ملف كرة القدم الساخن في ندوة احتضنها الهيبرون سبورت بالخليل
الخليل - فايز نصار/ كرة القدم الفلسطينية .. الى أين" عنوان الندوة الرياضية الثانية ، التي احتضنها مركز هيبرون سبورت بالخليل مساء الاثنين الماضي ، بمشاركة نوعية فاعلة ، من أهل الاختصاص ، في مختلف المجالات ، التي تتصل باللعبة الأكثر شعبية ، ممن ناقشوا بهدوء لافت ، ملف كرة القدم الساخن ، مشخصين جملة الأوجاع ، التي تقض مضجع الكرة الفلسطينية ، تاركين للمسؤولين ، في مختلف المواقع ، معالجة الأمر ، للمساهمة في استعادة كرة القدم الفلسطينية لمكانتها ، ودورها الوطني والدولي المؤثر ، في تحقيق مثل الشباب الفلسطيني النبيلة... وقد كان في مقدمة الحضور عضو اللجنة الأولمبية الفلسطينية محمد البكري ، وعضوا الاتحاد جورج غطاس وعلاء حالوب ، ومدير الشباب والرياضة عبد الناصر الشريف ، ومدير اللتربية والتعليم محمدعمران القواسمي ، وممثلون عن الأندية والمؤسسات الرياضية ، وأعضاء رابطة الصحفيين الرياضيين .
كلمة ترحيب
وفي البداية رحب الأخ محمد البكري بالمشاركين في الندوة من مختلف المحافظات ،مذكراً بتوصيات الندوة الأولى ، التي نالت استحسان قطاع واسع من الرياضيين ، عارضا المحاور ، التي سيتم تداولها خلال الندوة ، متمنيا أن يسمع بردود أفعال تفيد الشارع الرياضي من مثل هذه الندوات ، التي أكد انها تحشد آراء الفنيين ، في توضيح معالم الجراح ، تاركة لأهل الحل والربط من المسؤولين مسؤولية متابعة الأمر ، ووضع الحلول الناجعة .
مداخلة مقدسية
وفي مداخلته حث عضو رابطة الصحفيين الرياضيين منير الغول أسرة كرة القدم الفلسطينية ، على عدم الاستسلام لمشاريع الاحتلال ، والمبادرة لتنظيم جملة من الخطوات المضادة ، لتنشيط المحيط الرياضي ، رغم الحواجز والمعيقات ، محملا عنصري الفعل الرياضي ، الأندية واتحاد الكرة المسؤولية كاملة في هذا المجال ، ومحددا أبرز المعوقات ، التي تساهم في تراجع كرة القدم ،بعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وتغييب دور التكنكراط الرياضي ، وضعف البنى التحتية ، وسيادة العشائرية والمناطقية والشللية في معظم المؤسسات الرياضية .
دور كرة القدم
ثم تحدث عضو رابطة الصحفيين الرياضيين محمود السقا عن اهمية كرة القدم تكوين الشخصية الوطنية ، وبلورة مستقبل الشباب ، مذكرا بعمل الاسرائيليين على قتل منافسة كرة القدم خلال الانتفاضة الأولى ، ومؤكداً أن العولمة قد زحفت على قطاع كرة القدم ، وتمنيا ان تحظى كرة القدم الفلسطينية بالاهتمام اللازم من الجميع ، حتى يلعب هذا القطاع دوره في رسم صورة شبابنا المستقبلية .
ألف شيكل فقط !
وبصراحة قال مدير مديرية الشباب والرياضة بالخليل ، عبد الناصر الشريف :إنه لا يستطيع ان يتحدث عن شيء ملموس لإنجاز البنى التحتية اللازمة ، في مختلف المدن ، طالما ان ميزانية الوزارة أصبحت لا تزيد عن ألف شيكل !!
مؤكدا ان الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شعبنا تجعله يتوجس من الأيام القادمة ، التي قد لا تشهد إنشاء مزيد من المرافق الرياضية .
ظروف قاهرة
وبدوره تحدث نائب رئيس اتحاد الكرة جورج غطاس عن مشاكل اتحاد الكرة ، مؤكدا ان غياب الدعم المالي أبرز المشاكل ، التي تتفاقم بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ، والتي تنعكس سلبا على قطاع الرياضة ، مضيفا ان الظروف الأمنية وقلة الملاعب ، ومزاجية الأندية ، وعدم تفاعلها مع برامج الاتحاد ن كلها اسباب جعلت الوضع يزداد صعوبة .
منتخب الجميع
وأكد عضو الاتحاد علاء حالوب أن المنتخب ملك لكل فلسطيني ، ولذلك يجب على الجميع التعاون خدمة لهذا المنتخب ، مؤكدا ان أعضاء الاتحاد مستعدون لسماع كل الاقتراحات ، موضحا بعض المشاكل التي أدت الى تراجع مستوى المنتخب ، ومن أبرزها ألازمة المالية ، وعدم جاهزية اللاعبين في الأندية ، وعدم انتظام الدوري ، وقلة المرافق الرياضية ، وصعوبة تجميع اللاعبين في المعسكرات الداخلية والخارجية .
لا يجتمعون!
ثم تحدث عضو لجنة الحكام المركزية عبد الرؤوف ابو سنينة ، فعدد حكام الدرجات المختلفة في محافظة الخليل والمحافظات الأخرى ، موضحا أن العدد الاجمالي لا يزيد عن 150 ، وهذا العدد لا يكفي لإدارة مختلف المنافسات في الضفة والقطاع ، مطالبا بإعداد جيل جديد من الحكام ، وبتنظيم مزيد من دورات الصقل للحكام العاملين ، عارضا أمام الجميع حقيقة مفادها ان لجنة الحكام المركزية لم تجتمع منذ مدة !!
