رجل الأعمال تيسير بركات.. أخطاء ادارية فادحة تُهدد مسيرة "الوطني" والمطلوب محاسبة المقصرين
كتب اشرف مطر/ في خطوة لم تكن متوقعة، خاصة بعد الفوز الغالي الذي حققه المنتخب الوطني على منتخب سنغافورة بهدف دون رد، فاجأنا السيد تيسير بركات رجل الأعمال الداعم للمنتخب بعد الاحتفال مع اللاعبين بالفوز وتوزيع المكافأة عليهم بطلب الحديث للجمهور الفلسطيني عن أوضاع المنتخب بطرح العديد من القضايا الحساسة التي تهم الكرة الفلسطينية من خلال التطرق للكثير من القضايا التي واكبت رحلة الفريق على مدار 40 يوماً.
وقال بركات، خلال حديث مطول أنه صبر على أخطاء كثيرة حدثت مع المنتخب للحفاظ على تماسكه، لكنه وجد أن عدم تجاوب المسؤولين واستمرار التهاون بحق المنتخب جعله يقرر الكشف عن تلك الأخطاء لتجنب الوقوع فيها مستقبلاً، خاصة أن مشوار المنتخب في التصفيات ما زال طويلاً ويحتاج إلى التفاف الجميع.
وأوضح أنه اختار هذا الوقت بالتحديد للكشف عن تلك الحقائق، لأنها جاءت بعد انتصارونشوة، مشيرا إلى أنه لم يكن ليتحدث عن تلك الموضوعات، لو لا قدر الله خسر المنتخب، لأن ذلك سيفسر على أنه تبرير للهزيمة وردة فعل ستُسجل عليه، لذلك هو اختار هذا التوقيت.
"بال سبورت" تضع بين يدي القارئ تلك الحقائق حسب ما وردت على لسان بركات الذي بدا متأثراً وحزيناً على غير عادته لأنه حاول السكوت لكنه لم يستطع.
المنتخب يُمثل مجلساً وطنياً مصغراً
أبرز القضايا التي تحدث بها بركات تتعلق بالمنتخب الوطني لكرة القدم حيث قال بأنه كفلسطيني يعتبر المنتخب بمثابة مجلس وطني مصغر يجمع كل الفلسطينيين في الداخل والشتات الأمر الذي يشكل جسما يتفاعل معه الفلسطينيون حول العالم، موضحاً أن نجاح هذا التجمع يضمن مزيدا من التواصل بين أهلنا في الخارج وأهلنا في الداخل لمصلحة قضيتنا العادلة التي تحتاج إلى التفاف الجميع.
وأضاف أن ما أحزنه في هذا الموضوع هو إحساس بعض لاعبي الشتات بأنهم غير مرغوب فيهم في المنتخب، الأمر الذي أثر سلبا على معنوياتهم وعدم رغبتهم بالعودة مرة أخرى الى المنتخب، وطالب "أبو عمر" المسؤولين عن الرياضة الفلسطينية بتوجيه القائمين على كرة القدم الفلسطينية بكيفيه إحتضان هؤلاء اللاعبين وخلق التواصل الإيجابي بين لاعبي الداخل والخارج.
أخطاء ادارية
وفيما يتعلق بالأمور الادارية للمنتخب، أكد أن الحديث يجب أن يبدأ من حيث أهم الأمور والقضايا التي ترتبط بها قضايا مفصلية كثيرة، حيث أكد أنه بات على قناعة راسخة بوجود خلل كبير في الجانب الإداري من عمل الاتحاد، فيما يتعلق بتداخل الصلاحيات وعدم تحديد المهام الخاصة بعمل كل مسؤول، والتهاون في الأمر الذي تسبب في تعطيل مسيرة المنتخب كثيرة جدا، وتابع من خلال خبرته في التعامل مع الإتحاد على مدار العامين الماضيين فإنه سوف يرفع تقريرا وافيا عن هذا الجانب الى المعنيين بالأمر.
"الوطني" خط أحمر لا يجوز المساس به
بالعودة إلى النقطة التي جعلته يقرر الحديث، قال بركات بأنه كان ينتظر الوقت المناسب وأنه وبعد الفوز رأى أن هذا أفضل توقيت، مشيراً إلى الفرق الكبير بين الحديث في لحظة الانتصار ولحظة الهزيمة، مشيراً إلى أن الحديث عقب الخسارة ينطوي على تبرير وتخفيف من حدة ردة الفعل، أما الحديث عقب الفوز فينطوي على شجاعة وحرص ومسؤولية وطنية عالية.
