شريط الأخبار

"رئة جبل النار" محمد حنو مايسترو الوسط النابلسي المقاتل

رئة جبل النار محمد حنو مايسترو الوسط النابلسي المقاتل
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصّار/ من منا لا يحب نابلس ، وفيها عيبال مقيم ، وكذا جرذيم ، والشعب على عهد الثوار ...من منا لا يحب نابلس ، بكنافتها ، وزيتونها ،وتراثها الحضاري ، الذي جعلها شامة ، تزدهي بين المدن الشامية الأصيلة !

في هذا الحضن النابلسي الدافئ ، في الأرض المروية بعرق الزيتون ، برز خيرة مبدعي فلسطين في شتى المجالات ، وقدمت عاصمة جبل النار كوكبة من نجوم الكرة ، الذين حنّوا الأرض بإبداعهم .. فمن ينسى مطيع طوقان ، ومحمد الأسمر ، وراسم يونس ، وأيمن الحنبلي ، وسامح كنعان ؟ ومن ينسى قلب الأسد الأشقر محمد حنو ، الذي شق طريقه الصعب في الملاعب ، ورسخ نفسه فارساً عندما كان لاعباً ، وجنرالاً عندما أصبح مدرباً ؟

في كل بيت من بيوت نابلس أحاديث من سيرة الحنو ، الذي صال وجال مع فرق المدينة المعروفة ، عيبال وحطين والاتحاد ، وتشرف بمهمة بناء طليعة المنتخب الفدائي ، تحت ظلال السلطة الفلسطينية .

رغم استراحته من شيطنة الملاعب ، قبل أبو السعيد مبادرتي لمراجعة صفحات من تألقه ، لاعباً ومدرباً ، وإنساناً أحبه الجميع .

- اسمي محمد سعيد موسى حنو"ابو السعيد "من مواليد نابلس يوم 24/1/1949، ولقبي "مايسترو خط الوسط" و" افضل من لعب قلب الدفاع " و" قلب الوسط" .

- بدأت مرحلتي الأولى مع كرة القدم قبل سنة 1967 ، وكأي لاعب يعشق الكره المستديرة لعبت في الشوارع والحارات وفي المدارس ، حيث كنت أحد لاعبي فريق المدرسة المميزين ، رفقة مجموعة من اللاعبين المعروفين ، أمثال محمد الأسمر ، وكاظم سرحان ، وسليم أبو علي ، وفي هذه المرحلة لعبت مباراة أمام الجيش الأردني ، الذي عسكر في حواره ، وتغلبنا عليه بنتيجة 3/0 ، وخلال تلك المباراة سمعت أحد الضباط يقول : " والله هالأشقر ما هو قليل ! " .

-وبدأت مسيرتي مع الأندية باللعب مع فريق نادي عيبال ، الذي كان يضم أبرز اللاعبين ، كمليح زيدان ، وفريد مراحيل ، ومفيد ابو كشك ، عارف عوفي ، والمرحوم جودت منكو ، وأذكر أنّه في موسم 68/69 نظم دوري الأندية لمراكز نابلس ، والتقى في المباراة النهائية نادي عيبال ، ومركز بلاطة ، الذي كان يلعب ضمن صفوفه المرحوم راسم يونس ، وانتهت المباراة بفوز عيبال بستة أهداف مقابل هدف ، لينال عيبال كأس البطولة ..وضمت إدارة عيبال وقتها المرحوم مخلص تفاحة ، والسيد عبد الرحيم سعد الدين ، والأستاذ مصطفى الشيحه .

- وسنة 1969 انتقلت إلى نادي حطين الرياضي ، الذي لعبت له حتى سنة 1973 ، وضم حطين أيامها مجموعة من اللاعبين الموهوبين ، منهم مثقال يوسف ، والمرحوم زاهي الشادوح ، والعملاق محمد الأسمر ، والهداف المرحوم محمود المصري ، والحمد لله حققت مع حطين في هذه المرحلة بطولة أندية نابلس ثلاث مرات ، ولعبت الكثير من المباريات مع أندية الضفة والقطاع ، التي كانت تضم الكثير من المواهب ، واللاعبين المرموقين ، أمثال عارف عوفي ، وسميح رجا ، ومحمود عايش ، والسنو ، ومحمد الصباح ، وموسى الطوباسي ، وحاتم صلاح ، وعمر موسى ، والراحل جورج زرينة ، واسماعيل المصري ، وعبد الله الكرنز ، وعرفات حميد ، وعبد الله ساره ، وفتحي قاطوني ، وحسن درويش ، وسليم أبو علي .

-وفي هذه المرحلة تم اختياري أفضل لاعب في منطقة نابلس ، مع الأستاذ الراحل راسم يونس ، وتم اختياري في استفتاء جريدة القدس سنة ١٩٧٢ من أفضل ٢٠ لاعباً في فلسطين .

