شريط الأخبار

أوراق من الدوري التصنيفي: انطلاقة صاروخية لنسور الواد وغزلان الجنوب

أوراق من الدوري التصنيفي: انطلاقة صاروخية لنسور الواد وغزلان الجنوب
بال سبورت :  

القدس-  متابعة  فايز نصار/ بدأ الشارع الرياضي الفلسطيني  يتوجس على مستقبل الدوري ، الذي يشق     قطاره الطريق بخطى متثاقلة   ، وسط حقل من الألغام  الخطرة ، التي تكاد تعصف به ، وتفشل كل شيء ، لأن اتحاد الكرة  في الضفة يحاول  الامساك بالعصا من الوسط ، وإرضاء جميع الأطراف ، مما ولد حالة من الاحتقان الرياضي ، الذي يهدد ببركان من الغضب ، من جميع الأطراف التي يحاول مجلس الاتحاد خطب ودها .

    ويبدو أن الأمور تسير نحو مزيد من الاحتقان ، مما يوسع دائرة الاحتجاج على الاتحاد المسكين ، الذي بالكاد نجح في جمع أعضائه في جلسة مارتونية ، تمخضت عن تسويفات زادت الشارع الرياضي غضبا ، وخاصة ما يتعلق بملف الاعتراضات ، التي قدمت للجنة المسابقات ، حول أربع مباريات .. ولم تستطع اللجنة اتخاذ قرارات حاسمة  بشأنها، خاصة وأن بعض  الاعتراضات مؤسسة ، ويضمن كسبها  حتى المحامون ، الذين تخرجوا لتوهم من كليات الحقوق!

   وحتى يضمن الاتحاد ترحيلا وقتيا لهذه الملفات الشائكة  اتخذ  قرارا بمساءلة الأندية المعنية في الاعتراضات ، على أمل أن يحصل شيء يضمن ماء الوجه للجميع ، مما قد يسفر عن زج الجميع في حيص بيص ، خاصة وان اللجنة – التي أحال لها الاتحاد الملفات -  غير قادرة على رفض الاعتراضات ، لأن ذلك سيفجر مجلس الاتحاد في الضفة ، تماما كما انها غير قادرة على اصدار نتائج البحث القانوني ، التي تقبل الاعتراضات ، مما سيؤثر على مواقع ومستقبل بعض الفريق ، وهذا أيضا سيؤدي الى تفجير اللجنة من الداخل ، ويعلن الحرب عليها من الخارج .

سابقة على طاولة الاتحاد

   ولكن رياح الدوري لم تهب كما يشتهي أعضاء الاتحاد ، لأن الأحداث التي تترى على الخارطة الفلسطينية أضافت ملفا لا يقل أهمية ، على طاولة  هذا الاتحاد ، ويتعلق الأمر بتخلف الثقافي عن مواصلة السفر الى أريحا لملاقاة شباب الخليل ، كما فعل شقيقه مركز طولكرم  ، الذي سلك طرقا ترابية ، متحديا آلة الحصار الاسرائيلية ، ووصل الى أريحا ليلعب مباراة الخضر ، التي كسبها الفرسان السمر بجارة ، وقد أوقعت العملية الالتفافية التي أقدم عليها أبناء " والد الشهيدين " المدرب عارف عوفة الجيران في حرج كبير ، فردت إدارة الثقافي  على احتجاج شباب الخليل ، ومطالبته الاتحاد بتخسير الثقافي  ، بالنظر لعدم وصوله الى أريحا  بتوضيح ملابسات تخلف الثقافي ، الذي يرتبط بالحواجز الاحتلالية ، التي تحاصر طولكرم من الأخمس الى الأخمس ، ولسنا ندري كيف سيعالج الاتحاد هذه الحكاية ، التي تشكل سابقة لم تنص عليها لوائح اللجنة ، في ظل تمسك الشباب بحقه في كسب المباراة على البساط الأبيض ، ومطالبة الثقافي بضرب موعد جديد على لتحديد الفائز على المستطيل الأخضر   ، على أعتبار ان المطر والموت والجيش من الفلاجات !!

جولة الشؤم

     وكان الجيش سببا في عرقلة مباراة الثقافي والشباب ، تماما كما حال المطر دون إجراء مباراة ابوديس والعربي ، وتضاف المباراتان الى مباراة بلاطة والأهلي ، التي لم يجد الاتحاد ملعبا لاقامتها ، ليصبح  عدد المباريات التي لم تلعب من الجولة الخامسة ثلاث مباريات ، ستقام اثنتان منها نهاية هذا العام " اذا ما صار شي" ، فيما لم يحدد الاتحاد موعد المباراة الأكثر أهمية ، لتضرب الجولة الخامسة – جولة الشؤم - رقما قياسيا ، لأنها بدأت قبل شهر  ، على أمل أن تنتهي مطلع العام القادم .

