سودانيات يطاردن المستديرة بالحجاب ويطالبن ببطولة محلية للمحترفات
انتقلت حمى كرة القدم من أوساط الشبان في السودان الى الفتيات اللواتي بدأن في مزاحمة الرجال على مطاردة المستديرة في ملاعب مخصصة لمحترفي الكرة من عتاولة اللاعبين أصحاب القدرات البدنية العالية والمهارات الفنية الراقية.. وفي السودان حكاية يصعب تصديقها ناهيك عن رؤية الفتيات وهن يطلقن سيقانهن مع عاصفة ( المستديرة) كما يحلو للسودانيين تسمية كرة القدم، فهم شعب مولع بها وتعد الرياضة الاكثر شعبية في السودان، ولكن الصعوبة تكمن في السيدات ضمن مجتمع محافظ يعد ممارسة المرأة لكرة القدم امراً مستحيلاً وان كان فانه ضمن شروط لا يمكن قبولها رغم قرار الفيفا وقوانينه بفرض هذا المنشط وفق دعم سخي، ويذكر السودانيون انه عندما اعلن رئيس الاتحاد العام السوداني لكرة القدم السماح للنساء بممارسة لعبة كرة القدم كانت خطب المساجد في يوم الجمعة تندد بهذا القرار.
ومع ذلك وفي سيرة تاريخية نجد ان اول ظهور لكرة القدم النسائية في السودان كان العام 2000م ولكنها وحتي هذا التاريخ لم تأخذ شكلها المبرمج اذ تندرج في اطار الاجتهادات الشخصية لبعض من تستهويهن هذه اللعبة في مجتمع تحكمه الشريعة الاسلامية ويري في ممارســـة الفتاة لهذه اللعبة خروجاً عن العادات والتقاليد، كما هو الحال الان رغم مرور ست سنوات وتكوين لجنة للاشراف عليهن من قبل الاتحاد السوداني لكرة القدم والدعم السخي من الفيفا الذي يصل الي الاتحاد لفرض كرة القدم النسائية.
سارة ادوارد اقنست كابتن منتخب السيدات لكرة القدم التي تعد واحدة من اللائي يؤمن بالفكرة ويعملن علي جعلها حقيقة واقعية تتحدث في تقرير نشرته صحيفة القدس العربي التي تصدر في العاصمة البريطانية، عن معاناتها من اجل ايجاد ملعب للتدريب فقد تجولن حتي عثرن علي ملعب بالايجار في غياب الدعم المالي من الجهات المختصة وتنظيم اشتراكات شخصية للمساهمة في دفع نفقات ايجار الملعب وهو في الحديقة الدولية في الخرطوم والبحث عن مدربين وفرق للتباري معهن.
سارة ادوارد تؤكد انهن غير ملزمات بارتداء الحجاب لأنه أمر شخصي مع وجود من يلعبن وهن محجبات ووجود مقترح ان يرتدين التراك سوت مثل لاعبات المنتخب الباكستاني وتصف حالهن بانهن فــــي انتظار جهودهن وما تسفر عنه لتنظيم دوري واندية للسيدات، ولكن اذا ما فشلن فانها شخصياً ستبحث عن الاحتراف خارج السودان.
ومن طرائف ما ترويه سارة انهن ادين مباراة ضد مدرسة كمبوني واستطعن الفوز عليها فما كان من الشبان عقب نهاية المباراة محاولة ضربهن مما استدعي تدخل الشرطة. وسبق ان لعبن ضد منتخب نجوم الخرطوم وخرجن بالتعادل معهن، وتتميز بعض اللاعبات بينهن هند فضل الله وبخيتة وسكرة التي تصفها سارة انها اخطر من يلعب في خط الهجوم.
وتوجد بعض الفرق النسائية لكرة القدم بينها فريق جامعة السودان الذي ترتدي لاعباته غطاء للرأس وسراويل طويلة وهو ما يعتبر خانقاً في ظل الشمس الصحراوية اللافحة في الخرطوم. وقال احمد آدم، مدرب لكرة القدم بالجامعة، انه يدرس كرة القدم في كليته واثناء ذلك جاءته بعض الفتيات لمشاهدة كرة القدم وسألهن اذا كن يردن اللعب فاجبن بنعم ومن وقتها بدأت في جمعهن وقلت لهن انه يمكن ان يلعبن كرة القدم اذا كانت عندهن الرغبة في ذلك.
وقد جرت بعض المباريات النسائية امام جمهور قليل ضم الي جانب الفتيات بعض الفتيان حيث كانت اللاعبات يقمن باستعراض مهاراتهن خلال فترة الاستراحة بين الشوطين، وتأمل سارة في اختيار منتخب وطني بحلول نيسان / ابريل المقبل بجانب دعم اتحاد كرة القدم لهن، فهن يرغبن في التعامل مع كرة القدم النسوية بأمر فيه شيء من الجدية لأنه اصبح واقعاً لا مفر منه.