شريط الأخبار

برج اللقلق ينظم برنامج قدوة القدس "حراس التاريخ" وتنطلق من قرية قالونيا

برج اللقلق ينظم برنامج قدوة القدس حراس التاريخ وتنطلق من قرية قالونيا
بال سبورت :  

 

تعزيزا للهوية الفلسطينية وتأكيدا لعروبة الارض

القدس – وكالة بال سبورت/ نظمت جمعية برج اللقلق المجتمعي جولتها الاولى لبرنامج قدوة القدس "حراس التاريخ" ضمن مشروع عيش البرج الممول من الصندوق العربي الانمائي من خلال البنك الاسلامي للتنمية وبإشراف مؤسسة التعاون، ويهدف البرنامج الى تعزيز الهوية الفلسطينية لدى الشباب المقدسي من خلال الاستماع لأشخاص عاشوا النكبة ومازالت لديهم الذاكرة حية لينقلوا التجارب والتاريخ للشباب المقدسي بحيثياته وبقصصه المختلفة اثناء الحرب وما قبلها وبعدها.

وانطلقت الجولة الاولى برفقة ٤٥ شابا وشابة مقدسيين صوب قرية قالونيا المهجرة وباستضافة العم محمد سليمان خطاب "ابو سليمان" الذي جال القرية مع المجموعة الشابة وقدم شرحا تفصيليا للشباب حول قصة النكبة وتاريخ تهجيرهم من القرية وتفاصيل الحياة اليومية هناك ما قبل النكبة وبعدها.

الحياة اليومية... ورواية النكبة

العم ابو سليمان كان يروي في هذا الموقع كيف كانت حياة الناس في قرية قالونيا ما قبل العام ١٩٤٨، وخلال تواجده في وادي الزنانير حاول ان ينقل المشهد اليومي والحياة اليومية للسكان وكيف كان يعبر يوميا من القرية الى حائط البراق لبيع الحليب، حيث كانت تنطلق رحلته في تمام الساعة الثالثة والنصف صباحا وفي حلكة الليل لبيع الحليبات والتوجه للمدرسة من بعدها.

وفي مجمل التفاصيل حدثنا كيف كان يعبر يوميا من منطقة قصر المفتي الحاج امين الحسيني في القرية ليبتعد عن دورية الجيش الانجليزي على الطريق الرئيسي "منطقة جسر قالونيا" الواصلة ما بين يافا والقدس. كان يروي بانه كان يضطر لسلوك طريق قصر المفتي لان الجيش الانجليزي كان يضع العيدان في الحليب ليفحص ان كان في داخله اي شيء من سلاح او رصاص مهرب.

في تلك النقطة يقول ابو سليمان بان عين الماء كانت أسفل الجسر "محيط العين"، وكان يروي بانه في احد الليالي توقفت حافلة لليهود المستوطنين بالقرب من القرية وفي تلك المنطقة بالتحديد "في جوار العين" كانت الحافلة قد اصابها عطل فني وهم يحاولون تصليحها، وخلال التصليح ظن اهل القرية بان اليهود يقومون بتغييرات في عين الماء ففزعوا للقتال، وأطلقت رصاصة من قبل اليهود كما روى ابو سليمان بالقرب من ارضية الحافلة، فقام سكان القرية بإغراق الحافلة ومن فيها بوابل من الرصاص، وهرب اليهود من المنطقة. باتجاه مستوطنتهم موتسا.

حين كان يروي جلس متأملا لقريته قالونيا وعيونه مليئة بالدمع والحز والالم،في وادي الزنانير حدثنا عن الرعيان وسبب التسمية الفلسطينية التي شوهها الاحتلال وحولها لاسم وادي المزامير.


عين فرحان...

هناك كانت الضربة القاضية... لم يحتمل ابو فرحان المشهد الذي عاد اليه بعد رحلة طويلة قادما من نابلس حيث هجر هو عائلته في العام ١٩٤٨، كان يروي كيف انتقل ووالده واخوانه لبيت عور التحت مع بقراتهم، حتى قام والده بوصول نابلس وتأمين أخواته ووالدته والعودة له ليسيروا سويا بالبقرات.

عند العين وقف ابو سليمان متأملا معاينا حدود ارضهم التي سلبت وبني عليها مستوطنة إسرائيلية تسمى اليوم "مفسيريت القدس"، كان محدقا يشرب مساء العين كأنها ماء زمزم وكله لهفة ونهم، يشربها ويقول كان كرمنا فوق العين وكان مليء بالخوخ والمشمش والتين واللوز والعنب والفاكهة المختلفة، يروي ويقول: "كان والدي يبيع الفاكهة على أمها... يعني على الشجر من كثرتها... ما كان زي اليوم البيع بالكيلو... كان البيع بالرطل، يحط الميزان ويعد"، كانت هذه كلمات ابو سليمان وهو يرتوي من المياه بعد غياب طال ٦٨ عاما كاملة... نعم كانت الزيارة الاولى له لأرضهم بعد كل هذه السنين.

قبور القرية...

هناك على الشارع الرئيسي الواصل ما بين القدس ويافا وفي الجانب المقابل مباشرة للكنيس الاسرائيلي الذي بني في منتصف القرن التاسع عشر كنقطة يهودية عبر الطريق الرئيسي ما بين القدس ويافا وكموقع لتطهر اليهود كما روى ابو سليمان، يوجد مقبرة إسلامية عرفت بمقبرة قالونيا، يظهر للعيان منها ثلاثة قبور، كانت مساحتها أربع دنمات واليوم هي ثلاثة قبور واضحة للعيان، التاريخ يحفظها ويحاول المحتل تخريبها وتهديمها دوم، ولكن يرعاها شبان القرية المحافظون على التاريخ.

جمعية قالونيا...

في نهاية مسير جولة قرية قالونيا تقدم مدير الجمعية منتصر ادكيدك بكلمة شكر وعرفان لأبناء قرية قالونيا وللشاب الحقوقي الناشط في برامج الحفاظ على ما تبقى من تراث واثار القرية فراس الصباح الذي منذ صباح يوم الجمعة توجه صوب مدينة رام الله لإحضار العم محمد ابو سليمان خطاب القادم من نابلس لمشاركتنا الحديث عن القرية لإحياء ذاكرة الشباب بالأحداث والتفاصيل اليومية لنكبة العام ١٩٤٨، وقال ادكيدك لا بد الا وان نتقدم بالشكر والعرفان من الزميل والشريك فراس الصباح على دورة وعطاءه في إنجاح الجولة الاولى من برنامج حراس التاريخ "قدوة القدس" وكذلك العم محمد خطاب أبو سليمان على حضوره.


تلفزيون فلسطين...

رافق المجموعة طاقم تلفزيون فلسطين "برنامج صباح الخير يا قدس"، حيث قام الطاقم بتصوير كافة المناطقة التي قام الضيف ابو سليمان بالحديث عنها وعن الذكريات القديمة فيها، كما اجرى عدد من المقابلات واللقاءات مع المشاركين والقائمين على البرنامج.


مواضيع قد تهمك