طولكرم- كتب محمد عراقي/ قليلة هي الصور المضيئة في ملاعبنا الكروية، سواء التي تحدث من لاعبين أو إداريين أو مدربين، لكنها إن حدثت يجب تسليط الضوء عليها لإعلاء قيمة الأخلاق والروح الرياضية والتنافس الشريف بين الأندية، في ظل موجة الشغب والتعصب المرفوضة والمقيتة التي تطل برأسها بين الفينة والأخرى.
سامح مراعبة، نجم منتخبنا الوطني ونادي ثقافي طولكرم حالياً، يثبت باستمرار أن الأخلاق والالتزام والسلوك القويم واحترام الكبير قبل الصغير هي مفردات يجب وجودها وتوفرها عند النجوم أصحاب المواهب الفذة والمميزة، لأنه دونها يفقد النجم جزءاً كبيراً من بريقه ورونقه عند الجميع.
سامح مراعبة النجم الموهوب الذي تحب مشاهدته سواء عندما يلعب مع المنتخب الوطني أو مع العنابي الكرمي والذي شكل له إضافة قوية هذا الموسم، ها هو يقوده بتميز في صدارة دوري المحترفين، سامح الذي يداعب الكرة كالموسيقار أو العازف بسبب موهبته الكبيرة ومهاراته الرفيعة، لم يكتف بهذا، بل ما زال يضرب أروع الأمثلة في الإخلاص والأخلاق.
فأثناء مباراة الثقافي الكرمي وشباب يطا التي جرت ضمن الأسبوع السادس لدوري المحترفين على إستاد دورا والتي حسمها العنابي بسهولة بثلاثية نظيفة، سجل منها سامح الهدف الثالث برأسية محكمة في الدقيقة الأخيرة، فما كان منه إلا أن ذهب لجمهور نادي يطا وألقى له التحية العسكرية تعبيراً عن حبه وتقديره لهذه الجماهير التي طالما هتفت له خلال الفترة التي لعب فيها للفريق الخليلي قبل عدة مواسم.
جماهير يطا ردت التحية كما يجب فصفقت طويلاً لسامح مراعبة وهتفت باسمه لفترة طويلة تعبيراً عن حبها وتقديرها لسامح مراعبة هذا اللاعب الفذ والخلوق والمحترم.
ما قام به اللاعب سامح مراعبة نتمنى أن يكون السمة الغالبة في ملاعبنا بحيث تتكرر المشاهد الأخلاقية والإنسانية بين اللاعبين والجماهير وبالذات جماهير الفريق المنافس أو بين اللاعبين أنفسهم في الفريقين لأن التنافس والرغبة في الفوز حق مشروع للجميع، لكن يجب أن يتم ذلك في الإطار الرياضي والأخلاقي، تطبيقاً لمبدأ اللعب النظيف، فنحن أحوج في الوقت الراهن لتطبيق ذلك من جميع أركان المعادلة الرياضية سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو جماهير.