نصار بعد عام من الاسفار والاصفار
القدس- كتب ياسين الرازم / ما ان عادت بعثة المنتخب الرياضي الفلسطيني لكرة القدم من دورة غرب آسيا محملة بالحقائب والهدايا والاصفار حتى سارع الاتحاد المركزي في قطاع غزة الى التأكيد على ثقته بالمدير الفني للمنتخب عزمي نصار قاطعا بذلك الشك باليقين والطريق على الاخرين حتى مجرد التفكير بما حدث من مهازل في قطر وخاصة امام المنتخب العراقي.
نصار الذي يبدو انه يعرف من أين تؤكل الكتف اكثر من معرفته بتدريب كرة القدم القى باللائمة على اللاعبين المحترفين في الخارج معللا تواضع مستوياتهم الى انهم لا يلعبون مع انديتهم التي يحترفون فيها، ولكسب ود بعض مسؤولي الاندية المحلية وبعض اللاعبين المحليين وبهدف امتصاص ردات الفعل والتخفيف من حدة الانتقادات المتوقعة تعامل نصار بذكاء مع الامر اكثر من ذكاءه في قراءة الملعب - عندما اعلن عن نيته الاعتماد شبه الكلي على اللاعبين المحليين والاحتفاظ لنفسه بهامش معين للستعانة باللاعبين الفلسطينيين في الدول العربية.
نصار الذي يرفض حتى التفكير ولو للحظة واحدة في الاستقالة ويصر على البقاء حتى نهاية مدة عقده المبرم مع الاتحاد وزع اسباب الهزائم على المدربين المحليين واللاعبين والاندية والاحتلال والظروف ووجه ضعضعة قوية على وجوه المدربين واللاعبين عندما صرح بأن اللاعبين لا يملكون المهارات الاساسية للعبة واخر ما صدر عن نيته الاستعانة بمدرب اجنبي للياقة البدنية ليظهر امام الشارع الرياضي كمن وجد ضالته المنشودة اخيرا!!
لا شك ان للظروف والاحتلال وعدم انتظام الدوري خلال الاعوامل السابقة اثارا سلبية على المستوى العام للاعبين والاندية والمنتخب ولا شك ان اللياقة البدنية عنصر هام واساسي يجب توفره وبالقدر الكافي عند اللاعب، ولكن هل كان نصار بحاجة الى عام كامل لاكتشاف هذه الامور؟ وماذا فعل خلال هذا العام لتفادي الهزائم؟ والى متى سيبقى يصرح انه جاء لبناء منتخب شاب وأنه لم يلتزم للاتحاد وبتحقيق الانجازات المطلوبة؟ وهل علينا الانتظار عام آخر لاتقان اللاعبين للمهارات الاساسية وعام ثالث لاكتمال عناصر اللياقة البدنية وعام رابع لتوفير الانسجام بين خطوط المنتخب المتباعدة وعام خامس لحل مشكلة العقم الهجومي والاحتفال باحراز الهدف الاول.
لم يتردد الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد خروج منتخبه الاولمبي من الدور قبل النهائي لبطولة كرة القدم في دورة غرب اسيا واطاح بمديره الفني الارجنتيني لديرونا وتعاقد مع المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا مدرب الهلال السعودي على الرغم من ان كالديرون اوصل المنتخب السعودي الى نهائيات كأس العالم في المانيا فلم يشفع له هذا الانجاز للبقاء في منصبه وتحقيق حلمه الشخصي بالمونديال العالمي، اما نحن فاننا لا نملك حتى الحق في استدعاء المدير الفني لجلسة مناقشة وتقييم بعد النتائج المخزية للكبار والشباب والناشئين رغم العشرة الاف دولار التي يتقاضا نصار شهريا وبحسبة مالية بسيطة فان ال 120 الف دولار الذي دفعه الاتحاد لنصار مقابل الاصفار كافية لتعشيب ملعبين او بناء مقر الاتحاد بالضاحية.
يرفض نصار التعامل مع المدربين المحليين او الاستعانة ببعضهم لا بل انه لا يجد بينهم من هو جدير بهذه المهمة رغم وجود مجموعة ممتازة من المدربين على درجة عالية من الكفاءة العلمية والخبرة والدراية وبالمقابل لا يتواجد في ملاعب الضفة لمتابعة مباريات الدوري الا الارضاء هذا او ذاك، ولا ادري شخصيا الدوافع والاسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الموقف المتصلب الذي يشبه موقف الصانع المحترف او المخترع لالة حديثة يرفض كشف اسرارها للآخرين متناسيا ان علم التدريب ومنذ عشرات السنين يدرّس في المعاهد والجامعات وامسى في متناول الجميع.
من حقنا نحن معشر الرياضيين معرفة الاسباب والدوافع الحقيقية وراء حالة السكوت الغريب والعجيب لاعضاء الاتحاد وخاصة لجنة المنتخبات التي سارعت هي الاخرى بتحميل الاتحاد المسؤولية الكاملة دون الاشارة للمدير الفني ودوره في هذه النتائج الهزيلة ومرة اخرى اكرر سؤال سبق ان وجهته لاعضاء الاتحاد في جلسة الهيئة العمومية ومفاده اين وصلتم بموضوع اللاعب المقدسي؟ وما هو مصير اللجنة التي شكلها الاتحاد الدولي والاسيوي لدراسة الموضوع الذي ارى انه على درجة عالية من الاهمية ومن يدري فقد يجد عزمي نصار ضالته هذه المرة عند لاعبي اندية القدس لحل مشكلة العقم الهجومي لا سيما وان لاعبي ابوديس وهلال القدس وجبل المكبر يتصدرون لائحة التهديف في دوري المحافظات الشمالية الممتاز.
اختتم حديثي بالقول ان نصار الذي جاب الارض طولا وعرضا وكلف ميزانية الاتحاد مصاريف طائلة خلال عامه الاول فقط ولم يحقق لنا في اسفاره الا اصفارا كبيرة فالى متى السكوت يا أهل الحل والربط في اتحاد كرة القدم.