سلوان المقدسي .. ست سنوات عجاف قبل العودة إلى مكانه الطبيعي بين الكبار
غزة- كتب اشرف مطر/ ست سنوات عجاف، مر بها فريق سلوان
المقدسي العريق، قبل العودة إلى المكان الطبيعي بين كبار الدوري، من خلال العودة
للعب في دوري «جوال» للمحترفين، بعد تصدر دوري الدرجة الأولى «احتراف جزئي» عن
جدارة واستحقاق، قبل جولة على نهايته.
سلوان المقدسي، هذا الفريق العريق، الذي يُزين
قمصانه بألوان علم فلسطين، مر بمحطات صعبة كادت تودي به، قبل أن تعود الفرحة له
ولأنصاره، وهذا الأمر كما قلت في وقفة سابقة، لم يأت صدفة أو بضربة حظ كما يعتقد
البعض، بل جاء نتاج تعاون كامل من الادارة وجهد جبار من المدرب القدير الكابتن خضر
عبيد وادارة النادي التي وفرت كل الامكانيات المادية المطلوبة للجهاز الفني لكي
يعيد السلوانة للعب مع كبار الدوري.
فالكابتن خضر عبيد استطاع باحترافية عالية
وبرقم قياسي يُسجل له ولتاريخه الحافل بالانجازات، أن يعيد الفريق السلواني من
حالة التيه «الدرجة الثانية» في الموسم الماضي إلى الأولى، ومن الأولى «احتراف
جزئي» إلى دوري المحترفين هذا الموسم، في فترة قياسية وبتركيز عالٍ يحسب للجميع .
كما قلت، مر سلوان
منذ استئناف النشاط الرسمي موسم 2008-2009 وتولي اللواء جبريل الرجوب، رئاسة اتحاد
الكرة، بمنعطفات صعبة ومعقدة أثرت بشكل واضح على نتائج الفريق وعلى تراجعه وصولاً
للدرجة الثانية.
فكما قلنا أن البداية الحقيقية للكرة
الفلسطينية كانت العام 2008-2009 من خلال الدوري التصنيفي، الذي شارك فيه سلوان
وحل في المركز الـ16 من أصل 22 فريقاً، شاركوا في هذا الدوري الذي أقيم من دور
واحد، وبناءً على نظام وآلية الصعود والهبوط في ذلك الموسم، قسم اتحاد الكرة الفرق
الـ22 إلى قسمين، حيث ضم القسم الأول فرق الدرجة الممتازة «أ» ووضع فيها أول 12
فريقاً، بينما وُضع الباقون ومنهم سلوان في دوري الدرجة الممتازة «ب».
وفي الموسم الثاني،
2009-2010 لعب سلوان في المجموعة «أ» من دوري الدرجة الأولى، حيث حل خامساً في
مجموعته.
وفي موسم 2010-2011، لعب سلوان في دوري الدرجة
الممتازة لأندية الوسط، وحل رابعاً في الترتيب العام برصيد 33 نقطة، حيث تقدم عليه
أبو ديس الأول، وبيتللو الثاني وبيت لقيا الثالث.
وفي موسم 2011-2012،
لعب سلوان في دوري الدرجة الممتازة «احتراف جزئي».
وفي موسم 2011-2012،
حل الفريق المقدسي سابعاً في ترتيب الدوري برصيد 28 نقطة.
وفي موسم 2012-2013،
مر سلوان بالحدث الأسوأ في تاريخه، بعدما حل في المركز الأخير في دوري الاحتراف
الجزئي، وبالتالي هبط رسمياً إلى دوري الدرجة الثانية.
في موسم 2013-2014،
أي التالي مباشرةً، استشعر الجميع من أبناء سلوان بخطورة ما يمر به فريق الكرة
الأول، فتعاهدوا على عودة الاستقرار وهو ما كان، بالفعل عاد الاستقرار والهدوء إلى
فريق العاصمة، وقررت ادارة النادي التعاقد مع الكابتن خضر عبيد، وبالفعل كان الاختيار
الأمثل، حيث اعاد الأخير ترتيب أوراق الفريق الأول المبعثرة من جديد، وشارك بقوة
في دوري الدرجة الثانية لأندية الوسط، واعتلى صدارة مجموعته برصيد 31 نقطة، بفارق
نقطة واحدة عن فريق القوات، ليصعد إلى الملحق المؤهل لدوري الدرجة الأولى «احتراف
جزئي»، ونجح الفريق المقدسي خلال لقاءات الملحق التي ضمت أربعة أندية في الحلول
ثانياً خلف القوات بفارق الأهداف، وبالتالي العودة من جديد إلى دوري الاحتراف
الجزئي.
في موسم 2014-2015 «موسم الانجاز والعودة للعب
من جديد مع الكبار»، كان الموعد مع الحصاد بالنسبة لفريق العاصمة، حيث استمر
الكابتن خضر عبيد على رأس الادارة الفنية، فيما استمرت الادارة بقيادة الأستاذ
أحمد الرويضي ومجلس ادارته المحترم، ودعم انصار النادي بتوفير متطلبات الجهاز
الفني، خاصة احضار اللاعبين المميزين، وتوفير الأموال اللازمة لابرام تلك
التعاقدات، وبالفعل كان الفريق المقدسي فرس الرهان، فصعد لدوري المحترفين عن جدارة
واستحقاق، وبأرقام قياسية هائلة، فالفريق تمكن خلال 21 لقاءً خاضها حتى الآن من
جمع 49 نقطة، من خلال الفوز في 14 مباراة، والتعادل في 7 لقاءات، بينما لم يخسر أي
لقاء في ظاهرة غير مألوفة في ملاعبنا الفلسطينية، وهذا نابع من حالة التركيز
الشديد التي عاشها الفريق طوال 21 جولة متتالية.
كما سجل الفريق العدد الأكبر من الأهداف من بين باقي
الأندية، حيث سجل نجومه 61 هدفاً بمعدل 3 أهداف تقريباً في المباراة الواحدة وهو
معدل ممتاز، فيما استقبلت شباكه 13 هدفاً فقط، وهو أيضاً معدل يدل على قوة واضحة
في الجانب الدفاعي.
وبصراحة ما ميز فريق العاصمة عن غيره من أندية
الدرجة الأولى، خلال متابعتي له، طوال لقاءاته هذا الموسم هو اعتماده على الجماعية
في الأداء، مع نوعية مميزة من اللاعبين، حيث سجل له 4 لاعبين 40 هدفاً، هم المهاجمين
عرفات صبيح وحسام زيادة وسجلا 26 هدفاً، بواقع 13 هدفاً لكل لاعب، بينما سجل خضر
الحليس 8 أهداف، ولاعب الوسط ثائر قراعين 6 أهداف، فيما توزعت الأهداف الـ 21
الأخرى على عدد كبير من اللاعبين.