شريط الأخبار

حكايات من الدوري الممتاز: "صور يا مصور .. الاسلامي والله منور"

حكايات من الدوري الممتاز: صور يا مصور .. الاسلامي والله منور
بال سبورت :  

 

الخليل- متابعة فايز نصار/ لاجديد تحت شمس الدوري التصنيفي، الا ما شهدته ملاعب الضفة، من حراك مبكر لبعض الأندية، التي استيقظ لاعبوها فوق الميدان، محققين الفوز في الوقت المناسب، في ارهاص ينبيء بمستقبل هذه الفرق في الدوري الممتاز، الذي سيشهد في نهاية الأمر سقوط ثمانية من أندية الدرجة الممتازة للدرجة الأولى.
ولعل في مقدمة هذه الفرق اسلامي بيت لحم وسلوان المقدسي، وكلاهما حقق فوزه الثاني في أسبوعين، وبدرجة أقل أهلي الخليل، الذي انتفض على المركز الاخير، وحقق فوزا معنويا، يوحي بامكانية الخلاص للأحمر الخليلي.
وعلى عكس هذه الأندية، التي ظهرت بوجه جديد في هذا الاسبوع، واصلت أندية شباب يطا ومركز بلاطة هدر النقاط، بشكل ينذر بنهاية لا تحمد عقباها للناديين، الذين يملكان طاقات كبيرة لم تستثمر جيدا في الجولات الماضية، وينسحب نفس الكلام على ابو ديس الذي تجمد رصيده عند السبع نقاط التي جناها مطلع الدوري، ليتراجع بشكل غير مفهوم في الايام الأخيرة.


الاسلامي والله منور!
وكان أكبر الفائزين في هذه الجولة اسلامي بيت لحم، الذي ضمد جراحه مبكرا، وحقق فوزا يستحق الاشادة، على جاره واد النيص، ناجحا في ايقاف الانطلاقة المظفرة لنسور الواد، بعد مباراة عاصفة احتضنها ملعب الحسين بالخليل، ليستعيد الاسلامي هيبته، وينجح في جلب الطمأنينة لجمهوره، الذي ردّ الجميل للاعبين، بحملهم على الأكتاف على ايقاع هتاف "صور صور يا مصور ... والاسلامي والله منور !".


همة كنعانية
ويدين الاسلامي بهذا الفوز لمعتقه عيسى كنعان (من مواليد 1963) الذي لم تزده السنين الا تألقا، فقاد الفريق بكفاءة في كل الخطوط، ونجح في خطف هدف الفوز الوحيد، قبل أن يتراجع لمساندة خط الدفاع في اللحظات الحرجة، التي شهدت اندفاعا محموما لواد النيص .. ويبدو أن كنعان ساهم في وضع الخطة التي جلبت الفوز، من خلال النصائح التي أسدى بها لمدرب الاسلامي رائد الهريمي، حول لاعبي واد النيص، الذين دربهم كنعان قبل سنوات.
وبذلك تسلق الاسلامي سلم الترتيب، متقدما الى المركز الثامن، بفارق نقطة واحدة عن المتصدر جبل المكبر، بعد جولات عجاف قضاها الازرق التلحمي، في الركن الحرج على سبورة الترتيب.


نضال سلوان
ولا يقل الفوز الذي حققه سلوان على شباب يطا أهمية عن انجاز الاسلامي، لأن أبناء بيت المقدس لعبوا بامكانياتهم الحقيقية في الجولتين الأخيرتين، محققين فوزين غاليين على عسكر ويطا، فأصبح في رصيدهم ثماني نقاط، على بعد نقطتين من سدة الصدارة.
والحق يقال ان سلوان استحق الثناء من الجميع، لأن لاعبيه ناضلوا بضراوة في الثلث الأخير من المباراة، عندما لعبوا بتسعة لاعبين، ونجحوا في تسجيل هدفي الفوز، بعد عمل جيد من المعلم نضال، الذي كان يوصل الكرات القاتلة في ظهر دفاع يطا، تاركا لحسام زيادة اكمال المأمورية، فسجل حسام هدفين من أهداف فريقه الثلاثة، تاركا للبديل الياسيني مهمة تسجيل الهدف الثالث، وللحارس المتألق حاتم العباسي الاستبسال في الذود عن عرينه في مواجهة هجمات يطا الضارية، عندما لعب سلوان منقوصا من لاعبين.


عودة مظفرة للعربي
وبعد خسارته في الجولتين الماضيتين أمام الظاهرية وصور باهر، حقق العربي فوزا مهما على جاره ابوديس، بعد مباراة تسيد العربي شوطها الثاني، مسجلا ثلاثة أهداف، بعد هدف السبق في الشوط الأول، ويعتبر محمد ابراهيم بطل المباراة بدون منازع، لأنه ترك آثار أقدامه في كل مربعات ستاد أريحا، ولكن موسى عليان نال بدوره الاشادة بهدفين جميلين، أكملهما ابراهيم وداود بهدفين آخرين، كما أن صانع ألعاب العربي محمد عودة لم يقصر، وساهمت تحركاته في كل مكان في الفوز العربي، الذي رتفع رصيده الى سبع نقاط في المناطق الدافئة.


بصيص أمل للأهلي
وعلى منوال الاسلامي وسلوان نسج الأهلي الخليلي، الذي تعالى على جراح رباعية المركز، وفند كل التكهنات، مسجلا فوزا مستحقا على مركز بلاطة، بعد ملحمة أهلاوية أكدت ان الأهلي يستطيع مقارعة الكبار، عندما يلعب بامكاناته الحقيقية، وعندما يمنح الثقة الكافية لناشئيه، الذين طالما كانوا عنوانا للكرة الفلسطينية، لان لاعبين مثل محسن الشعراوي وخلدون الحلمان قادرون على تحقيق احلام الأهلي في البقاء ضمن المجموعة الممتازة، عندما يمنحون الثقة الكافية، وعندما يكسبون الخبرة اللازمة لمثل هذه المواقع النارية.