-وكان المنعرج الهام في حياتي بانتقالي سنة 1973 إلى نادي الاتحاد ، رفقة مجموعة من اللاعبين ، ليصبح الاتحاد من أفضل الفرق الفلسطينية في تلك المرحلة ، بوجود كلّ من مطيع طوقان ، وفوزي مساعيدي ، وباسم وجعفر قناديل ، وأبو أحمد جبر ، وشكري الخاروف ، وزاهي الشادوح ، والحارس العملاق سامح كنعان ، الذي يعتبر أفضل حارس مرمى في عام ١٩٧٤ .

- وشارك الاتحاد سنة ١٩٧٤ في بطولة أندية نابلس ، ونجح في الحصول على لقب البطولة .

-وبدأت حكايتي مع التدريب عام ١٩٨٦ ، مع انطلاق مرحلة جديدة للنادي ، تعتمد البناء من القاعدة للأعلى ، من خلال خطة تشمل البراعم ، والناشئين ، والفريق الثاني ، والفريق الأول ، واستغرقت هذه المرحلة عشر سنوات ، وشارك فيها رجال من الغيورين على النادي ، أمثال علام كمال ، وعزام أبو ظريفة ، وخليل كلبونة .

-وكان الاتحاد في هذه المرحلة من فرق الدرجة الثالثة ، ودخلت على الخط الانتفاضة الأولى ، فبقينا صامدين ، وكنت خلال هذه الفترة المدرب ، الذي قضى معظم وقته في تطوير الفريق ، حتى انتقلنا إلى الدرجة الثانية ، ثم الأولى ، ثم القطرية ، ثم الصعود إلى الدرجة الممتازة سنة١٩٩٦، وتميزت هذه المرحلة بالصعوبة ، وقاد هذا الإنجاز المرحوم الأستاذ وضاح طوقان ، والأستاذ عرسان ابراهيم ، وضم الفريق في هذه المرحلة أبرز لاعبي الضفة في التسعينيات أمثال عادل جابر ، وخالد سويدان ، وشاهر السرميطي ، وعفان ومحمد واحمد سويدان ، وهشام وعلاء أبو ضهير ، وسامي حسب الله ، وربيع أبو حجلة ، وسليمان كلبونة ، وعصام شبيطة.

-من المدربين الذين كان لهم فضل عليّ الأستاذ رشاد الهندي ، أما الأندية التي لعبت لها فهي نادي عيبال ، ونادي حطين ، ونادي الاتحاد.

- بعد قيام السلطة اتفق على تكوين منتخب يمثل فلسطين ، للعب في بريطانيا ، وخلال أسبوع تم تشكيل ٣ منتخبات من الشمال ، والوسط ، والجنوب ، وكان لكلّ منتخب مدرب ، وكنت أنا مدرب منتخب الشمال ، وبعد فترة إعداد قصيرة ، نظمت بطولة مصغرة بين المنتخبات الثلاثة ، وفاز منتخب الشمال بالبطولة ، وتم تشكيل المنتخب ، من خلال لجنة تضم مدربين ، وإعلاميين ، ولاعبين قدامى ، وضمت لجنة المنتخب رجب شاهين ، وراسم يونس وبعض الزملاء الآخرين ، وضمت التشكيلة لاعبين من معظم الأندية ، أمثال ايمن وحسن صندوقة ، وماهر بركات وعبد الناصر بركات ، وأحمد عيد ، ونائل أسعد ، وخلدون فهد ، وأسامة عليان ، وخضر عبيد ، بالإضافة الى بعض اللاعبين ، الذين منعوا من السفر ، أمثال عفان وخالد سويدان ، وهشام أبو ضهير ، وكان الهدف من هذا المنتخب الاحتكاك مع أندية انجليزية نصف محترفة ، لاكتساب الخبرة والمعرفة.

- أفضل من لعب معي في عيبال المرحوم جودت منجو ، وفي حطين زاهي الشادوح ، ومحمد الأسمر ، وفي الاتحاد أبو احمد جبر ، وحسين عليان ، والذي شكل معي ثنائي هو زاهي الشادوح.

-مثلي الأعلى في الملاعب محمد صباح لاعباً ، ومدرباً ، وإدارياً ، وخارج الملاعب وضاح طوقان ، وعرسان ابراهيم.

-تشرفت بمهمة تدريب نادي الاتحاد ، ونادي حطين ، ونادي سلفيت.

- أفضل إنجازاتي ما حققته من عمل رياضي ، خلال فترة تدريبي لنادي الاتحاد ، والصعود بالفريق الى الدوري الممتاز عام ١٩٩٦ ، بعد أن كان في الدرجة الثالثة .