جدوى الندوات
أما رئيس نادي شباب الظاهرية ، واكد العقبي فتحدث عن هموم الأندية ، متسائلا عن جدوى مثل هذه الندوات ، اذا كانت توصياتها لا تجد الاهتمام اللازم من المسؤولين ، مبرزا بألم مشاكل الندية وأهمها عدم توفر الدعم المالي ، وطول أمد الدوري ، الذي لا يساعد على التركيز ، إضافة الى غياب الحوافز ، وعدم توفر التأهيل اللازم للفنيين في مختلف الاختصاصات ، ضاربا المثل بفريقه شباب الظاهرية ، الذي لعب ست مباريات فقط في تسعة أشهر .
دور المجتمع المدني
أما مدير تربية الخليل ، الأستاذ محمد عمران القواسمي فقال ،إن المعيقات الاحتلالية لا تمس قطاع الرياضة فقط ، مطالبا الجميع بتحريك الخلايا النائمة في هذا المجتمع ، والتحرك على مختلف الصعد لتوفير الدعم ، كما تفعل وزارة التربية التي تبنى عشرات المدارس في كل محافظة ، مستفيدا من دعم المجتمع المدني ، الذي يكون تدخله مؤثرا عندما يقتنع بالفكرة .
غياب التخطيط
وبعد انتهاء المداخلات الرئيسية حول عناوين الندوة الفرعية ، تم فتح مجال النقاش أمام الجميع لإثراء المضوع ، فتساءل مدير الهيبرون سبورت عادل ابو عيشة عن أسباب عدم إنجاز الوزارة مشاريع رياضية في محافظة الخليل ، وعن سبب تركيز المباريات في ملاعب بعينها ، ملحا على ضرورة تعاون الجميع لانجاح الفعاليات الرياضية فيما تحدث الأستاذ رجب شاهين عن بعض المشاكل التي تعترض تنظيم الدوري ، وغياب التخطيط عن المشاركات الدولية ، مقترحا إيجاد ملاعب بديلة لكل المباريات ، وعدم تركيز جميع المباريات في ستاد أريحا .
طاقات غير مستغلة
أما الرياضي لافي غيث فقال ان مقتل الحركة الرياضية يتلخص في الخلافات بين مختلف المؤسسات على الصلاحيات ، بسبب غياب القوانين الواضحة ، فيما تحدث الرياضي سعيد الجعبري عن تقصير إدارات الأندية في استنهاض الروافد الشعبية ، والاستفادة من طاقات المؤسسات الوطني ، وعدم الوصول الى موارد الدعم من رجال الأعمال الفلسطينيين في الخارج ، وخاصة في الأردن .
منظومة متكاملة
اما عضو رابطة الصحفيين الرياضيين محمد صبيحات فقال :إن لعبة كرة القدم منظومة متكاملة ، اذا اصاب العطب أحد عناصرها توقفتى عن العمل ، داعيا الى دعم أكثر كمن الدولة للقطاع الرياضي ، وحاثا على تحديد توجه الرياضة الفلسطينية بين الهواية والاحتراف ، ومؤكدا ان أهم أسباب ضعف الدوري هو الارتجال .
ضعف الاتحاد
وقال رئيس اللجنة المساندة بالخليل كمال حسن : إن محورة المؤسسات الرياضية انقص من فاعليتها ، كما ان ضعف شخصية الاتحاد زاد الطين بلة ، وخاصة عندما لعبت الجغرافيا لعبتها غير المقبولة ، وعندما اتضح ان في اللوائح والقوانين ثغرات قاتلة !! فيما جاءت الأسئلة المحرجة من الحكم الدولي رافع ابو مرخية ، الذي تساءل عن آليات اختيار اللجان المختلفة ، وعن ضعف قرارات الاتحاد ، وعن أسباب عد=م معاقبة المشاركين في اللقاءات التطبيعية ، وعن ميزانية لجنة الحكام .
دور القطاع الخاص
بعد ذلك تحدث الرياضي كفاح الشريف ، عن دور المؤسسات الاقتصادية في دعم الحركة الرياضية ،مؤكدا ان الرياضة تحتاج لإمكانيات وادوات ، ولن تتقدم الرياضة الا بتوفير كل مستلزمات النجاح ، مطالبا الأندية بالبحث عن مصادر تمويل ذاتي كما فعل نادي الوحدات ، وباستقطاب أصحاب رؤوس الأموال للإدارات الرياضية ، فيما أكد رئيس نادي واد النيص سليم ابو حماد ان ناديه لن يتوقف عن المساهمة في دعم بطولة الدوري التصنيفي ، مذكرا بأن محمد صبيحات حضر من جنين الى الخليل ، فلماذا تتعلل الأندية بالحواجز ، طالما ان إرادة الإنسان الفلسطيني كفيلة بتجاوز كل الحواجز ؟
دور الاعلام الرياضي
وعرض مازن الخطيب من جامعة الخليل أهمية ان يتناول النجاح الجانبين الاداري والمالي، مؤكدا ان نظام الانتخابات اثبت فشله في فرز الأفضل لقيادة الاتحادات ، ملحا على ضرورة ان يلعب الاعلام الرياضي دوره كاملا في التنمية الرياضية ، ليتحدث محمد ابو صوي من سلوان عن دور الاتحاد في نجاح اللعبة ن مطالبا الأعضاء بالاستقالة الجماعية اذا فشلوا في اداء رسالتهم ، ليكون مسك الختام من الإعلامي خالد القواسمي، الذي تحدث عن دور الرياضة المدرسية ، مطالبا الاتحاد بمزيد من الجهد لانجاح المنافسات ، ومطالبا الجميع بالتعاون ، لإنجاح هذه المهمة الوطنية .