واعتبر بركات أن المنتخب خطاً أحمراً لا يجوز لأحد المساس به، لذلك فضَل التحدث عن جملة من السلبيات التي واكبت مسيرة المنتخب بشكل عام والسلبيات التي واكبت استعداداته في تصفيات كأس أسيا الأخيرة بشكل خاص، انطلاقاً من مبدأ القضاء على تلك السلبيات وتعزيز الإيجابيات التي تدفع بالمنتخب إلى الأمام نظرا.
وفي موضوع السلبيات تطرق بركات إلى حدوث بعض الأمور البعيدة عن الالتفاف الوطني الوحدوي من خلال ظهور حالة غريبة على أبناء الوطن الواحد والمتمثلة في محاباة المسؤولين لبعض اللاعبين على حساب آخرين انطلاقاً من انحيازات مناطقية من المفترض ألا يكون لها مكان في المجتمع الفلسطيني الذي فشل الاحتلال في التأثير على تماسكه ووحدته.
وقال رجل الأعمال أن اللاعب الفلسطيني يعتبر من مقدرات الشعب ولا يجوز لأحد المساس به تحت أي ظرف من الظروف، واستشهد بحالة اللاعبين روبرتو كاتلون وزياد الكرد اللذان كانا لهما بصمات واضحة على الكرة الفلسطينية على مدار السنوات الماضية، مؤكداً أن عدم قيد روبرتو كاتلون ضمن قائمة المنتخب المعتمدة لدى الاتحاد الآسيوي تعتبر بمثابة جريمة "حسب وصفه" بحق المنتخب واللاعب الذي ضحى كثيرا من أجل منتخب بلاده ولم يتأخر للحظة واحدة عن طلب انضمامه للمنتخب.
وأشار إلى أنه لا يسمح لنفسه بالتدخل في قيد لاعب من عدمه، لكنه أعلن أن المدرب المجري توماس فسيكو خُدع من قبل القائمين على بعثة المنتخب من خلال حذف اسمه بشكل متعمد، موضحاً أن ذلك يعتبر التدخل بعينه في شؤون المدرب وعمله الفني في الوقت الذي كُنا سنحاسبه عند الخطأ.
وتابع: بالرغم من أن الاتحاد وافق على رؤيته المتعلقة بضرورة وجود كاتلون ضمن صفوف المنتخب لما لذلك من تأثير على قدوم بقية زملائه من تشيلي، إلا أن توماس فيسكو أشار إلى امكانية الاستفادة منه في الملعب كلاعب متميز بفكره ومهارته حتى ولو لبعض الوقت حسب ما تقتضيه ظروف المنتخب في تلك المباراتين، لذلك لا يجوز لأحد الاعتراض على تلك الرؤية الفنية للمدرب لأنه صاحب القرار الأول والأخير في بقاء أو قيد أي لاعب من عدمه.
وأضاف أنه لهذا الغرض اتصل بكاتلون قبل مباراة الصين لتهدأته والحد من غضبه الذي أعلنه للمدرب للحفاظ على روح الفريق استعداداً للقاء سنغافورة قام بالإتصال بإدارة الوفد وسؤالهم عن عدم قيد اللاعب ضمن قائمة الأربعين المرسلة للاتحاد الآسيوي فكان الرد أن هذا حدث خطأ غير متعمد من إدارة الإتحاد وعليه سيتم تسجيل اللاعب لكي يلحق بمباراة سنغافورة تنفيذا لرغبة المدرب فيسكو وليس أحد سواه على اعتبار أن ظروف مباراة الصين تختلف عن ظروف منتخب سنغافورة على اعتبار أن المباراة ستقام في الأردن ويحتاج فيها المنتخب للفوز، وكانت المفاجأة في المرة الثانية أنه لم يتم قيد اللاعب بطريقة متعمدة ومقصودة هذه المرة من قبل إدارة الوفد رغبة منه بإعطاء الفرصة للاعبين آخرين دون النظر لحاجة المدرب لهذا اللاعب ودون التفكير بأن ذلك سوف يتسبب بتحطيم اللاعب نفسيا ومعنويا ويمكن أن يؤثر على قيمته كلاعب محترف، ويضيف أن إدارة الوفد قامت بإعطائه أسماء اللاعبين وأرقامهم ليقوم بتفصيل ملابس جديدة تحمل علم فلسطين، وحين لاحظ اسقاط اسم كاتلون من بين اللاعبين ، قام مجددا ً بالإتصال بإدارة الوفد التي قامت بإعطائه أسم اللاعب ليتم كتابته على الفانيلا مع رقمه كما هو مذكور في القائمة، وختم بركات حديثه في هذه القضية بمطالبته الاتحاد بفتح تحقيق ورد الإعتبار لهذا اللاعب الذي يعتبر قيمة حقيقية لكرة القدم الفلسطينية لابد من الحفاظ عليها وتكريمها وليس تدميرها بهذا الشكل.
