كما يحصل في الدول المجاورة ، واعطائهم دوراً أكبر للمساهمة في تأسيس جيل جديد من الحكام ، لحمل الراية من بعدهم ، والشكر موصول لقبطان سفينة الحكام - أيام الزمن الجميل - الحاج حسني يونس ، الذي كان الاب والاخ والصديق لجميع الحكام ، وكل الشكر لك أخي فايز نصار على هذه اللفتة الكريمة ، وطالما انتظرنها منذ زمن ، وأكرر شكري واحترامي على المجهود الجبار الذي تقوم به .

مواضيع قد تهمك