ازدحام في الطليعة

    وقد اقتصر التنافس في الأسبوع الماضي على ثلاث مباريات ، انتهت بثلاثة انتصارات ، قلبت الأوضاع في المقدمة ، التي أصبحت تزدحم بخمسة فرق تملك في رصيدها عشر نقاط ، وهذه الفرق هي جبل المكبر وهلال أريحا وواد النيص والخضر والظاهرية، ولا يفصل بين هذه الفرق الا فارق الأهداف والأفضلية الهجومية ، ولا يستطيع أي فرق تجاوز هذه الفرق الا ثقافي طولكرم اذا نجح في رد اعتراض شباب الخليل ، وفاز في الملعب ، لأن ذلك سيرفع رصيده الى 12 نقطة ، وحتى التعادل   سييجعل الثقافي يحتل الصدارة لأنه يملك أفضلية هجومية واضحة  .

تقارب في المستوى

   وعلى بعد نقطة واحدة ترابط أندية  الهلال والثقافي والمركز بتسع نقاط ، ثم عسكر بثماني نقاط ، تليها أندية ابوديس والشباب وصور باهر بسبع نقاط ، مما يجعل الفارق بين المتصدر وصاحب المركز 12 ثلاث نقاط فقط ، وهذا يؤكد تقارب المستوى بين الفرق ، وعدم نجاح الدوري في التصنيف بين الفرق المختلفة ،  خاصة وأن بقية الفرق لا يفصل بينها الا نقطة او نقطتين ، ما عدا جنين والاتحاد والأهلي ، في المراكز الثلاثة الأخيرة .

واد النيص يعود من بعيد

   وكان اكبر المستفيدين من مباريات الجمعة والسبت واد النيص والظاهرية ، فرفع كل منهما رصيده الى عشر نقاط في المركزين الثالث والخامس ، وجاء صعود واد النيص بعد بداية محتشمة ، بخسارة وتعادل مع الأمعري وعسكر ، ولكن غزلان الواد التلحمي شدوا الهمة نحو القمة ، وحققوا ثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات متتالية أمام الثقافي وشباب يطا والبيرة ، في انتظار تأكيد هذه الانطلاقة مع جارهم الاسلامي ، الذي يعيش بدوره فورة استفاقة علّت مراتبه .

   ويدين واد النيص في هذا الزحف لقائدي عملياته الشقيقين سميح وسمير يوسف ، الذين يشكلان مع المبدع سمير جمال ثالوثا يستعصي على أقوى خطوط الدفاع ، ولكن الفوز على البيرة مسجل باسم المعتق عثمان صاحب الهدف الأول ، والمتطور اياد الذي قبل هدية سمير مسجلا الهدف الثاني .

النفس الثاني للغزلان

    وعلى منوال النيصة عزف غزلان الجنوب ، حين عادوا من بعيد بعد خسارتهم في الجولة الثالثة أمام الهلال ، محققين فوزين في أسبوعين على المقدسيين العربي وجبل المكبر ، مما رفع رصيدهم الى عشر نقاط ، بشكل سيعود بالفائدة على قلعة الجنوب ، لأن عودة الغزلان ستضاعف من الحضور الجماهيري لأنصاره ، االذين طالما حولوا مدرجات ستاد أريحا الى لوحة فولكلورية رائعة .

سر الدقائق القاتلة

   وكما فعل خلدون في مباراة العربي حين مرر كرة الهدف الغالي لابو دبور ، أهدى قائد الظاهرية كرة الضربة القاتلة في الوقت القاتل للصانع الذي سجل واحدا من أجمل الأهداف ، مخترقا ملل  هذا الدوري ، ومهديا فريقه أغلى ثلاث نقاط ، ليصبح الغزلان أول فريق ينجح في الاطاحة بالرائد جبل المكبر ، وينال الغزلان لقب الفريق الذي يملك النفس الثاني ، لأن لاعبه يناضلون حتى اللحظة الأخيرة ، ودليل ذلك تحقيقهم الفوز في دقائق المباراة الأخيرة ثلاث مرات ، أمام الأهلي والعربي وجبل المكبر.

واقعية السمران

  ولا يقل انجاز الفرسان السمر عن انجاز النيصة والغزلان ، لأن فوز مركز طولكرم المريح على الخضر قفز به الى مرتبه تؤهله لقول كلام آخر في الأسابيع القادمة ، ولا نبالغ اذا قلنا  أن اللاعب فادي سليم يلعب دورا مؤثرا في الانطلاقة المتجددة للمركز ، ولكن الفريق يلعب بأسلوب جماعي ، تتضافر فيه مهمات كل عناصر الفريق الكرمي ، من خلال مزيج من الواقعية ، التي أبعدت نجوم الفريق عن نرجسية المباريات التي أضاع الفرسان نقاطها ، والمهم في مثل هذه المباريات ضمان النقاط الثلاث   ، وهذا ما فعله المركز بهدفين سريعين في دقيقتين ، حملا توقيع الناشيء معن ، والمعلم فادي في غفلة من دفاع الخضر ، الذي لا يستسلم بسهولة الا اذا كان المهاجمون الذين يواجههم يملكون خيالات هجومية لم يحسب حسابها  .

