شريط الأخبار

أيمن عودة: درع الطائرة لها مذاق خاص.. وساعة الوداع "دقت"

أيمن عودة: درع الطائرة لها مذاق خاص.. وساعة الوداع دقت
بال سبورت :  


رام الله - محمـد الرنتيسي/ ما هذا اللاعب والكابتن الذي إسمه "أيمن عودة".. عندما صافحته مهنئاً، عقب فوز فريقه بلقب بطولة "درع جوال" بالكرة الطائرة، هممت بأن أُقبّل يده، فقال كـ"عاداتنا وتقاليدنا" في مثل هذه الحالة: "أستغفر الله" وقابلني بابتسامته المعهودة.. قلت له إن اليد التي قادت أربع فرق تلعب بالدرجة الممتازة تستحق التقبيل.. ولمن لا يعلم ففرق: عزون، جينصافوط، كفر ثلث، والنبي الياس كلها تتلمذت على يديه.. عزون حمل معه ألقاب الدوري والكأس والدرع في سنوات مختلفة.. جينصافوط وضعه في الممتازة.. النبي الياس فريق عمره (3) سنوات، ويلعب الآن في الممتازة.. كفر ثلث أيضاً قاده من "المناطق" تدرجاً إلى الممتازة، وخلق معه حالة تنافسية نوعية، فحل وصيفا للكأس والدوري والدرع في موسم واحد، قبل أن ينال أخيراً أول ألقابه الرسمية، ممثلاً ببطولة الدرع.. وبعد كل ذلك، ألا يستحق هذا الكابتن الاحترام والتقدير والتبجيل؟؟..

المقومات الأساسية لنجاح أي فريق، تتطلب وجود قائد ناجح، لديه القدرة على الحسم، إستغلال ظروف المنافس، وتوفير بيئة مناسبة لزملائه في الفريق، وكل هذه العناصر، وأكثر، تتوفر في شخص واحد.. أيمن عودة، الذي لعب لنادي عزون لأكثر من خمسة عشر عاماً، ونال معه ثلاث بطولات رسمية مختلفة، منها بطولة الدرع بالذات، ومنذ انتقاله لناديه الأم "كفر ثلث" لم يكتفِ بنقل الفريق إلى الدرجة الممتازة، والوصول معه إلى نهائي المسابقات، بل ظل يحلم بلقب يليق بهذه المسيرة الرائعة والمظفرة، وأصر على أن يكون الختام مسكاً.. خصوصاً وأن لحظة الوداع قد اقتربت، بحسب النجم الخلوق.
ورغم كل ما حققه من إنجازات، يؤكد أيمن عودة، في حديث لـ"أيام الملاعب" أن كل ما قدمه مع ناديه السابق والحالي، والمنتخب الوطني الذي مثله في جميع مشاركاته العربية والدولية، لا يعادل قطرة دم شهيد، سالت من أجل فلسطين!!.

لحظة الوداع.. هل اقتربت؟:
منذ اعتزال نجم الكرة الطائرة الفلسطينية، رافي عصفور، باتت كل أنظار عشاق ومتابعي اللعبة، مشدودة صوب رفيق دربه، ومن لازمه كظله في سباق التنافس على زعامة اللعبة، وزامله في المنتخبات الوطنية، الكابتن أيمن عودة، أو "الراجمة" كما اصطُلح على تسميته منذ أن لمع نجمه في ميادين اللعبة، فالكل توقع أن يربطهما مصير مشترك، خصوصاً وأنهما بدءا مشوارهما معاً، وكانا بمثابة الشمس والقمر في طائرة فلسطين.. لكن عودة، أُجبِر تحت الضغط الشديد من زملائه، على الإستمرار لبعض الوقت، وكان يطمح للقب يهديه لناديه الأم، كي يسير على هديه في قادم البطولات، وأن يجعل من هذا الفريق رقماً صعباً في معادلة الكرة الطائرة الفلسطينية، فحقق ما كان يصبوا إليه، ونال أخيراً "درع" الاتحاد، وعن ذلك يقول: "هذا اللقب له طعم مختلف، وخصوصية نادرة، فهو جاء أولاً بعد طول انتظار، بحيث وصلنا لنهائي ثلاث بطولات سابقة (الممتاز، الكأس، والدرع) والحمد لله (صبرنا ونُلنا).. كما أن هذا اللقب، هو الأول لفريقي وأهل بلدي، على مستوى المسابقات الرسمية، والحمد لله نجحنا في رسم البسمة على وجوه جمهورنا الحبيب والوفي، وجعلنا فريقنا يصطف في مقدمة الفرق الفلسطينية، خصوصاً وأني أعد حالياً لمشروع الإعتزال، الذي بات وشيكاً".
عودة، الذي قفز عن "الأربعين" من عمره المديد، ويحمل اليوم اللقب الرابع في مسيرته، وبالمناسبة، فهو اللاعب الوحيد في فلسطين الذي توج بألقاب البطولات الإتحادية، مع فريقين مختلفين، فنال لقبي الدوري الممتاز والكأس مع عزون، والدرع مع عزون وكفر ثلث، فبات الوحيد حتى الآن الذي رفع درع الاتحاد مرتين.. أكد أنه لا يوجد عمر إفتراضي للاعب الكرة الطائرة، فهذا مرتبط بمدى تحضيره وجاهزيته وخبرته، وقال: "على الصعيد الشخصي "شبعت" من اللعب، لكني اخترت أن أناصر فريقي الجديد حتى يشتد عود لاعبيه، وغالبيتهم من صغار السن، وبعد لقب الدرع، أعتقد أن ساعة الوداع للملاعب، قد دقت".

