أبناء الجبل وابو ديس حبايب
اريحا- كتب محمود السقا / احتكم "ديربي" القدس الذي كان طرفاه: جبل المكبر وابو ديس الى التعادل الايجابي بهدف لمثله في اللقاء الذي احتضنه استاد اريحا ضمن لقاءات المرحلة السادسة، وقفز جبل المكبر الى المرتبة الثانية برصيد اثني عشر نقطة خلف الثقافي المتصدر، في حين عزز ابو ديس من رصيده النقطي فأضحى ثمان نقاط.
ويمكن القول: ان تفاصيل المواجهة بين الطرفين جاءت حماسية، وسيطر ابناء الجبل ميدانيا على الملعب، في حين لجأ لاعبو ابو ديس الى المناولات الطويلة، من اجل ايصال الكرة الى نجمهم وقناصهم رأفت ربيع، لعل وعسى ان يقنص هدفا وهو ما حدث بالفعل، في حين نزع ابناء الجبل الى التحضير من العمق وطبخ العابهم من خلال رجال خط المناورة، الذين مونوا بسخاء خط الهجوم المكون من الثنائي: احمد علان، رجل المباراة، دون منازع، ورائد القاروط، وفرض علان نجوميته عندما افلح في تعديل الكفة ليعيد جماهير جبل المكبر الغاضبة على الحارس المسكين عصام خلف الى صوابها والى المدرجات التي غادرتها قهرا على الخطأ الذي ارتكبه الحارس فكادت الامور ان تفلت عن السيطرة لكن الله قدر ولطف.
ولم يترك ابناء الجبل، في مستهل الشوط الاول، فرصة للاعبي ابو ديس لفرض فترة جس النبض، بل بادروا الى الهجوم المكثف عن طريق احمد علان ورائد القاروط، وهدد الاثنان المرمى، لا سيما احمد علان الذي سقط داخل الصندوق في مستهل المواجهة، دون ان يشير الحكم الدولي ميشيل حنانينا الى أي خطأ.
وكان اول تهديد حقيقي للمرمى عن طريق رائد القاروط الذي استحوذ على كرة داخل الصندوق وسدد بقوة بجوار القائم وهو على مقربة من فوهة المرمى.
ونوع المكبر من هجماته، وفضل الدخول من الأطراف والعمق وان كان التركيز ينصب على احمد علان، الذي لازمه المدافع احمد جوهر كظله للحد من خطورته واندفاعاته المتكررة.
واعتمد لاعبو ابو ديس على المناولات الطويلة، من اجل اختزال خط المناورة لأن لاعبي وسط المكبر فرضوا انفسهم في هذه المنطقة، ولم يكتفوا بذلك بل انهم مونوا بسخاء زملاءهم في الهجوم لا سيما مراد عياد وواصف جمهور وحمزة حمامرة واياد مهنا.
وترك ابو ديس رأفت ربيع وحيدا في المقدمة وحاول غزو المرمى، وارسل رأسية عادية جاءت بعيدا، وسبقه علاء امطير بكرة سانحة للتسجيل امام المرمى، لكنه ارسلها ضعيفة زاحفة بجوار القائم.
ومع انتصاف الشوط تحرر لاعبو ابو ديس من حذرهم المبالغ فيه وامتدوا بجسارة الى مرمى عصام خلف، ويدين ابو ديس بالفضل، في تهديده لمرمى خصمه الى حيوية معتصم الخطيب الواعدة فكان من الطبيعي ان يتقدم مهند قريع وجمال عواودة للامام، وسدد مهند قريع كرة متسرعة ضلت طريقها، ورد عليه احمد علان بكرة قوية حادت عن المرمى وكاد احمد علان ان يضع لمساته السحرية على اول هدف لكن واصف جمهور، انبرى من وضع غير مريح للكرة العرضية التي ارسلها، وكان يفترض ان يتركها الى زميله رائد القاروط المتأهب للتسديد، وعاد احمد علان وارسل كرة رأسية هائلة جاءت فوق العارضة.
وكثف المكبر من هجماته ورمى بكل ثقله، وتخلى بعض المدافعين عن مراكزهم من اجل توفير المساندة الى زملائهم في الأمام وبرز منهم بصورة لافتة للانتباه رأفت عياد، كلاعب واعد ومنتج، وكاد مراد عياد ان يصطاد مرمى محمد ربيع بأجمل الاهداف عندما سدد من بعيد، لكن كرته حفت العارضة واكملت سيرها في الخارج.
وسعى الفريقان في الشوط الثاني الى زحزحة النتيجة عن واقعها وعاد المكبر وهدد المرمى عن طريق رائد القاروط الذي صوب رأسية امسكها الحارس على دفعتين، وازعج رأفت ربيع مراد اسماعيل ونائل اسعد ورأفت عبيدية ورأفت عياد بتحركاته الدؤوبة، وضرب ضربته الموجعة، عندما استثمر بذكاء كرة علاء امطير الهائلة، والتي افلتت من الحارس، وسددها قوية زاحفة عانقت الشباك معلنة عن هدف السبق لفريق ابو ديس.
وغضب الجمهور على الحارس عصام خلف، واضطر المدرب اسماعيل سرور الى استبداله بالمخضرم زاهر النمري، ومنح الهدف معنويات عالية للاعبي ابو ديس، وسدد رأفت ربيع كرة بعيدة المدى لم يجد زاهر النمري كبير عناء في السيطرة عليها، ونفذ حمزة حمامرة كرة ثابتة على رأس احمد علان الذي استثمر خطأ الحارس محمد ربيع فأودع الكرة الشباك.
وبلغت الاثارة ذروتها عندما نزع الفريقان الى اللعب المفتوح من اجل حسم المباراة، وبرز اللاعب جهاد عواودة كعنصر مؤثر وخطير وكانت توغلاته في الميسرة تسبب حرجا بالغا لمدافعي ابناء الجبل، ورغم التغييرات التي عمد اليها الفريقان الا انها لم تثمر شيئا، رغم انها افرزت فرصا مثيرة من كلا الفريقين، ولعل ابرزها تسديدة جمال علان التي لم يسيطر عليها الحارس، وتعرض رجل المباراة الألمعي احمد علان الى الاعثار داخل المنطقة المحرمة، لكن الحكم اوعز بمواصلة اللعب، رغم احتجاج كابتن جبل المكبر نائل اسعد.
ادار اللقاء: ميشيل حنانينا، ساعده وليد شعيبات وحسن قطامش.