-تلقَّيت عروضاً للعب مع فريق الوحدات ، عن طريق المرحوم الأستاذ عمر شويكة ، ومن نادي النجمة اللبناني عن طريق اللاعب الفلسطيني غسان طه ، الذي كان يلعب ضمن صفوف النجمة .

-من أهم أسباب اختفاء الاتحاد وحطين عن الساحة سوء الإدارات ، التي استلمت زمام أمور الناديين في الفترة السابقة ، وعدم وجود أعضاء غيورين في هذه الأندية ، دون ان ننسى الوضع المالي.

-أعتقد انّ نظام الاحتراف هو القشة ، التي قسمت ظهر البعير ، وقتلت روح الانتماء للأندية ، فاللاعب قبل الاحتراف كان يبكي عند هزيمة فريقه ، أمّا الآن فحدث ولا حرج.

-في الزمن الجميل لعبت أمام ناديي مركز وثقافي طولكرم - كلاعب ومدرب - ولا يختلف اثنان بأن الفريقين من أعرق الفرق على الساحة الفلسطينية ، وكانت المباريات التي تلعب مع هذه الناديين على صفيح ساخن ، من حيث اللياقة ، والفن ، والقتال ، والحماس ، والحزن .

-أفضل لاعب محلي بالنسبة لي لاعب مركز بلاطة خالد أبو عياش ، وأفضل لاعب عربي أبو تريكة ، أمّا أفضل لاعب في العالم فليونيل ميسي ، ومن جهة نظري أفضل مدرب فلسطيني محمد الصباح ، وأفضل مدرب عربي الجوهري ، وافضل مدرب في العالم زيدان .

-أفضل تشكيلة لنجوم الضفة أيامي تضم سامح كنعان حارس مرمى ، ومطيع طوقان ، ومحمد حنو ، ومثقال يوسف ، ومحمود عايش ، وعبد الله ساره ، وعارف عوفي ، وسميح رجا ، ومحمد الأسمر ، وموسى الطوباسي ، وحاتم صلاح.

-أقول للإعلام الرياضي : قل الحقّ ولا تبالي.

-أقول لمحمد الأسمر : أنت عملاق ، الله يشفيك ويعافيك !

-أقول لمطيع طوقان ، أنت أفضل مدافع !

-أقول لمحمود أبو وردة : إلى الأمام ، فالمستقبل ينتظرك!

-أقول لعمر موسى : انت المميز خلقا ولعبا!

-اقول للمرحوم راسم يونس: أنت الرجل المناسب في المكان المناسب!

-أطرف قصة حصلت معي في مباراة جمعت سلوان ونادي الاتحاد ، على ملعب نابلس ، يومها كنت لاعبا ، وكان يلعب مع سلوان اسماعيل المصري ، وانتهت المباراة بفوز سلوان ٠/٤ حيث كنت ألعب في وسط الملعب بعد ثلث ساعة من بداية المباراة ... ولما أصيب قلب دفاع الفريق ، وكانت النتيجة كما ذكرت ٠/٤ ، عدت الى قلب الدفاع ، ولعبت لوحدي فبقيت النتيجة كما هي ، وفي غرفة الغيار ، جاء أحد الاشخاص وقال لي : إن اسماعيل المصري يبحث عنك ، وهو غضبان بعض الشيء ، فقلت : ربما حصل احتكاك بيني وبينه أثناء اللعب ، فإذا به يدخل علي ، ويحتضنني ، ويقول لي : أنت ملك ، حافظ على لعبك!

-ومن القصص أيضاً يوم مباراة لنا مع بيت جالا ، فاز نادي الاتحاد ١/٢ ، ونجحت في تسجيل هدف الفوز ، عندما تلقيت الكرة في نصف الملعب ، فتقدم دفاع بيت جالا ، لنصب مصيدة التسلل ، فأوهمت الدفاع بأنني سأمرر الكرة ، ولما اندفع جورج زرينه ، وبقية المدافعين انطلقت بالكرة الى الأمام ، فلحق بي الراحل جورج ، وبقي يشدني من ملابسي ، وأنا أسحبه إلى الأمام ، حتى دخلت منطقة الجزاء ، وكان الحارس خليل بطاح ، فأوهمته بأني سأضرب الكره برجلي اليمنى ، وبحركة سريعة سددت الكرة بالرجل اليسرى على يسار الحارس ، فلم يستطع صدها ، وكان فريق بيت جالا في وقتها أفضل فريق في فلسطين ، ولعب الاتحاد يومها في الفريق الثاني باستثناء لاعبين ، هما محمد حنو ، وأبو احمد جبر.

-في الختام اقال : ألا ليت الرياضة تعود كما كانت عليه!

مواضيع قد تهمك