شريط الأخبار

عاشق القدس وبرج اللقلق فيصل الحسيني.. ما زال حاضرا في المشهد المقدسي

عاشق القدس وبرج اللقلق فيصل الحسيني.. ما زال حاضرا في المشهد المقدسي
بال سبورت :  

في الذكرى ال 19 لغياب امير القدس..

المحامي كمال عبيدات رئيس الغرفة التجارية الصناعية – القدس

ساعات قليلة جدا تفصلنا عن ذكرى مؤلمة عاشتها القدس وفلسطين وعاشها العرب وأحرار الامة وأصدقاء فلسطين، يوم 31 ايار من العام 2001 كان يوم الرجوع للقدس عاصمته التي أحبها واحبته، ليرقد الشهيد الفيصل بجوار والده الشهيد وينثر عليه تراب المسجد الاقصى المبارك، كان يوما مشهودا في تاريخ العاصمة حيث أختفى عنها الأغراب وتحررت المدينة في مشهد لم يرى له مثيل منذ سقوط المدينة يوم الخامس من حزيران بالعام 1967، في هذا اليوم توافد مئات الالاف من ابناء فلسطين التاريخية ليودعوا الجثمان الطاهر في اقدس بقعة من بقاع المسلمين بعد مكة والمدينة.

وهنا أخترت هذه الصورة لهذه الكلمة لما لها من معاني كبيرة وعزيزة علي وعلى الراحل امير القدس "ابو العبد"، فهي كانت صورة من الحراك والنشاط اليومي للفيصل حين كان ابو العبد يتفقد أرض الرباط في برج اللقلق وهي المساحة الاكبر والاوسع داخل اسوار البلدة القديمة بعد المسجد الاقصى المبارك، دافع ابو العبد عن أرض البرج بجسده العاري ورابط فيها قرابة الاربعين يوما بلياليها مع نكوكبة من رجالات القدس المخلصين الاوفياء، كي لا تذهب هذه الارض المباركة للأغراب الطامعين فيها "وما زالوا"..

كان ابو العبد يحب التجول في ازقة وحارات البلدة القديمة من القدس بشكل دائم ومبرمج، ويحفظ أساء الازقة والحارات وأصحاب المحلات وأصحاب البيوت، وكان دائم الزيارة لأفران "الكعك المقدسي"، وكان دائم الاهتمام بأعادة اعمار البيوت المقدسية في القدس العتيقة ويتابع امورها بشكل يومي.

أحب ابو العبد برج اللقلق كما أحب نادي جبل المكبر وهلال العاصمة وغزة الرياضي وعميد اندية فلسطين "شباب الخليل" ، كان دائم الزيارة لنادي سلوان والمعهد العربي الرياضي وأفتتح نادي القدس في حفل مهيب في يوم من الايام وزار نادي جبل الزيتون مرارا وتكرارا، وكان دئام الحضور لأرض ملعب العاصمة "ملعب المطران"، كان يتابع تفاصيل اندية القدس ويرفدها بالمال .

أحببت ابو العبد الذي اطلق علي لقب "الشهيد الحي" حينما زارني في مستفى جمعية المقاصد الخيرية ايام الانتفاضة المجيدة، ومذ ذاك التاريخ ارتبطت به وأصبحت لصيقا به وكنت أحب مرافقته فهو كان نعم الاخ الكبير والقائد والوالد الحاني والصديق المقرب لي ولغيري من ابناء المدينة المقدسة.

في هذه الايام بالذات نفتقد البوصلة ونفتقد العنوان والمرجعية ونستذكر بيت الشعر لابو فراس الحمداني (في الليلة الظلماء يفتقد البدر)، نعم نفتقد ابو العبد كما تفتقده المدينة بحجرها وشجرها وبشرها ، نفتقد المرجعية التي غابت "، نفتقد القائد صاحب القرار الشجاع وصاحب الحل والربط.

نفتقد القائد السياسي المحنك صاحب الحضور العربي والدولي ، نفتقده اليوم في الوقت الذي تكثر فيه المؤامرات على شعبنا وقضيتنا ويتأمر علينا الغريب والقريب العرب قبل امريكا واسرائيل ويخطط لنا " صفعة قرن" وقرار الضم ... في مطابخ عربية واشراف امري-صهيوني...

آه كما نشتاق لك ايها الامير ، كم نشتاق لقائد ومرجعية وأخ وآب كما الفيصل ... ابو العبد نم قرير العين فانت الحاضر فينا وبيننا كل يوم وساعة ودقيقة.. نعم رحلت لكنك لم تغب فما زلت حاضرا في المشهد المقدسي بكل تفاصيله الكبيرة والصغيرة...

مواضيع قد تهمك