شخصية حيوية نأمل أن تتعزز
ما أجمل الانتصار حتى وإن كان معنوياً، بالضبط كالذي أنجزه "الفدائي" على حساب منتخب تيمور الشرقية المتواضع، والذي لا حول له ولا قوة، فكان من الطبيعي أن يكون لقمة سائغة القضم والهضم لدى فرسان الوطن، الذين اسدلوا ستائر التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال 2018، وامم آسيا 2019، بفوز لامع بلغت محصلته الاجمالية سبعة اهداف مقابل لا شيء.
الانتصار العريض كان متوقعاً بالنظر لتواضع امكانيات المنتخب الضيف، رغم انه سبق وان تعادلنا معه في ارضه ووسط جماهيره بهدف لمثله، وجاء هدف فلسطين في الدقيقة التاسعة والثمانين. الفدائي لم يكتف بانجاز انتصار كاسح وعريض، بل توجه بعرض ممتع وشيق، فشاهدنا التمريرات القصيرة والبينية، والاستحواذ على الكرة بنسبة ربما وصلت الى 95%، هذا اذا لم يكن 100%، والأهم من ذلك ان هذا النهج كان يُكلل بزيارة الشباك، التي تناوب عليها كل من: جاكا حبيشة، صاحب هدف الاستهلال والافتتاح وجوناثان سورية، الذي سجل هدفين، وسار على خطاه الوافد الجديد ياسر بنتو، في حين سجل هدفاً احمد عوض وعبداللطيف البهداري، الذي اختتم مهرجان الاهداف برأسية بارعة ملأت الشباك، لتكون مسك الختام.
لقاء الامس اكد، من جديد، ان هناك شخصية لـ "الفدائي"، وهذا امر في غاية الاهمية، هذه الشخصية سبق ان ظهرت ملامحها امام الامارات، لكنها تجلت بوضوح امام تيمور الشرقية، ربما لضعف المنافس، وهذا احتمال وارد، أما الاحتمال الاخر، وهو في تقديري الاقرب الى الصواب، فان وجود لاعبين مثل احمد عوض وياسر بنتو شكلا اضافة وقوة نوعية لأداء المنتخب، والاثنان يحتاجان إلى الانسجام حتى يكشفا، بوضوح، عن معدنيهما النفيس.