الأمعري يعيد انبعاث كرة الطائرة من جديد ويراهن على تحليقها
رام الله- كتب محمد
الرنتيسي/منذ أوائل الثمانينيات،
كانت لعبة كرة الطائرة، واحدة من الألعاب الجماعية، التي تتسم منافساتها بالأداء
الجماعي، والحشد الجماهيري، الذي كان يمنحها أدواراً تنافسية، تضفي على البطولات
روح اللعب التعاوني، والجو الرياضي الشيق والمثير، ما يسهم مساهمة فعالة، في رفع
المستوى الفني للعبة، التي كانت تحظى وقتئذ، بشعبية جارفة في المشهد الرياضي
الفلسطيني، نظراً للكم الوافر من الأندية، التي كانت تنافس على الزعامة، بسبب
التقارب الكبير في مستواها من جهة، ولنجومية أبطالها وفرسانها من جهة أخرى.
مركز شباب الأمعري، كان علماً شامخاً، وعنواناً
بارزاً على خارطة اللعبة، في تلك الفترة، بل إنه رسّخ أبعاداً تاريخية، باعتباره
منارة مراكز الشباب الاجتماعية بالكرة الطائرة، بحيث تربع على عرش بطولاتها الخاصة
على مستوى الضفة والقطاع، لعدة سنوات، ولعل الحقيقة التي لا زال يخلدها التاريخ
الرياضي الفلسطيني، أن مركز الأمعري، كان من أوائل الفرق المحلية، التي أحرزت لقب
بطولة الضفة الغربية باللعبة.
وبمجرد استعراض تاريخ مركز شباب الأمعري، بكرة
الطائرة، حتى تنتعش ذاكرة من عرفوه وتابعوا مسيرته، مستذكرين بطولاته الرمضانية
المميزة، وأمسيات الكرة الطائرة الرائعة، والفريدة من نوعها، التي كانت ميزة خاصة
للمركز، حتى اندلاع الانتفاضة الشعبية الأولى، بحيث كان يحرص على تنظيمها كل عام،
على شكل أمسيات رياضية، خلال شهر رمضان المبارك من كل عام، تحت الأضواء الكاشفة،
على ملاعب المركز، بمشاركة نخبة الفرق الممارسة للعبة.
ومن لا يذكر، نجوم الأمعري، الذين لا زالت
جماهير الكرة الطائرة، تتغنى بهم إلى يومنا هذا، أمثال: القاذفة الصاروخية، عمر
المنسي، وإيهاب أسعد، وجهاد طمليه، وصانع الألعاب المبدع حمد زيدان، وهو
بالمناسبة، أول لاعب أعاد مهارة الإعداد في تلك الفترة، إلى الإعداد من أعلى
"الأصابع".. ونضال زيدان، ووليد عيسى، وسمير عيسى، وأنور نمر، وسلامة
ريحان، ومازن ريحان، وسلطان حبّوب، والشهيد البطل حازم عيد، الذي قضى شامخاً،
منتصب القامة، في زنازين الاحتلال، إبّان الانتفاضة الأولى؟
اليوم، وبعد أن هدأت محركات طائرة الأمعري
لسنوات طويلة، وتوقفت عن التحليق على الخطوط الجوية الفلسطينية، ومع تولي طارق
عباس، رئاسة المركز، وهو الذي قطع على نفسه عهداً، بأن يعيد الاعتبار لكل الألعاب
الرياضية، التي تميز بها المركز، منذ تأسيسه، فهل ستكشف صور الأقمار الصناعية،
عبور طائرة الأمعري من جديد للأجواء الفلسطينية لتلامس غيوم السماء، المشبعة
بأمطار الخير، وهل ستهب على المنطقة، رياح الأمعري المعروفة بشدتها، كي تتخذ الفرق
الأخرى، التي تدرك جيداً من هو الأمعري، الاحتياطات والتدابير اللازمة.