دينمو الإعلام الرياضي التونسي ظفر الله المؤذن
الخليل- فايز نصار/ متأخرا اكتشف المشرق العربي الإمكانيات المتقدمة للإعلاميين الرياضيين في المغرب العربية ، حيث انتظر المشارقة بزوغ شمس القنوات الرياضية العربية ، وخاصة الجزيرة الرياضية للاستفادة من القدرات العالية للإعلاميين الرياضيين المغاربيين ، في الاعلام الرياضي المرئي والمكتوب والمسموع ، قبل الوصول الى الشبكة العنكبوتية .
ولكن بعض وسائل الإعلام العربي ، وخاصة الخليجية منها اكتشفت مبكرا قدرات بعض الإعلاميين الرياضيين ، الآتين من المغرب وتونس والجزائر، فرسخ بعض هؤلاء أنفسهم جهابذة على خارطة الإعلام الرياضي العربي ، ومن هؤلاء خالد ياسين من المغرب ، والأخضر بريش من الجزائر ، وظفر الله المؤذن من تونس .
وقد سبق المؤذن صحبه الإعلاميين المغاربيين الى أعمدة الصحف الخليجية من البوابة القطرية ... وكان لي شرف اللقاء به لأول مرة في مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري ، حين كان مرافقا لنادي السد القطري، الذي التقى وفاق سطيف الجزائري، على كاس البطولة الافرواسيوية سنة 1988 ، ويومها جلست الى جانب المؤذن ، وعلق على المباراة ، التي جرت المباراة تحت امطار غزيرة الفكاهي القطري محمد اللنجاوي ، ولما سجل الوفاق هدفين سريعين ، صرخ اللنجاوي " الأمطار تتهاطل من السماء ، والأهداف تتهاطل على الشباك " .
كان ذلك اللقاء قبل 25 سنة ، تنقل خلالها ظفر الله المؤذن بين عشرات وسائل الإعلام العربية والدولية ، حتى وصل الى قناة العربية من البوابة الإماراتية ، مع احتفاظه بحقه في الكتابة بعشرات وسائل الإعلام العربية وغير العربية ، لأن المؤذن من الرجال الذين لا يقبلون تعليب مواهبهم في محيط الوظيفة .
ولما نافس منتخبنا المنتخب الأولمبي البحراني على تذكرة السفر الى الأولمبياد اللندني، جاء المؤذن الى فلسطين لمتابعة لقاء فرساننا والبحرين، ويومها كنت في مهمة خارج الوطن مع المنتخب المدرسي، فلم التقي المؤذن ليتأخر لقائي به إلى ذكرى النكبة ، التي حولها قائد السفينة الأخ ابو رامي الى خيمة رياضية أَمَّها المئات من الرياضيين الأشقاء والأصدقاء! لتعود بي الذاكرة الى العديد من اللقاءات التي جمعتني عبر الأيام بالمؤذن على هامش الفعاليات الرياضية العربية ولادولية .
وفي حديث سريع جمعني بصحفي الياسمين ظفر الله قال لي: إنها كانت مفاجأة سارة بالنسبة له التعرف على فلسطين، وخاصة رام الله ، التي لم يتصور قبلا بأنها بمثل هذا الجمال، الذي زاد حميميةً بدفء الاستقبال ، وحرارة الضيافة ، من شعب معتق ، يفيض طيبة ، وحبا للآخرين .
وعبّر ابن الخضراء عن إعجابه الكبير بالتطور الملحوظ ، الذي شهدته الرياضة الفلسطينية في السنوات المتأخرة ... لكن " بدون مجاملة " يقول المؤذن : إن الأمر بحاجة إلى المزيد من الجهد والعمل لتطوير المنشآت الرياضية ، والتأسيس لبنية تحتية شاملة وعصرية ، لان الملاعب موجودة ، ولكنها بحاجة إلى الصيانة والتحسين حتى تواكب العصر !
ويبدي نسر قرطاج إعجابه الكبير بقائد السفينة الرياضية الأخ جبريل الرجوب ، الذي يسخر جلَّ وقته للرياضة ، بعدما سخر الشطر الأول من حياته للنضال، مؤكدا أن الأمر يتجلى بوضوح في هذا الحشد الإعلامي الرياضي الكبير على هامش ذكرى النكبة ، وفي بطولة فلسطين الثانية ، التي تقام بمشاركة تسعة منتخبات من مختلف المدارس الكروية .
ويرى المؤذن بان شهادة الإعلاميين العرب مجروحة في الأمور، التي تتعلق بالفلسطينيين ، ولذلك فهو يستشهد بآراء الإعلاميين الأصدقاء من الأفارقة، الذين حضروا الفعاليات ، وكلهم ابدوا الإعجاب بتجربة الرجوب ، والإشادة بالنضال الرياضي في هذا الوطن ، تماما كما فعل الإعلاميون الأوروبيون ، ممن اكتشفوا حقيقة كانت مغيبة عن محيطهم الصحفي ، ولامسوا جراح شعبٍ أبيٍّ يستحق الحياة .
ويذهب المؤذن الى كونه كبقية الإعلاميين اكتشفوا البعد الثالث للمشاعر الفلسطينية، التي جعلت الفلسطينيين يتعودون على واقع الاحتلال، ويتجاوزون جراحهم بكبرياء ، ويصنعون من الأحزان أفراحا حيرت الضيوف ، وخاصة من الإعلاميين ، الذين صدموا لكونهم كانوا مضللين أمام قوة ألة الإعلام الصهيوني ، فشاهدوا الحقيقية على الأرض ، وتأكدوا ان الإعلام المعادي يشوه صورة الفلسطينيين ، فكان الانجاز الكبير لهذا اللقاء ، باكتساب جيش من الإعلاميين الأفارقة والأوروبيين .
ولا يبدي الصحفي القرطاجي اكتراثا بما يقال هنا وهناك حول براءة الحج الرياضي إلى فلسطين ، مؤكدا أن دائرة التفهم لمثل هذه الزيارات تتسع عربيا ، لأننا – يقول المؤذن – نمرُّ من على حواجز الاحتلال مرغمين ، غير معترفين بهذه الحواجز ، ونأتي إلى هنا لزيارة السجين ، واستنكار إجراءات السجان .
وحول الإعلام الرياضي الفلسطيني، يرى المؤذن بان هذا الإعلام في عمر الورد بالنسبة للإعلام الرياضي العربي .. وقد اكتشفنا " يضيف المؤذن" تجارب إعلامية جيدة ، على هامش بطولة النكبة ، وخاصة في الصحف اليومية الثلاث ، ولكن كما الرياضة الفلسطينية ، فان هذا الإعلام بحاجة إلى نهضة ، وخاصة في الجانب الفني ، لان مضمون ما يكتب جيد جدا ، ويقصد المؤذن - كما فهمت منه - أمورا تتعلق بنوعية الورق والطباعة والمونتاج .
ويختم المؤذن حديثه معي بالتأكيد بان الإعلام الرياضي الفلسطيني يجاري التطور الحاصل في الساحة الرياضية الفلسطينية، في انتظار مزيد من التقدم ، داعيا الى ضرورة استفادة الإعلاميين الرياضيين الفلسطينيين، من الجهود التي يبذلها اللواء الرجوب في هذه المجال، وخاصة بعد تنظيم الملتقى العربي الرياضي الثاني، والملتقى الأول للإعلاميات الرياضيات في الوطن العربي