مشاركة حكامنا الدوليين في سورية، فلسطين دفعت الثمن
بقلم الحكم الدولي خالد عمار
كنت مع زملائي الحكام الدوليين وبخاصة الزميل الدولي المساعد فايز الباشا قد حذرنا خلال عملية الترشيح لهذا العام من خطورة ترشيح مستجدين بعد ان قام الاتحاد الدولي بتقليص حصة فلسطين الى حوالي الثلث وطالبنا اتحادنا ولجنته المركزية ببذل الجهود على كافة المستويات لاعادة توسيع القائمة أسوةً بدول الجوار ، وقلنا ان الطريق لهذا الهدف لن يكون الا من خلال اتباع خطوات مدروسة ومقنعة للاتحاد الدولي والاتحادين العربي والآسيوي ، وأولى هذه الخطوات ان نستبعد ترشيح مستجدين ونختار من القائمة الاصلية الذين اجتازوا الاختبارات الدولية لضمان تأمين المشاركة في البطولات الخارجية ولتفادي أي اخفاق في الاختبارات التي ستجري عاجلاً أم آجلاً في مختلف الجوانب المتعلقة بتقييم الحكام وقدراتهم واحدها اختبار اللياقة البدنية " الكوبر " ، وأكدنا على ان المطالبة بتوسيع القائمة يجب ان يعزز باستمرارنشاط الدوري العام وعقد الدورات التحكيمية المحلية وتفعيل الاتصالات والتنسيق مع المسؤولين في الاتحادات العربية والآسيوية والدولية عبر القنوات الرسمية المتمثلة في اتحاد اللعبة ولجنة الحكام المركزية وان نعمل وفق برنامج علمي قائم على التخطيط والمتابعة والتقييم وليس المحسوبيات والاستفتاءات الخيالية في الغرفة المغلقة والنفخ الاعلامي الهش .
ان دروة صقل الحكام الدوليين التي اقيمت في العاصمة السورية دمشق ، واخفاق حكامنا الدوليين حسب تصريحات عضو الاتحاد جمال زقوت الذي أكد ذلك بموجب تلقيه النتائج الرسمية من سوريا قد جر قائمة حكام فلسطين الى نفق خطير وبعثر جميع الاوراق التي اعدت بجهود الشرفاء والمخلصين في الوطن لتحسين موقعنا على الخريطة الدولية بعد ان تلقى اتحادنا وعود ايجابية من المسؤولين في الاتحادين العربي والآسيوي وتحديداً من الاخ بن همام على اعادة توسيع قائمة حكامنا الدوليين في العام القادم اسوة بدول سوريا والاردن لبنان المجاوره ، أي أكثر من الضعف .
والمضحك المبكي في آن واحد ان يطل علينا بعض الحكام بتصريحات وبيانات عارية عن الصحة ، يحاولون فيها تغطية الشمس بغربال ويضيفون فضيحة جديدة تتمثل بالخداع والكذب على شعبنا بتبريرات واهية لا اساس لها من الصحة ، ونقول هنا بكل جرأة ليس عيباً ان يخفق الحكم في الاختبارات لاننا نؤمن ان الحكم انسان كما يخطيء في المباريات عن غير قصد ولكن العيب هو اللجوء الى الكذب والخداع الآني بقصد ، فهذا من اخطر الصفات التي ترافق الحكم القاضي ، والأخطر في هذا الموضوع ان يقوم بعض من يسمون انفسهم اعلاميين رياضيين بالتطبيل والتزمير والاشادة وقلب الحقائق لاوهام الشارع وتضليله من اجل مصالح شخصية متناسين ان شعبنا والحمد لله من اكثر الشعوب متابعة لما يدور حوله من احداث ولا يخلو منزل من جهاز حاسوب يربطه في العالم ، ونقول لهؤلاء البعض وهم قليلون انكم ساهمتم في هذه الفضيحة بحق فلسطين التي دفعت الثمن الغالي ، فقد تلقف المراقبون اخباركم الملفقة التي طالت الحكام المتميزون في الدول الشقيقة المشاركة لتسرقوهم حقهم وانجازهم وكان ردهم في وسائل الاعلام مزلزلاً وبالوثائق والبراهين .
وامام اجتياز حكمنا المساعد مهيوب الصادق الوحيد في هذه الاختبارات واخفاق الآخرين ، فاننا بقدر ما نبارك للصادق فاننا نطالب الاخوة في اتحاد الكرة وفي لجنة الحكام المركزية التحقيق فيما جرى في دورة سورية من جهة ومحاسبة الحكام الذين تورطوا في الكذب والخداع عبر تصريحاتهم النارية لوسائل الاعلام والتي تصورهم بالابطال والمتميزين وبانهم اختيروا للمشاركة في دورة تشرين الكروية القادمة في سورية والاشادة من المسؤولين ، ونتسائل ماذا بقي للاخوة الحكام الدوليين العرب الذين شاركوا في الدورة ؟ وكيف سيكون مستوى الاشادة وحال حكامنا لو كان تقرير هؤلاء المسؤولين انفسهم يحمل قصة نجاح المشاركة الفلسطينة ؟ ويظل آخر الكلام أن الذي دفع ثمن الاخفاق ليس هؤلاء الحكام وانما فلسطين الوطن بكل المقاييس .