مفتاح الفرج
ويعتبر الدولي فادي الدويك مفتاح الفرج للاهلي، لأن قائد الدفاع نجح في مساعدة رفاقه، ورفع معنوياتهم في اللحظات الصعبة، من خلال بلائه الحسن في الخط الخلفي، وتقدمه المدروس للمساهمة في بناء الهجمات، ومثله فعل الحارس سامر الشرباتي، الذي ناضل بواقعية في حماية مرماه أمام هجمات بلاطة على قلتها، وتقدم بثقة لتسجيل هدف الفوز في ظروف صعبة، لينضم لثلة الهدافين بهدفين من ركلتي جزاء.


شبابة واد النيص
وتجمد رصيد واد النيص عند عشر نقاط في المركز الثالث، ولم يحقق حلمه في اعتلاء سدة القيادة، عندما فرط في الفوز أمام الاسلامي، بعد عجزه عن تجسيد السيطرة الميدانية الى أهداف، كما توقف صمود دفاع واد النيص، بعد تلقيه الهدف الوحيد في الدقيقة 16، ومع ذلك حافظ على رقم قياسي يصعب تحطيمه في هذا المجال ب391 دقيقة، مجموع الدقائق التي بقيت فيها شباك واد النيص عذراء.
والحق يقال ان لاعبي واد النيص استحقوا ولو نقطة في هذه المباراة، ولكن السيطرة الميدانية لا تقدم شيئا على لائحة الترتيب، فضاعت جهود لاعبي واد النيص، بعد تلعثمهم أمام الحارس معتز، وتعثرهم أمام الحظ الذي قال كلمة كان لها صداها في نهاية المطاف، ويبدو أن غياب القائد حسن يوسف المصاب أثر على نجاعة وسط واد النيص، الذي احتار في فك شيفرة الاسلامي، في انتظار تغير الأمور في الجولات القادمة، على ايقاع شبابة واد النيص، التي اختفى صوتها في زخم التشجيع الفعال لمشجعي الاسلامي على قلتهم.


بلاطة في حيص بيص
ورغم الخسارة بقي واد النيص بعيدا عن التهديد، ولكن الخسارة أوقعت بلاطة في حيص بيص، لأن لاعبي بلاطة لم يقدموا ما يستحق الذكر في هذه المباراة كما اعترف لي حارس بلاطة السابق خليفة الخطيب، الذي استغرب الوجه الذي ظهر به لاعبو بلاطة في المباراة، فخرج الفريق يضرب الاخماس بالاسداس، لأنه دخل في دوامة غير مامونة العواقب، بعد تجمد رصيده عند أربع نقاط في المركز 18.


مكامن الجرح اليطاوي
ويتقدم بلاطة على يطا بتقطة، ومرتبتين على لائحة الترتيب، بمعنى أن أوضاع شباب يطا أصبحت أكثر تعقيدا، بعد خسارة الفريق للمرة الخامسة في ست مباريات، ويبدو ان المدرب الجديد ابو صعلوك لا يملك طوق النجاة لانقاذ الفريق، الذي يبدو أنه يعاني من أمور قد لا تكون فنية، على أمل ان يسارع ابو الحج وصحبه في وضع أيديهم على مكامن الجرح، لوضع العلاج المناسب قبل فوات الأوان .


تراجع ابو ديس
أما ابو ديس الذي خسر بالأربعة أمام العربي، فيبدو أن خطه البياني في تراجع، لأن انطلاقته الجيدة في بداية الدوري، وفوزه على الأهلي والخضر لم يتأكد بمزيد من النتائج، ولعل الخلل في خط الفريق الخلفي، الذي يعاني من انعدام الوزن، لأن الاهداف العشرة التي تلقاها الفريق كانت بسبب اخطاء غير مقبولة، وأمل ابو ديس يبقى على هدافه رأفت ربيع الذي سجل خمسة من أهداف الفريق الثمانية، ولكنه فقد شهية التهديف أمام العربي.


جماهير من ذهب
واذا كان الزميل محمود السقا قد أسهب في الإطراء على جماهيرنا، التي تواصل الزحف على الملاعب، رغم المنغصات الاحتلالية، فان "ابو اسلام" أصاب كبد الحقيقة، لأن جماهيرنا تستحق اطراء صاحب "نحث الخطى"، حيث وجد كلام السقا صداه في مدرجات الملاعب، التي يصلها المحبون من كل المحافظات، بعد رحلة من العذاب، بين ترهات الحواجز المترامية في كل مكان، ولكن الردّ الرياضي الفلسطيني أقوى من الآلة الاحتلالية، فهنيئا لوطني بهذا الجمهور الطيب، وهنيئا لكرة القدم الفلسطينية بهذا الجيش من النقاد المجهولين، ممن يعرفون كل شيء عن أسرار الكرة، وهنيئا لإعلامنا الرياضي، الذي أدى الرسالة بكفاءة، فوجد تفاعلا في المدرجات، وشكرا للجماهير التي عبرت عن امتنانها للرسالة الاعلامية، عندما حبتني "نيابة عن زملائي الاعلاميين" بالهتاف "أكتب يا فايز نصار ... الاسلامي زاد انتصار".

مواضيع قد تهمك