شريط الأخبار

كاتلون العجيب !

كاتلون العجيب !
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصار/ عندما استلم الفهد الكأس الغالي من اللواء جبريل الرجوب توجه العتال إلى ارض الملعب، ورقص مع الصحب الفدائي نشوة بطليعة الانجازات الدولية ، وفرحا بالنجاح في إسعاد هذا الشعب ، الذي أراده المحتل أن يكون شقيا ، فصنع السعادة على طريقته العربية الفلسطينية .

كل اللاعبين كانوا يرقصون في دائرة كنعانية، تزف الى كل الدنيا الإرهاص بعودة المارد الفلسطيني ، كلهم كانوا يغنون لفلسطين ، الا هذا الكاتلون العجيب، الذي كان يحاول الدخول في الكورال بتمتمة لم أفهم منها الا " فيفا بالستينا " .

كان كاتلوم يقترب من الراقصين، وهو الذي ارقص الملايين على إيقاع معزوفة ركلة الترجيح، التي قدر الفلسطينيون بحسهم الكروي قيمتها الفنية ، لأنها أعادت بالفلسطيني الزمن المارادوني ، وأحضرت الى ستاد الربعية لمحة زيدانية صفق لها الجميع .

كان كاتلون يتعالى على كل اللغات، التي تعلمها في حله وترحاله بين الملاعب، في مختلف القارات ، لجميع الانية التي لعب لها في زمن العولمة .. لأنه يريد هذا اليوم ان يربط الوشائج العابرة للقارات، ويسمع كل الدنيا بالعربي الفلسطيني ، أن هذا المنتخب وحد الفلسطينيين ،وجلب النصر الكروي لفلسطين ، لأنه وصحبه تحاوروا بلغة كرة القدم ، التي لا حدود لها ، والتي يفهمها الجميع ، ولا يتحدثها إلا المبدعون ، من أمثال ميسي وكريستانو .. وروبرتو كاتلون ايضا .

كنت في منصة الإعلاميين مع ثلة من رجال الجلد المنفوخ نتراهن على كل ركلة ترجيح فلسطينية، فهذا يقول : إن كاتلون يضيع ، وذاك يقول : سيسدد على اليمن .. وثالث يراها على اليسار ... ولم أتوقع - لا أنا ولا كل الجمع - ان يغامر ابن فلسطين ، الذي هاجر جده قبل المحنة إلى تشيلي سيلعب الركلة الحاسمة بهذا الأسلوب الأخاذ ، فأكد اليوم انه فلسطيني رغم المسافات الزمانية ، والأبعاد المكانية.

كان وصول كاتلون تأخر الى ما بعد انطلاق بطولة فلسطين ، من النكبة الى الدولة ، واختير أساسيا في مباراة اندونيسيا، فأمتع الجميع بهندسته العصرية للكرة ، ووضعه بصمته السلسلة على كل الهجمات ، لدرجة ان البعض اعتبره أفضل لاعب في المباراة ، لولا التألق غير العادي لهداف البطولة خلدون الحلمان .

وفي المباراة النهائية أثر الناخب الوطني التريث في أمر الكاتلون ، فاخر نزوله ليقود منتخبنافي الأوقات الصعبة ، فوجد منتخبا أرهقه الوقت الزائد ، فحافظ على رباطة جأشه ، حتى تقدم لركلة الترجيح الحاسمة ، التي حبست أنفاس الملايين ، فلعبها بحرفنة ومتعة ، معيدا المعنويات لنجومنا ، ومؤثرا في معنويات نسور قرطاج ، الذين استسلموا لمقاديرهم فيما تبقى من ركلات ، تاركين الكاتلوم يرقص في اوركسترا العتال ، بما جلب الفرحة لكل الفلسطينيين ، الذين رددت ألسنتهم : شكرا لمن ساهم في جلب هذا الانجاز الأبيض لفلسطين ، في ذكرى اليوم الأسود !

مواضيع قد تهمك