نقاط مضيئة:
لطالما تمنت الأندية الفلسطينية الممارسة للكرة الطائرة، أن يكون "أبو عبد الله" لاعباً لها.. فهذا اللاعب حصل مراراً على لقب "أفضل لاعب" و"أفضل ضارب" و"اللاعب المثالي".. ولم يقتصر مشواره الحافل والمفعم بالعطاء، على التفوق كلاعب فقط، بل إنه نزع باتجاه التدريب، حتى قبل أن يعتزل ، فدرّب عدة فرق محلية، بعد أن حصل على شهادة التدريب الدولية بالكرة الطائرة من أكاديمية "لايبزغ" الألمانية، وهي كما أسلفنا: عزون، جينصافوط، كفر ثلث، النبي الياس، وترك عليها بصمته الدامغة، لدرجة أن أكثر من لاعب من هذه الفرق، فرضوا أنفسهم كأرقام صعبة في منتخباتنا الوطنية والشابة باللعبة، شأنه في ذلك شأن رفيق دربه "العصفور" رافي، فهما من أكثر المهتمين بالعناصر الشابة، ولهما شخصيتهما القيادية، أكان في الملاعب أو خارجها، وبالتالي فإن ما يُعزّي أسرة الكرة الطائرة، بأن أيمن عودة، حتى لو اعتزل اللعب، فإنه لن يبتعد عن الكرة الطائرة، وسيبقى جندياً مخلصاً لها، ولفلسطين، التي تنتظر منه الكثير، لا سيما في سلك التدريب.

إهداء..
اللاعب الخلوق، والنجم الكبير، وصانع أمجاد "الراجمات".. أهدى لقب الدرع، لكل أصحاب الأيادي البيضاء في مسيرته، وختم قائلاً: "أهدي هذا اللقب، إلى إخواني في بلدي الثاني "عزون" الذي التحقت بصفوفه وأنا إبن (15) عاماً، ولكل أبناء بلدي وفريقي الأم كفر ثلث، وجمهوري الوفي والغالي، الذي بكل تأكيد يتجاوز حدود كفر ثلث، وللصهر الغالي شيخ حكام الكرة الطائرة الفلسطينية، الكابتن فتحي جمّال، متمنياً له الشفاء التام والعودة القريبة إلى الملاعب، ولروح المرحوم المدرب القدير والأب الحاني الكابتن محمـد جرار، وللأب الروحي لطائرة فلسطين الكابتن معروف شطارة، ولكل أعضاء الإتحاد السابقين والحاليين، وللإعلام الرياضي وخص بالذكر "أيام الملاعب" التي واكبت مسيرتنا، وسارت بنا على درب النجومية والإبداع، وللزملاء السابقين في المنتخب الوطني، ولأهل بيتي وأفراد أسرتي.. لكل هؤلاء أهدي هذا اللقب، مع أجمل باقة ورد

مواضيع قد تهمك