مدرب هلال أريحا: يحضرهلالا ريحاويا مهاب الجانب
أريحا – فايز نصار/ مع عودة الحراك الكروي الى الملاعب منذ أشهر ، انتعش الشارع الرياضي الفلسطيني ، وتحولت الملاعب الى منتديات عفوية تناقش الحالة الكروية ، في ظل الدوري المشتت ، الذي أصبح حديث الجميع ، ممن يتناولون الجوانب الايجابية والسلبية ، لهذا الدوري ، في محاولة جادة لتجاوز السلبيات وتعزيز الايجابيات ، وصولا الى منافسة منتظمة يساهم الجميع في نجاحها ، على كافة المستويات .
ويشكل المدربون حلقة هامة في نجاح بطولة الدوري ، بعملهم الدؤوب على تعزيز القدرات المختلفة للاعبيهم ، ومثابرتهم في قراءة مباريات المنافسين لوضع خطط المواجهة ، وحرصهم على تعزيز مفاهيمهم الكروية ، من خلال التعرف على آخر مستحدثات التدريب ، في هذا العالم الذي حولته كرة القدم الى قرية صغيرة .
ويعتبر مدرب هلال أريحا أحمد الحسن من المدربين الذين عملوا في هذا الاطار ، منذ رحلته الأولى مع التدريب في نادي حيفا الفلسطيني في العراق ، ثم تدريبه مركز الأمعري قبل الانتفاضة المجيدة ، حتى إشرافه على العارضة الفنية لهلال أريحا منذ أشهر ، حيث بدأ رحلة شاقة من الإعداد ، ترتكز على مناهج علمية ، وتسعى للارتقاء بعناصر الإنجاز الكروي ، على جبهات اللياقة والمهارة والتكتيك والاعداد النفسي .
ومنذ بداية الدوري مطلع ايلول الماضي بدا جليا أن الحسن يستحسن الطهي على النار الهادءة ، بعيدا عن جلبة الاعلام ، ومع الأيام ظهرت لمسات الرجل على الفريق الريحاوي ، الذي حصل على عشر نقاط من ثلاثة انتصارات وتعادل ، في انتظار الامتحان الاصعب أمام المتصدر الثقافي ، بعد عروض كروية ناضجة نالت استحسان الجميع ، ممن يؤكدون أن مواصلة الحسن في نهجه سينجب هلالا ريحاويا يحسب له ألف حساب .
ويعتقد الحسن أن سوء تنظيم مباريات الدوري أمر غير معقول ، لأن فريقه ما زال ينتظر مباراة الثقافي منذ أكثر من شهر ، كما أن توزيع الملاعب غير منطقي ، استفادت منه فرق وتضررت أخرى ، ولكن ذلك لا يمنع الرجل من الاعتراف بأهمية مباريات الدوري ، التي أحدثت حراكاً بين جميع الفرق ، التي أصبحت تستفيد من التدريب والمنافسة ، وخاصة مع عودة الجماهير المتعطشة الى الملاعب لمتابعة التدريبات والمباريات ، وهذا ما انعكس ايجابا على المستوى ، الذي يتحسن من أسبوع لأسبوع ، ولكن حتى تزداد الفائدة يلح الحسن على انتظام مباريات الفرق أسبوعيا ، ومعرفة الفريق لمبارياته القادمة في تاريخها وتوقيتها وملعبها ، كما يحصل في كل بلاد العالم .
ويتلمس الحسن العذر للمنظمين في بعض الأمور ، لأن هذا الدوري طاريء ، في انتظار تنظيم أفضل للموسم القادم من خلال استخلاص العبر ، وتجاوز المعيقات ، لأن التنظيم الحالي يرهق خزينة الأندية ، ويدفع الملل لنفوس اللاعبين ، مما ينعكس على الانضباط العام .
ويرى الحسن ان الثقافي هو أكثر الفرق انضباطا وتنظيما بين فرق الدوري التصنيفي في الضفة ، معزيا نتائجه كثمرة لعمل اعدادي ، مؤكدا اننا ما زلنا في بداية الطريق ، وكل الفرق تستطيع تدارك أمورها من خلال تكثيف التدريبات ، ومن خلال دورات يحتاجها المدربون ، للارتقاء بالجانب البدني الذي ظهر ضعيفا لدى كثير من اللاعبين .
ويبدو ان علة كرة القدم الفلسطينية الى جانب سوء التنظيم ، عدم توفر الملاعب الكافية للمباريات والتدريبات ، وعدم تفريغ اللاعبين للتدريب ،وعدم وجود برامج تدريبية قارة بسبب عدم وجود جدول للمباريات ، مؤكدا ان الأمور ستحل تدريجيا ، لأن ثمار الانجاز لا تأتي في أسبوع أو اسبوعين .
ويعزو الحسن سبب اخفاق المنتخبات الفلسطينية في المنافسات القارية والدولية في السنة الماضية الى عدم وجود إعداد مبرمج ، بسبب عدم وجود خطة لكل سنة ، ولكل سنتين ، ولكل دورة أولمبية ، تشمل جميع المراحل السنية من الأشبال والناشئين والشباب ، وصولا الى الفريق الأول ، حتى نصنع منتخبا تتداول فيه الأجيال ، ولا يزول بزوال الرجال .
ويؤكد الحسن على ضرورة وجود لجنة فنية من ذوي الاختصاص للمساهمة في انجاح سفينة كرة القدم ، في ظل المنغصات الاحتلالية ، والمعيقات التي تثبط العزائم ، حتى ندخل السنوات القادمة بعقلية تحسب حساب كل شيء ، لأن كل دول العالم لها خط بياني .