شريط الأخبار

درة نابلس" رشاد الهندي شيخ الحكام الفلسطينيين

درة نابلس رشاد الهندي شيخ الحكام الفلسطينيين
بال سبورت :   " الخليل- كتب فايز نصّار/ قبل ثلاثين سنة التقيت في عمان الحكمين الفلسطينيين كمال طالب ، وسمير خوري ، فصحباني معهما في زيارة لرئيس لجنة الحكام في الأردن ، النابلسي الراحل الحاج أمين المصري في مقر لجنة التحكيم .    وبالصدفة تواجد في المكان أحد أعمدة الصافرة الفلسطينية ، الحاج رشاد الهندي ، الذي كان في زيارة مجاملة لأستاذه الحاج أمين ، وهناك كان الحديث ذا شجون ، من خلال لقاء أجريته مع الهندي لصحيفة المنتخب الرياضية الجزائرية .   وفتح ليّ الهندي يومها دفاتر التحكيم الفلسطيني في ظل الاحتلال ، الذي لا يرحم ، وروى لي قصصاً كثيرة حول تحكيم الدوري في ظروف صعبة ، ومن ذلك إقدام رياضي معروف على شتم الذات الالاهية في رمضان احتجاجاً على التحكيم ، فلم يجد أبو أحمد يومها إلا رفع يديه إلى السماء ، داعياً المولى أن ينتقم من هذا الخارج عن السرب .   وبعد ثلاثين سنة ها أنا ألتقي الهندي في حديث عن سجلات التحكيم الفلسطيني ، ولمّا ذكرته بالقصة قال لي : لقد سامحت المذكور ، لأن الظروف يومها كانت صعبة ، حيث كان الحكام متطوعين ، ولم تكن الملاعب تساعد في حمايتهم ، ناهيك عن غياب الأمن الذي يضمن منع التجاوزات .    وكان شيخ حكام نابلس بدأ حياته الرياضية في مدارس جبل النار ، وفي دار المعلمين برام الله ، ثم من خلال فرق رياضية في العربية السعودية ، ليعود للعب مع كبير نابلس الاتحاد ، قبل تفرغه تماماً للتحكيم ، مساهماً في رفعة التحكيم في نابلس ، ونشره عمودياً وأفقياً في عموم فلسطين .     ويخجل الشيخ الجليل من استعراض كل ما  فيه جعبته من كنوز ، حتى لا يقع في زحمة الأنا ، مفضلاً أن يتحدث الآخرون عن قصته ، التي تتضمن محطات رياضية مؤثرة ، لعلأبرزها حين زار نابلس فريق القامشلي السوري قبل 55 سنة .   78 سنة أصبح عمر سليل قرية سلمة  اليافاوية ، قضى منها أكثر من خمسين سنة في الملاعب ، بما أنجب قصصاً رياضية كثيره ، أتركه يحدثكم عن بعض محطاتها المثيرة في هذا اللقاء .
- اسمي رشاد احمد يوسف هندي " أبو أحمد " ، من مواليد قرية سلمه قضاء يافا يوم ٥/١٠/١٩٤٢ . - بدأت حياتي الرياضية باللعب لفريق مدرسة ذكور نابلس ، التابعة لوكالة الغوث ، لتظهر مواهبي بشكلّ جليّ في المدرسة الصلاحية في نابلس .. وبعد التوجيهي التحقت بمركز تدريب المعلمين ، التابع لوكالة الغوث في رام الله ، ولعبت في صفوف فريقه الكروي ، وكنا  نلعب مباريات مع جامعة بيرزيت ، وأندية رام الله ، و بيت لحم ، وبيت جالا ، والقدس. -  وبعد التخرج عملت معلماً في منطقة بلجرشي ، في الظفير بالسعودية ، وهناك لعبت مباريات  مع فريق المعلمين أمام أندية المنطقة ، ولمّا عدت إلى أرض الوطن ، لعبت لمركز شباب مخيم العين ، ثم لنادي الاتحاد الرياضي النابلسي ، الذي اعتزلت  اللعب معه ، لأصبح مدرباً للفريق ، مع تفرغي للتحكيم على جانب التدريب. - وتزامناً مع ذلك كنت مدرب منتخب مراكز الشباب ، الذي كان يضم نخبة