وأما فيما يتعلق باللاعب زياد الكرد، فاشار إلى قيام بعض القائمين على الأمور الإدارية في الاتحاد والمنتخب بتعطيل وصوله إلى المعسكر في الأردن في الوقت المُحدد بناء على طلب المدرب فيسكو نتيجة وجود نقص حاد في الجبهة اليسرى، موضحاً أن الكابتن عزمي نصار وافق على انضمامه للمنتخب وكذلك رئيس الاتحاد العفيفي، وأنه يجدد طلبه للاتحاد بفتح تحقيق من أجل معرفة المتسببين بتأخر وصوله لتفادي ذلك مستقبلاً، وأضاف من المؤسف له شخصياً أن لاعبا بقيمة زياد الكرد صاحب التاريخ الكبير في كرة القدم الفلسطينية وهداف المنتخب منذ اعادة تشكيله يتعرض الى مثل هذه الاساءة من قبل القائمين على المنتخب، ولم يقتصر الأمر على تأخير وصوله بل تم اكمال مسلسل التهميش بحق هذا اللاعب في مباراة سنغافورة بعد الطلب من اللاعب القيام بعمليات الإحماء التي استمرت 45 دقيقية كاملة في الشوط الثاني لا لكي يلعب بل للتقليل من شأنه وتعمد تجاهله، وقال رغم فرحته بالفوز الى أن هذا الموقف أحزنه كثيراً، لأنه لا بد من احترام تاريخ ومستقبل هؤلاء اللاعبين الذين ضحوا وقدموا الكثير من أجل إسعاد الجماهير الفلسطينية وعلى الجميع إحترامهم وتقديرهم داخل وخارج الملعب.
تغيير متعمد لقائمة الوطني
أما القضية الأخطر التي طرحها ووقف عندها مطولاً وهو في غاية الحزن والانفعال فتمثلت في كشفه النقاب عن أمر خطير جداً، فقد أوضح أنه فوجئ بعد سؤال توماس عن القائمة التي اختارها برد غير متوقع له شخصيا من قبل المدرب توماس على سؤاله حول القائمة بقوله أنه لم يرفع القائمة ولم يوقع عليها وأنه تعرض لمؤامرة رفض الاعلان عنها خوفاً على مصلحة المنتخب واحداث ارباك قبل مباراة سنغافورة من قبل مساعده جمال دراغمة الذي أرسل القائمة للاتحاد دون الرجوع له رغم أنه سلمه القائمة النهائية لتسليمها لرئيس وفد المنتخب والتي تضمنت اسم كاتلون.
ولم يتوقف بركات عند سرد هذه الواقعة، بل كشف النقاب عن الرد غير اللائق الذي تلقاه توماس من قبل مساعده عندما سلمه القائمة الأساسية التي وضعت جانباً بعدما تبين من خلالها استبعاد بعض اللاعبين.
وأضاف إذا كان الاحتلال لا يفرق في تعذيبه للشعب الفلسطيني بين شرق وغرب وشمال وجنوب، فيكف نفرق نحن بين أولادنا.
وطالب بركات المعنيين التدخل الفوري لإيقاف ما أسماه "بالمهزلة" والاستهتار بمشاعر المنتخب قبل استفحال مثل هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن الوطن أكبر من أن يقسمه أحد ويفضل أحداً من لاعبي منتخبه على الآخر.