فارسات يتحدّين الإعاقة في غزة
غزة- كتبت علا موقدي/ تجمعهن الكثير من الأمور السامية في الحياة، ويقاومن إعاقتهن الجسدية عن طريق الرياضة، ويعطين أمثلة صارخة عن المثابرة في الوصول الى الأهداف المرجوّة، والإرادة القوية، على الرغم من ضيق العيش.
يجمعهن سقف نادي "فارسات فلسطين للسيدات ذوات الإعاقة"، والذي تم تأسيسه في مدينة غزة ليكون الأول من نوعه على مستوى فلسطين مخصص لرياضة السيدات والفتيات ذوات الإعاقة، ويدير مجلس إدارته نساء من نفس الفئة.
تم ترخيص النادي عام 2015 من وزارة الشباب والرياضة في غزة، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة في رام الله، ويضم في الوقت الحالي أكثر من 120 عضوة، يظهرن للعالم حبّهن للرياضة، ومنافستهن للأشخاص الطبيعين.
هدى أبو عوده (38 عاماً) إحدى اللاعبات في النادي قالت لـ"وفا": الشخص ذوي الإعاقة بحاجة ماسة إلى الحركة والرياضة، كنت أرفض المشاركة في نوادي مختلطة لأن ذلك يؤثر على حريتي في الحركة، حتى أفتتح نادي الفارسات، اشتركت به منذ 4 سنوات، وكانت فكرة فريدة أن يكون هناك نادي متخصص لذوات الإعاقة، نلعب فيه كرة السلة والتنس، والكراتيه (الدفاع عن النفس للأشخاص ذوي الإعاقة)، يجمع بيننا الاعاقات الحركية والسمعية وحبنا للرياضة.
وذكرت، نحن أربعة أفراد في العائلة نعاني من الإعاقة عندما كنا نذهب إلى المدرسة كانت نظرة المجتمع لنا سيئة للغاية، بعضنا لم يستطيع أن يكمل تعليمه بسبب المجتمع وبعضنا تغلب وأكمل طريقه، وعن نفسي خرجت من المدرسة في الأول اعدادي ثم عدت لها بعد 13 عاماً، وأكملت دراسة وحصلت على دبلوم فنون وحرف يدوية من الكلية الجامعية و دبلوم إدارة أعمال.
وأضافت، المرأة في مجتمعنا مهمشة إلى حد كبير، فما بالك اذا كانت من ذوات الإعاقة، اشتركت انا وشقيقاتي في النادي، وجدنا في البداية العديد من الصعوبات، أبرزها نظرة البعض غير اللائقة، لكننا تحدينا الواقع واستطعنا أن نثبت للمجتمع أنه هو من ظلمنا وأن الفتاة التي تحمل معها إعاقة، قادرة على فعل أشياء كثيرة لا يتصورها أحد.
وعن تأثير الرياضة على حياة ذوي الاعاقة، بينت أبو عودة: في البداية كنت شخصية ضعيفة وبعيدة عن الرياضة والتمارين اللازمة للجسم، ولكن عندما بدأت أشعر أن الرياضة تعطيني قوة زادت ثقتي في نفسي بشكل أكبر، كما أن بعض الفتيات لم يكن يخرجن من بيوتهن ولم يعرفن شيئا لكنهن أصبحن يلعبن ويشاركن في مسابقات ويحصدن مراكز أولى وتغيرت نفسياتهن تماتاً.