من النجوم المميزين ، مثل حسني وراسم يونس . -  انخرطت في سلك التحكيم منذ مطلع الستينات ، وكنت من الحكام الرواد ، الذين حملوا شارة التحكيم ضمن الدرجة الأولى الأردني حتى سنة 1990، وظهر وقتها عدد كبير من الحكام المميزين ، منهم المرحوم أمين المصري ، وحسني يونس ، ونادي خوري ، وريمون زبانه ، وأحمد الناجي ، وواصلت مسيرتي مع الصافرة حتى اعتزلت التحكيم سنة 1990 ، حيث تفرغت للتدريب ، وعملت مع الاتحاد الفلسطيني كرئيس للجنة الانضباط لأكثر من عامين. - لا أستطيع حصر أفضل طاقم تحكيم عملت معه ، حيث عملت مع حكام  كثيرين ، أذكر منهم حسني يونس ، ومحمد سعيد جبر ، والمرحوم راسم يونس ، وعبد الرؤوف ابو سنينة ، وأحمد الأسمر ، وطبعاً على رأسهم الحكم الأول المرحوم أمين المصري ، حيث حكمت معه سنة 1963 مباراة هي الأولى بين فريق نادي الاتحاد في نابلس ، وفريق القامشلي السوري ، على ملعب بلدية نابلس . - كان الحكام في زمننا يتمتعون  بالشخصية الفذة ، وكان الصغير يحترم الكبير ، وأكيد هناك من تعرض للاعتداء ، ولكن كان ذلك باللفظ ، ومحاولة الوصول له ، دون أن نسجل اعتداء حقيقياً على أيّ من حكام زماننا ، رغم أننا كنا نعمل في ملاعب مفتوحة ، وليس هناك فاصل بين الجمهور وأرض الملعب ، وقد عوضنا النقص بإمكانياتنا البدنية والتحكيمية العالية جدا ..ولم يكن في أيامنا انضباط يحمي الحكام ، فتعرضت لضغوط كثيره قصد تغيير تقارير المباريات ، وخاصه من أندية محافظة نابلس ، ولكني كنت أرفض تغيير التقرير أبدا . - أعتز بكوني أملك سجلاً يوثق معظم مبارياتي ، حتى تلك التي أساء فيها الجمهور لي، وأعتقد أنّ أفضل مبارياتي كانت مع الحكم المرحوم أمين المصري ، بين الاتحاد النابلسي والقامشلي السوري. - أرى أنّ هناك كثر من الحكام الجيدين ، ممن لهم مستقبل زاهر، وأخشى نسيان أحدهم ، متمنياً   لحكام اليوم التقدم والازدهار ، والمساهمة في رفع اسم فلسطين في كل المحافل الدولية. - أرى انّ الفرق كبير بين حكام زمان وحكام اليوم ، فحكام زمان كان انتماؤهم للعبة أقوى ، ولم تكن لهم نظرة مادية ، حيث كانوا يشترون ملابسهم الخاصة بالتحكيم ، من عند الأخوة الأعزاء حسني يونس ، وعزام إسماعيل ، وكلاهما أعتز بزمالته وعطائه . - وأعتقد أنّ جميع الحكام واللاعبين  مجتهدون ، سواء تعلق الأمر بالجيل السابق ، أو الجيل الحالي ، ولكن هناك فرق جوهري بين حكام زمان وحكام اليوم ، من ناحية الانتماء والاخلاص ، والرغبة في العمل الطوعي ، وانجاح الفعاليات الرياضية ، التي كانت تتسم بالوطنية ، ثم اننا كنا نعمل في جو يعتمد فيه الحكم على لياقته وقدرته ، وعلى قيادة المباراة ، وإمكانياته الرياضية الخاصة .   أخيراً اتمنى التوفيق والنجاح لأسرة الرياضة ، بكل كوادرها ، وحكامها ، ولاعبيها ، وادارتها ، مع تحية خاصة لرئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، اللواء جبريل الرجوب ، وأشكرك أخي الحبيب فايز ، فأنت الصحفي الحرّ الذي أثق به ، ولك ولكل الإعلاميين ، ولجميع أبناء الاسرة الرياضية التحية والتقدير .


مواضيع قد تهمك