قلم سعودي مُنصف
كتب محمود السقا- رام الله
اكثر ما يعجنبي في
الكاتب او الصحافي موضوعيته وصدقه وثباته على كلمة الحق، واكثر ما يستفزني ويبعث
في نفسي الأسى والاشمئزاز التقلب المقيت، والرقص المكشوف على حبال الكذب والتدليس.
بالامس قرأنا ما خطه قلم الكاتب السعودي، عبدالله الشمراني، خصوصاً وان
جوهر رأيه ينصب حول لقاء فلسطين والسعودية، الذي ضرب له الفيفا موعداً يوم 5
الجاري في فلسطين.
استأذن
باجتزاء فقرات كاملة مما ورد وأترك الحكم للقارئ، اقرؤوا معي ماذا كتب:
"منطقياً يجب ألا ننظر للقضية من زاويتنا الخاصة وفق مصالحنا، فقط، ونتجاهل
حق الطرف الاخر في اللعب على ارضه، وهو حق مشروع كفلته له الانظمة واللوائح".
وفي
موقع اخر من نفس الرأي كتب يقول:
" في المقابل يجب ان ننظر من الزاوية الاخرى لتكون
الصورة أكثر وضوحاً، ونبني آراءنا على هديه، فالمنتخب الفلسطيني له الحق في اللعب
على ارضه وبين جماهيره، التي حرمت من هذا الحق، منذ عشرات السنين، وله الحق في
الفوز والمنافسة والاستضافة والقبول والرفض". وأختم ما ضخمه قلم الزميل السعودي بالفقرة التالية: "ومن
ذات الزاوية سوف نرى، ايضاً، ان انظمة فيفا تُحرم العلاقة بين السياسة والرياضة،
وان المواقف السياسية والاقتصادية والشعبية، للمملكة تجاه القضية الفلسطينية، منذ
عشرات السنين لا علاقة لها بالرياضة، ويجب ألا تتم المزايدة بها واستحضارها، من
اجل لقاء كروي".
اكتفي بهذا القدر ولا تعليق لدي على كل ما ورد اعلاه سوى ابداء الاحترام
والتقدير والتبجيل لكل الاقلام، التي تنحاز الى الحق، وترفع من بنيانه وصروحه، ولا
تصطف في طابور، الذين يصرون على ليّ اعناق الحقائق، نزولاً عند الرغبات وما شابه
ذلك.