شريط الأخبار

يعقوب الانصاري .. في ذاكرة لا تنسى..!

يعقوب الانصاري .. في ذاكرة لا تنسى..!
بال سبورت :  

القدس- كتب محمد زحايكة/ منذ ان علمّنا اول دروس الرياضة الحقيقية في مدرسة المعهد العربي الاردني في ابو ديس على ملعبها الكبير والجري على ترابه الاحمر القاني الواقع على الحدود مع اراضي السواحرة المجاورة .. على ذاك الملعب الذي افترسه الجدار العنصري وشوه معالمه الجميلة .. وما زالت صورة هذا المارد الرياضي الفلسطيني المقدسي يعقوب الانصاري ماثلة في مخيلتي لا تكاد تمحى رغم مضي الايام والسنون.. وكأنه صورة للأصل والفرع وقوة الجسد الراعفة بالحياة الراقية والنابضة بالحيوية الدافقة..

كنت احسب ان المرض بمنأى عن هذا الجسد النحيل الرياضي الذي كان يدب ويخب يوميا على ثرى القدس في الغدو والرواح .. فكثيرا ما طالعني بوجهه الباسم ومحياه المشرق، ونحن نذرع كلينا شوارع واسواق القدس .. نغذ الخطى وكأننا نبحث عن شيء ما ..! ما تعلمته من هذا الرياضي الكتوم الصموت.. شيئا واحدا.. ولكنه يساوي في قيمته الجبال الراسيات ..وهو ان الرياضة لبدن الانسان هي كالغذاء لجسمه كله وكالثقافة لعقله وروحه وقلبه..! فالانسان بدون رياضة يبقى جسمه عبئا عليه.. وهيكلا متهدلا مترهلا مترنحا يصبح في اقل مواجهة فيروسية او جرثومية مرتعا وفريسة للامراض وتفشيها كالنار في الهشيم .. لذلك لا بد من تحصين الجسم بالرياضة .. ولو برياضة الحد الادنى وهو المشي كما استشفيت من تلميحاته عندما كان يقابلني في الطريق وانا امتطي برعونة باص " نمرة 11 " .. فيبتسم .. ويقول .. عفارم عليك.. وعافاك الله .. اياك والتنازل عن باص رقم 11 .. فهو من افضل الباصات على الارض .. وذلك كناية عن رياضة المشي وخصوصا للمسافات الطويلة وما تكتنزه من فوائد جمة لجسم الانسان وعقله وروحه..!

سلام عليك .. ايها اليعقوبي الانصاري.. سلام عليك حيا وميتا .. فقد افدت رياضة فلسطن والقدس الكثير.. وعملت بصمت وهدوء ودون ضجيج.. ولا احد من المنصفين في عالم الرياضة الفلسطينية والمقدسية يستطيع ان ينكر خطواتك الثقيلة وبصماتك العميقة في رياضة القدس وبناء الانسان الرياضي المقدسي القويم المستقيم على مدى اجيال واجيال.. سلام عليك في الارض والسماء.. والرحمة والغفران لك .. آمين يا رب العالمين ..!

مواضيع قد تهمك