ما زال المكبر في القمة

  ورغم خسارة جبل المكبر والخضر في موقعتي هذا الأسبوع الا أن الفريقين لم يغادرا موقعهما في الصدارة ، وتأتي خسارة نسور الجبل انذارا مبكرا للرائد الذي لم يلعب مبارياته الصعبة ، مع الفرق القوية حتى الآن ، في انتظار ما سيقدمه جبل المكبر في مبارياته أمام "الكبار" الثقافي والمركز والشباب ، ولكن الفريق استحق الاشادة على بلائه الحسن امام الظاهرية ، لأن المباراة الكبرى التي قدمها الفريقان كان يمكن أن تشهد فوزا للمكبر كما شهدت فوز الظاهرية ، ولكن الفريقان يفتخران بكونهما لعبا مباراة من أفضل مباريات هذا الدوري الشاق .

اجازة هجوم الخضر

   ويضع أنصار الخضر أيديهم على قلوبهم ، في انتظار ما حضره رفاق جميل سعيد للجولات القادمة ، على أمل أن يستدرك المدرب صايل سعيد بسرعة آثار النكسة أمام الفرسان ، ويررم الثغرات الدفاعية ، التي اوقعت بمرمى الحارس ابو صرة ، وعلى أمل ان يستيقظ هجوم الخضر الذي يبدو أنه كان في اجازة أمام الفرسان .

البيرة في خطر

البيرة في خطر

   ويبقى اكبر الخاسرين من مباراتي الأسبوعين الأخيرين فريق مؤسسة البيرة ، الذي خسر ست نقاط غالية ... واذا كان أنصار البيرة يلتمسون للفريق هزيمته أمام الثقافي ، على اعتبار  أن الفريق لعب مباراة جيدة ، فإنهم لا يقبلون من لاعبي الفريق ومدربهم عبد الناصر الوجه الشاحب الذي ظهروا به أمام واد النيص ، فخسروا بهدفين ، كانا نتيجة ركاكة في الخط   الخلفي ، الذي بدا على غير العادة مهلهلا ، تنازل لمهاجمي واد النيص في كثير من الحالات ، مما كلف الفريق سيلا  من الانفرادات ، التي كادت ترفع غلة المباراة التهديفية ، في مرمى الحارس البديل اياد فلنة ، ويبدو ان المدرب بركات  يتحمل شيئا من المسؤولية في هذه النتيجة ، لأن المدرب الدمث عبد الناصر لم يقدر جيدا   قيمة منافس اليوم ، الذي أثبت أنه لا يقل شأنا عن الثقافي .

رقم قياسي لواد النيص

   ورغم ان البعض يعتبر الخط الدفاعي لواد النيص ، الحلقة الأضعف بسبب السياسة الهجومية التي يؤمن بها الفريق ، الا أن هذا الخط فند كل المقولات ، وأثبت أنه لا يقل أهمية عن خطي الوسط والهجوم ، ودليل ذلك   أن مرمى الفريق أثبت حضورا ونجاحا كبيرا ، من خلال صموده في المباريات الأربع التي خاضها امام عسكر والثقافي و شباب يطا والبيرة ، محافظا على نظافة مرماه ، واذا ما أضفنا للمباريات الأربع الدقائق ال15 الأخيرة من مباراة الأمعري ، التي خسرها الواد بالأربعة ، يكون الفريق قد حقق رقما قياسيا جديدا بعدم تلقيه الأهداف في 375 دقيقة ، محطما الرقم السابق المسجل باسم مركز عسكر في المباريات الثلاث الأولى ، ويدين النيصة بهذا الانجاز للحارس محمد صالح ، الذي يجد منافسة من الحارس أحمد النتشة ، الذي لعب مباراة عسكر ، وجزء من مباراة يطا ، مما يجعل مدرب الواد يطمئن على غفارة الخشبات الثلاث ، يذكر أن الرقم القياسي لعذرية الشباك في مختلف المسابقات هذا الموسم بحوزة حارس الشباب شادي القواسمي ، الذي بقيت شباكه نظيفة طيلة أربع مباريات في بطولة الدرع ، قبل أن يتلقى الهدف الوحيد في الدقيقة الستين من المبارة النهائية ، أي  ان شباكه بقيت بيضاء لمدة 420 دقيقة .

مسؤولية الجميع

  ومع تواصل الحصار الاسرائيلي على بعض المحافظات الفلسطينية ، وتساقط أمطار الخير على كل المحافظات ، يخشى المتابعون ان لا تستطيع لجنة المسابقات ترتيب المباريات القادمة ، وخاصة مع اغلاق ملعب قلقيلية للترميم ، والحمل الزائد على ملعب أريحا ،الذي يحتضن معظم المباريات ، على أمل أن تجد لجنة المسابقات تفهما وتفاعلا من الجميع ، لأن اللجنة وحدها تبدو عاجزة عن قيادة قطار هذا الدوي ، الذي أصبح حكاية .

مواضيع قد تهمك