الاحتلال يغتال حلم مؤيد طومار بتكرار اعتقاله
بال سبورت : الخليل- كتب محمد عوض/ أنت لا تعيش ظروفاً عاديةً على الإطلاق، لا في الألعاب الرياضية، ولا في جوانب أخرى ما دمت تحت الاحتلال، فإنك معرّض دائماً لاغتيال حلمك، مهما كان بسيطاً.
يحلم الإنسان بالأشياء بعيدة المنال، حتى يعمل على تحقيقها بجد واجتهاد، لكننا في واقعٍ يجعل من السهل والطبيعي والحق حلماً.
نشر المصوّر، محمـد تركمان، لقطات بعدسته، لمباريات من الدوري الفلسطيني، موسم 2008 - 2009م، أجبرتنا جميعاً على العودةِ بالذاكرة إلى الوراء، والعبث بالمفكرات الشخصية، في تلكَ الأيام، كانت عجلة الرياضة الفلسطينية تعود مجدداً إلى الدوران، والجمهور يزحف بأعدادٍ هائلةٍ إلى المدرجات.
من بين الصور، لقطة لابن نادي شباب بيت أمَّـر، مؤيد طومار، الذي رحل عن الفريقِ الأم منذ موسميْن، وانضم لإسلامي قلقيلية، للعبِ في دوري الدرجةِ الأولى – الاحتراف الجزئي.
مؤيد طومار يبلغ 28 عاماً، أي أنه شاركَ مع "أسودِ الريف"، حينما كان ابن 16 عاماً، وبصفةٍ أساسية، وقدم مستويات طيبة.
لم يكن يحلم إلا أن يكون لاعب كرة قدم، هو الآن لا يتواجد أساساً بيننا، إنما في سجون الاحتلال، إذ اعتقل عدّة مرّات، وأفرج عنه، وأعيد اعتقاله، وكأنها دوامة لا تتوقف، حرمته من أبسط الأشياء التي يركض خلفها، وحالت دون قدرته على تطوير مستواه، والتواجد في درجة المحترفين، وربما المنتخبات.
عدة اعتقالات لنفسِ اللاعب، وسنوات خلف القضبان، كأن الطموح أصبح معلقاً بمفتاحٍ يحمله السجّان لغرفةِ السجن، ورغم ذلك، ظل مؤيد، وغيره، أقوياء، تجده في كلّ مرة يتماسك أكثر مما سبق، ويؤسس لنفسه مجدداً ليكون لاعباً، يتحدى غطرسة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني عامةً، والرياضة والرياضيين على وجه الخصوص.